الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
موقف بريطانيا من ضرب إيران

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موقف بريطانيا من ضرب إيران

الخبر:

 

حث وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون، الاثنين، (إسرائيل) على عدم التصعيد، مشيراً إلى أن "هجوم إيران على (إسرائيل) كان فاشلا". (العربية نت، 2024/04/15م)

 

 

التعليق:

 

أولاً: إن العداء التاريخي كبير بين بريطانيا وإيران بعد الثورة التي أطاحت بنفوذ الإنجليز لمصلحة الولايات المتحدة، فقد كشفت وثائق أمريكية "أن مؤسس نظام ولي الفقيه في إيران الخميني كان على صلة بالحكومة الأمريكية منذ الستينات من القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران، قادماً من باريس وإعلانه الثورة عام 1979، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط".

 

وتوضح وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي أيه، أن الخميني "تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 1963"، وأنه طالب خلالها بألّا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأمريكية في إيران"، فقد خرجت إيران من النفوذ الإنجليزي إلى العلاقة مع الولايات المتحدة.

 

ثانيا: لقد قامت إيران - خاصة في عهد الخميني - وما زالت، بمحاولات كبيرة ضد النفوذ الإنجليزي في المنطقة العربية وخاصة في الخليج، فبريطانيا تنظر إلى إيران أنها سهم أمريكي ضد نفوذها ومصالحها في المنطقة، وقد قدمت إيران الكثير من الخدمات للولايات المتحدة باعتراف ساستها في أفغانستان والعراق والشام؛ فقد أكد رفسنجاني "لو لم تساعد قواتنا في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني".

 

وبريطانيا كانت شديدة الحرص على إعادة نفوذها هناك وكانت تفتعل المشاكل لإيران محاولة على الأقل حماية نفوذها ومصالحها أمام ثور هائج، وقد وجدت ضالتها في كيان يهود برئاسة نتنياهو الذي كان حريصا على ضرب إيران والوقوف بوجهها ووقف بشدة ضد الاتفاق النووي بين إدارة أوباما وإيران، وأزعج نتنياهو الإدارة الأمريكية آنذاك وتوترت العلاقات بينهما.

 

وفي ظل إدارة ترامب الحميمة أدرك نتنياهو أن مواقف ترامب "سياسية مغلفة بتهديدات عسكرية وتوتير للأجواء في الخليج لغرضين: لإزعاج أوروبا بإخافتها على سفنها ثم إهانتها عن طريق إيران، وبخاصة بريطانيا لتسير مع أمريكا في سياستها... ثم لابتزاز دول الخليج مالياً بحجة حمايتها من خطر إيران! وليس توتير الأجواء في الخليج مقصوداً منه حرب أمريكا لإيران..."، من جواب سؤال أصدره أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة بتاريخ 2019/09/13. ثم جاءت إدارة بايدن بنفس نهج إدارة أوباما.

 

كما جاء في جواب السؤال نفسه: "أدركت أمريكا خطورة السياسة البريطانية بدفع كيان يهود للحرب ضد إيران وأذرعها في المنطقة، فهذه الحرب لا يقتصر ضررها على إيران وأذرعها بل سيصيب كيان يهود ولا يمكن لأمريكا أن تبقى فيها متفرجة وكيان يهود يخوض حرباً...

 

فلما علمت أمريكا بزيارة رئيس وزراء الكيان لبريطانيا التي غلب عليها طابع التخطيط العسكري فقد (صاحب نتنياهو كل من رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات وقائد سلاح البحرية عميكام نوركين ورئيس قسم العمليات في جيش الدفاع الميجر جنرال أهرون حليوا).

 

والتخطيط العسكري مع بريطانيا يعني استخدام كيان يهود لمرافق القواعد العسكرية الإنجليزية "أكروتيري" و"ديكليا" في قبرص أو مشاركة الطائرات والبحرية البريطانية في القاعدتين في الحرب بشكلٍ خفي، وهذا غير مستبعد على الإطلاق في ظل الصفعات التي توجهها إيران لبريطانيا... لما علمت أمريكا ذلك قامت بإفشال هذه الزيارة، وذلك عن طريق إرسال وزير دفاعها إلى لندن للاجتماع مع نتنياهو ودراسة الحاجات الأمنية لكيان يهود، والموافقة على الاستماع لهواجسه الأمنية بخصوص إيران، وذلك لتطمين كيان يهود بحفظ أمن الكيان والدفاع عنه أمام أي تهديدات، ولكن في المحصلة ثنيه عن شن الحرب، وعن التنسيق مع بريطانيا".

 

ثالثا: وبالنظر إلى الكلام السابق نجد اختلافا جوهريا بين الموقفين (موقف مسعر الحرب السابق وموقف الداعي إلى عدم التصعيد الحالي) والسبب في ذلك يعود إلى:

 

1- الضعف الإنجليزي بشكل كبير داخليا وخارجيا والأزمات التي تعصف ببريطانيا.

 

2- حرب أوكرانيا وأثرها على أوروبا وبريطانيا وانشغالهم فيها وعدم القدرة على فتح جبهة أخرى. وخطورة الموقف وخشية عودة ترامب والتهديد بالخروج من الناتو أو تراخي المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بوجود الجمهوريين في الكونغرس.

 

3- ضعف كيان يهود بشكل كبير الذي لم يستطع حماية نفسه فضلا عن الذهاب لضرب إيران بدون غطاء، والأزمات التي تعصف به، وعدم وجود طريق لضرب إيران بعد المصالحة بين السعودية وإيران.

 

4- وقوف أمريكا بحزم ضد ضرب إيران وخشية الإنجليز من فتح ملفات شائكة لهم في مناطق نفوذهم أو داخل بريطانيا أو مصالحها.

 

5- الضعف الأوروبي المساعد للإنجليز سابقا وظهور عجز أوروبي ملفت، وقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "إن فرنسا ستبذل كل ما بوسعها لتجنب المزيد من التصعيد في الصراع بين (إسرائيل) وإيران في الشرق الأوسط".

 

لهذه الأسباب، والله أعلم، لم تعد بريطانيا تفكر بدعم كيان يهود في محاولته ضرب إيران، لذا كانت التصريحات الأخيرة تعبر عن حقيقة العجز والضعف البريطاني بشكل مذل، وهي أيضا متناغمة مع الأمريكان في منع يهود من توجيه ضربة لإيران خشية توسعة الحرب في الوقت الذي تعمل فيه أمريكا على التهدئة في المنطقة والتفرغ لاحتواء الصين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 17 نيسان/ابريل 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع