الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الفيضانات المدمّرة: فضح الإهمال الإجرامي للرأسمالية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الفيضانات المدمّرة: فضح الإهمال الإجرامي للرأسمالية

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

 

ابتداءً من 18 نيسان/أبريل 2024، ضربت الفيضانات كينيا، وكان لها تأثير على الناس في 21 مقاطعة من أصل 47. أمّا العاصمة نيروبي فقد تأثّرت بشكل خاص. فقد فاض نهر نيروبي ونهر آثي على ضفافهما ما أدّى إلى نزوح 40 ألف شخص من بيوتهم، وتشريد أكثر من 130 ألفاً، و91 مفقوداً، و29 مصابا، وأسفرت عن وفاة 169 شخصاً. كما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية نفوق ما لا يقلّ عن 960 رأساً من الماشية و24 ألف فدان من الأراضي المزروعة غمرتها المياه. وتم التعاطي مع الفيضانات جزئيا بسبب ظاهرة النينيو. وفي ساعات صباح يوم الاثنين 29 نيسان/أبريل 2024، انفجر سد ماي ماهيو، ما أدى إلى مقتل 42 شخصاً.

 

التعليق:

 

من المؤسف مرةً أخرى أن تُزهق أرواح وأن تتحول ممتلكات تقدر بالمليارات إلى بقايا دمار. وفي حقيقة الأمر، أصبحت الفيضانات في المناطق الحضرية عبئاً على الفقراء، خاصة على سكان الأحياء الفقيرة.

 

ما تمرّ به البلاد الآن هو ما يحدث عندما تفشل القيادة في التخطيط. إن استمرار مأساة الفيضانات يوضح الإهمال التام ليس فقط من جانب القيادة، بل من النظام السياسي الديمقراطي برمته الذي لديه سجل حافل في الإهمال الإجرامي. ومن الإهمال على أعلى المستويات أن تنتظر الحكومة وقوع المآسي ثمّ في ذروة الكارثة تُحصي الخسائر!

 

وبالنظر إلى الأضرار التي تحدث في جميع أنحاء البلاد، فإن المشكلة تكمن في الافتقار الشديد إلى البنية التحتية المناسبة. فمع الفساد المستشري، يتمّ ترقيع الطرق التي لا تمنع أي شيء بشكل يومي، حيث في حالة هطول الأمطار تتحول هذه الطرق إلى أنهار غير سالكة! مع العقلية الرأسمالية الجشعة، كان قادة الحكومة الوطنية وحكومات المقاطعات يمنحون تصاريح لبناء المنازل والمباني في المناطق القريبة من الشواطئ والأنهار.

 

وتكشف الفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية باستمرار عن دورة النظام الرأسمالي الدائمة من سوء الإدارة والتجاهل التام للناس. ولم يكن من الممكن أن يصل هذا الوضع المؤسف إلى هذا المستوى لو كانت الحكومة مسؤولة لأنها كانت ستتخذ إجراءات مبكرة.

 

يؤكد الإسلام بوصفه عقيدة ونظام حياة متكاملا أن مسؤولية رعاية الشؤون العامة تقع في المقام الأول على عاتق الحكام. قال النبي ﷺ: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

 

تحتاج كينيا والعالم بأسره إلى نظام إلهي، أي الإسلام الذي ينتج ويرعى القادة الذين يخافون الله سبحانه وتعالى ويشعرون بالمسؤولية لأنهم يعرفون دائماً أنهم سيحاسبون يوم القيامة. عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني بعد وفاة النبي محمد ﷺ، والذي حكم الدولة الإسلامية، قال: "لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله: لِمَ لَمْ تعبد لها الطريق يا عمر"! إذا كان عمر خائفاً من أن تتأذى الدّواب تحت قيادته، فتخيل كم كان خوفه سيكون أكثر بكثير لو رأى الناس يصارعون مع الطقس البارد بعد أن اجتاحت الفيضانات منازلهم!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 04 أيار/مايو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع