- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس الأركان الباكستاني يزور ألمانيا التي تزوّد كيان يهود بالسّلاح
(مترجم)
الخبر:
في 24 أيار/مايو 2024، صرّح الجناح الإعلامي العسكري الباكستاني أن "رئيس أركان الجيش في زيارة رسمية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية... وقد اعترفت القيادة الألمانية بدور الجيش الباكستاني في مكافحة الإرهاب". (المصدر)
التعليق:
لقد تمّ تقديم زيارة رئيس الأركان الباكستاني لألمانيا في وسائل الإعلام وكأنها إنجاز. ما الذي يستحقّ الإعجاب حقاً في هذه الزيارة؟!
إنّ ألمانيا هي التي تزوّد كيان يهود بالأسلحة التي يستخدمها لقتل نساء وأطفال غزة. في 11 آذار/مارس 2024، ذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، "أن الولايات المتحدة تمثل 69 في المائة وألمانيا 30 في المائة من واردات الأسلحة من قبل (إسرائيل)". (المصدر) ومع ذلك، بعد دعم ألمانيا النشط للإرهاب المروّع الذي يرتكبه كيان يهود، التقى رئيس أركان الجيش الباكستاني بمسؤولين ألمان لمناقشة مكافحة (الإرهاب)!
إنّ ألمانيا هي التي دافعت عن جيش كيان يهود منذ بداية حرب الإبادة الجماعية ضدّ مسلمي غزة. ومع ذلك، التقى رئيس أركان الجيش الباكستاني بالدكتور توبياس ليندر، وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، الذي غرد في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، "إن ألمانيا تقف بحزم إلى جانب (إسرائيل) وأكدت على حقّ (إسرائيل) في الدفاع عن نفسها وشعبها". (المصدر)
إنّ ألمانيا هي التي تروج بقوة لحلّ الدولتين الأمريكي، الذي يسلم أكثر من 80% من أرض فلسطين المباركة لكيان يهود. ومع ذلك، التقى رئيس أركان الجيش الباكستاني بالمفتش العام للدفاع الاتحادي الألماني، الجنرال كارستن بروير، المسؤول عن "المبادئ التوجيهية للسياسة الدفاعية لعام 2023" في ألمانيا، والتي تنصّ على أنّ "حق (إسرائيل) في الوجود له أهمية خاصّة، وأمن (إسرائيل) هو مصلحة وطنية ألمانية". (المصدر)
وهكذا، بينما تمزق الأسلحة الألمانية أجساد أطفال غزة، يبتسم رئيس أركان الجيش أمام الكاميرات، ويصافح أيدي القيادة الألمانية الملطخة بالدماء. فكيف لنا أن نعجب بهذه الزيارة باعتبارها إنجازاً؟ كيف؟!
هذا هو الواقع المخزي للقادة العسكريين لجيوش المسلمين اليوم. إنهم يحافظون على التحالف مع أولئك الذين يقتلون المسلمين مباشرة، أو يساعدون الآخرين في ذلك. والواقع أن كيان يهود يعتمد على حبل من الناس، والذي يمتد بالكامل تقريباً من الولايات المتحدة وألمانيا وحدهما. وبدون هذه الحبال، لا يستطيع جنود يهود الجبناء أن يقفوا في وجه الثلة المجاهدة الضعيفة التسلُّح داخل فلسطين، ناهيك عن جيش واحد من المسلمين. وهؤلاء القادة العسكريون يتحالفون مع الكفار، على الرّغم من أنّ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
إن هؤلاء القادة العسكريين يسارعون إلى الاستجابة لدعوة الدول الغربية إلى محاربة المسلمين باسم (محاربة الإرهاب)، ولكنهم يتجاهلون أمر الله سبحانه وتعالى بإخراج أعدائنا من حيث أخرجونا. بل إن الله سبحانه وتعالى فرض علينا شرعاً إنهاء اغتصاب الكافرين لأراضي المسلمين، قال تعالى: ﴿وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾.
وهذا الأمر من الله سبحانه وتعالى ينطبق على كل أرض من أراضي المسلمين، أما أرض فلسطين فهي أرض المسجد الأقصى، أولى القبلتين، الحرم المقدس، مسرى رسول الله ﷺ، الذي بارك الله سبحانه وتعالى حوله إلى يوم القيامة!
لقد تجاوزت خيانة القيادات العسكرية للمسلمين كل الحدود، فقد شوهوا سمعة جيوش المسلمين حتى أصبحت سوداء كالفحم، حتى إن الضباط العسكريين أطرقوا رؤوسهم خجلاً. لقد جلبوا الذلّ على أمة لديها ملايين الجنود الذين يستحقون حقّ الجهاد في سبيل الله من أجل الشهادة والنصر. لقد ضمنوا لأجبن الناس، اليهود، الحرية في قصف المسلمين وإطلاق النار عليهم واغتصابهم في أرض الأنبياء لأكثر من ثمانية أشهر. لقد كفى ذلك الآن. إن على الأمة الإسلامية وقواتها المسلحة أن تقتلع الخونة وتقيم الخلافة على منهاج النبوة. إن الخلافة الراشدة هي التي ستحشد الجيوش لتحرير المسجد الأقصى. إذن يا ضباط القوات المسلحة الباكستانية، تعالوا واعملوا مع حزب التحرير لتغيير الذلّ إلى نصر، والبؤس إلى احتفال.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصعب عمير – ولاية باكستان