- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
وفيات الحجّاج خطأُ الحكومة السعودية بسبب إهمالها لضيوف بيت الله الحرام
(مترجم)
الخبر:
أفادت التقارير أنّ أكثر من 1300 حاجّ مسلم لقوا حتفهم أثناء الحج السنوي إلى مكّة هذا الشهر في السعودية، حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 50 درجة مئوية. ويمكن أن يؤدي التعرّض غير المخفف للحرارة الشديدة إلى مجموعة من الأضرار الصحية المعروفة، بما في ذلك فشل الأعضاء وحتى الموت. ويُعتقد أن الإجهاد الحراري تسبب في العديد من الوفيات، وهو حدث يمكن الوقاية منه تماماً. وهذا يعزّز الحاجة إلى تدابير حماية أقوى من الحرارة، وخاصةً للمجموعات المعرّضة بشكل خاص للإجهاد الحراري مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة. (هيومن رايتس ووتش)
التعليق:
"أنفقت السعودية مليارات الدولارات على تدابير السيطرة على الحشود والسلامة لأولئك الذين يحضرون الحج السنوي الذي يستمر خمسة أيام، ولكن العدد الهائل من المشاركين يجعل ضمان سلامتهم أمراً صعباً". (المصدر) هذا عذر واهٍ تقدمه الحكومة السعودية لشعبها وللإعلام العالمي؛ ولكن هذا العذر مرفوض تماماً بسبب ادعائهم بأنهم أمناء الحرمين! فلو كانت لديهم أية نزاهة أو احترام لدورهم كأمناء، مع التقدم في وقتنا الحالي، فإن أمور التنظيم واليسر والضيافة في متناول كل حاج على الرغم من الملايين الذين يتوقون إلى الحج. تستعد وزارة الحج والعمرة سنوياً لموسم الحجّ وتعرف الأعداد والحصص القادمة من كل دولة في جميع أنحاء العالم وبالتالي تكون قادرة على توفير أماكن الإقامة المطلوبة وعدم السماح للحجاج بالموت بسبب نقص الرعاية والوصول إلى الرعاية الطبية. إنهم أيضاً يتحملون عبء هذه المأساة التي يمكن الوقاية منها. يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾.
إنّ غياب المحاسبة أظهر الإهمال الفادح للمسلمين الذين سافروا من قريب ومن بعيد، وادخروا مئات الآلاف على مدى عقود من الزمن لتغطية تكاليف الحج الباهظة، ما يثبت عداء النظام السعودي للأمة وهو ما يجعلنا نفكر مرتين قبل الشروع في مثل هذه الرحلات المميتة. ولكن الخبر الصادم هو الذي أعلنه رئيس هيئة الترفيه السعودية، تركي آل الشيخ، عن استضافة الرياض لكأس العالم للألعاب الإلكترونية، التي ستقام على "البوليفارد" بمشاركة 30 فريقاً دولياً، وبجوائز ضخمة تصل قيمتها إلى 60 مليون دولار! وهي أكبر جائزة مالية في التاريخ!!
إن كمية الأموال الفاضحة تدفقت على الترفيه بينما حُرم بعض الحجاج من هذا الواجب الشرعي بسبب عدم وجود تأشيرات محددة أو تصاريح صحيحة. حيث أجبر آلاف الأشخاص على العودة إلى بلدانهم الأصلية ومنعوا من أداء الحج بعد تغريمهم مبالغ باهظة، بل حتى سجنهم، بغض النظر عن أعمارهم. وقد ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الحجاج غير المسجلين حرموا من الوصول إلى المرافق العامة مثل الخيام المكيفة ومراكز الرذاذ ووسائل النقل أو مناطق إعادة ترطيب المياه، وقالت إن "83 في المائة من (الموتى) لم يكن لديهم تصاريح، ما يعني أنهم تعرضوا لمسافات طويلة وفترات تحت الشمس دون مأوى...".
أن يُحرم المسلمون من الماء والمأوى في أقدس مكان على وجه الأرض، أين المحاسبة واللياقة؟! روى أبو هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ... يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي». فهل هكذا يعامل ضيوف الحرمين؟! إنهم لا يقومون بواجبهم في رعاية مصالح الأمة، والمسلمون بريئون ممن يزعمون أنهم "ولاة الأمر"، في الواقع إن العائلة السعودية ليست من نفس دماء الأمة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر