- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يتكاثر الطلاق بين الشباب في أوزبيكستان؟
الخبر:
أعلن المسؤول بوزارة العدل ح. ميلييف أن معدل الطلاق في أوزبيكستان هو الأدنى في رابطة الدول المستقلة.
هناك أكثر من 9 ملايين أسرة في أوزبيكستان. وفي المتوسط، يتم بناء 250-300 ألف أسرة جديدة سنويا. ولكن في الوقت نفسه، تتم ملاحظة ما متوسطه 45-49 ألف حالة طلاق كل عام. 4-5% من المطلقين هم من عاشوا معاً لمدة تصل إلى سنة واحدة، و40% لمدة تصل إلى خمس سنوات.
وارتفع عدد حالات الطلاق بنسبة 41% في عام 2021، و22% في عام 2022، لكن معدل النمو في عام 2023 انخفض بشكل حاد وارتفع بنسبة 0.8% فقط مقارنة بعام 2022 (انخفض معدل النمو بمقدار 27 مرة مقارنة بعام 2022).
ووفقا للجنة الإحصاءات المشتركة بين دول رابطة الدول المستقلة، تحتل أوزبيكستان المرتبة الأولى في رابطة الدول المستقلة من حيث عدد الزيجات، والأخيرة من حيث حالات الطلاق. وفي عام 2022، بلغ عدد حالات الزواج لكل 1000 شخص في أوزبيكستان 8.4، وعدد حالات الطلاق 1.4.
التعليق:
من خلال الزواج يشكل الرجل والمرأة أسرة ويتكاثر نسلهما. ومن أجل بناء الأسرة بشكل صحيح واستمرار الحياة، وضع دين الإسلام ضوابط معينة وأحكاما شرعية. فالإسلام يأمر ويشجع على الزواج، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» (متفق عليه).
إن السبب الرئيسي لتشتت الأسر هو أن الشباب لا يتلقون التعليم الديني. صحيح، أن المشاكل الاقتصادية في أوزبيكستان اليوم، كما هو الحال في العالم كله، تأتي في المقام الأول في تفكك العائلات، والمشاكل الاقتصادية هي من أحد الأسباب الرئيسية لزيادة حالات الانفصال الأسري. لكن إذا نظرنا إلى تاريخنا الماضي وحياة أسلافنا وأجدادنا، فسنرى أن هذا لا يمكن أن يكون هو السبب الرئيسي. ففي الحرب العالمية الأولى، وبعد غزو الروس لأراضينا وما تلا ذلك من مجاعات مصطنعة ومجازر سياسية، حدثت في التاريخ الحديث، لم يكن من الممكن أن تتسبب في تفكك العائلات. وحتى المحاكمات القاسية التي تعرض لها آباؤنا وأمهاتنا خلال الحرب العالمية الثانية لم تتسبب في تفكك العائلات، لأن عقيدتهم كانت إسلامية، وأخلاقهم إسلامية، وكان مقياسهم هو الحلال والحرام.
حتى نظام الكفر السوفييتي الذي استمر 70 عاماً لم يتمكن من إيجاد فراغ ديني، لكن سياسة الطاغية كريموف منعت شبابنا من تلقي التعليم الديني، وتستمر هذه السياسة في عهد تلميذه شوكت ميرزياييف. صحيح أنه تم افتتاح بعض المدارس لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربية، ولكن يتم توفير التعليم وفقاً لسياسة الدولة، دون الخروج عن الإطار الذي حددته. فهناك مداهمات متكررة للتحقق من أن المعلمين لا يخالفون هذه القواعد! وبذلك لن تخرج شخصيات إسلامية أبدا.
تعمل دورات القرآن والمدارس الدينية في أوزبيكستان على إرواء عطش المسلمين للثقافة الدينية. ونتيجة لذلك، يتجول الشباب دون أن يجدوا طريقة لحل مشاكل الحياة. الرجال لا يعرفون دورهم في الأسرة، والواجبات التي يجب عليهم القيام بها. إنهم ينشئون الأسرة دون أن يعرفوا وصايا النبي ﷺ الضرورية لبقائها هادئة وقوية ودائمة. كما تتزوج النساء والفتيات دون فهم صحيح لدورهن ومكانتهن في الأسرة، ونتيجة لذلك تصبح مثل هذه الأسر ضعيفة وفاشلة، غير قادرة على الصمود في وجه اختبارات الحياة، وسرعان ما تنهار.
والحل الوحيد لهذه المشكلة هو العودة إلى الحياة الإسلامية. إن الحياة الإسلامية يجب أن تبدأ من جديد، وبهذه الطريقة فقط سيتم إنشاء المؤسسات التعليمية، التي ستخرج شخصيات إسلامية، ونتيجة لذلك، سينظم الشباب حياتهم الأسرية على أساس أوامر وتوجيهات رسول الله ﷺ. وبعد ذلك ستنشأ الثقة، والمودة، والمحبة والسكينة بين الزوجين، ويقل تفكك العائلات في المجتمع. قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الروم: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
كتاب الله سبحانه وتعالى هو الهداية لنا، وإذا طبقناه في حياتنا فسنعيش حياة سعيدة ومزدهرة في الدنيا، وإذا تركناه فإن عدونا الأكبر الشيطان اللعين، سوف يصرفنا إلى طريق الضلالة، وهذا هو الخسران الكبير الذي يؤدي إلى عذاب جهنم. واليوم، فإن النظام في أوزبيكستان لا يسير على طريق الرحمن، بل يسير على طريق الشيطان وأوليائه ويحاول أن يرضي سادته الكفار. وذلك يؤثر على كافة مجالات المجتمع، مثلما يؤثر على تفكك الأسر. لأنه عندما تُفقد المودة والرحمة في الأسرة، فإن ذلك يسبب اضطرابات في المجتمع كله. ونتيجة لذلك، سينشأ أطفال تصعب رعايتهم، وأجيال ضائعة.
إن السبيل الوحيد للتخلص من كل هذه المشاكل هو إعادة دولة الخلافة الراشدة التي تطبق أحكام الشريعة بدلا من الحكومات العميلة اليوم. هكذا يكون الاستقرار والطمأنينة في المجتمع، والسلام والطمأنينة في العائلات. وحينها سوف تنخفض عدد حالات الطلاق، ولا يتكاثر الأيتام، ولا ينتشر الزنا والفواحش. وإن هذا الأمر على الله يسير، فإنه سبحانه وتعالى قد وعد بأن يظهر دينه على الأديان كلها، ولا يخلف الله وعده. ﴿أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾.
#صرخة_من_أوزبيكستان
#PleaFromUzbekistan
#ЎЗБЕКИСТОНДАН_ФАРЁД
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية