- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريحات إيران المُخزية بالردّ على كيان يهود!
الخبر:
يُجري الحرس الثوري الإيراني تدريبات عسكرية بمشاركة وحدات صاروخية غربي البلاد، في حين أكد المتحدث باسم الحرس أن كيان يهود سيتلقّى الرد على ما وصفها بحماقة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في "الموعد المحدد" (الجزيرة نت، بتصرف)
التعليق:
إنّ قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعا، فما من مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله إلّا فرض عليه أن يتّخذ هذه القضية واجبا شرعيّا فيعمل من أجلها انصياعا لقوله جل وعلا: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وخشية من وعيده سبحانه: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾. فالمسلمون أمّة كالجسد الواحد «إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»، ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾.
وما كلّ هذه التصريحات الجوفاء التي تصدرها إيران في الفترة الأخيرة بالردّ على كيان يهود إلّا لحفظ ماء وجهها الذي سبق وسلخ منذ بداية طوفان الأقصى! فهي أولا تقوم بحصر المشكلة فقط في رد الضربة لكيان يهود وتتناسى الدماء الطاهرة السائلة شلالات في شوارع الأرض المباركة فلسطين، بل وتجعل من هذه القضية قضية قومية وطنية برفعها شعار "إسناد قضية فلسطين" دون تبنيها، فتصُمّ آذانها عن أنين اليتامى وصرخات الثكالى، وتخرج من أفواهها قذارات مفادها أن هذه القضية قضية الفلسطينيين وحدهم ولا تمتد إلى أكثر من ذلك، وتقدم على طبق من ذهب أرض الإسراء والمعراج لقتلة الأنبياء والرسل، الملعونين من خالق الكون والبشر...
فشتان ما بين هذا الجبن والذل وبين الشهامة والرجولة التي أظهرها خليفة المسلمين عبد الحميد لما عرض عليه ثيودور هيرتزل مبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، مقابل السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين، ومنحهم قطعة أرض يقيمون عليها حكما ذاتيا، إذ رد على هذا العرض السّخي بالرفض القاطع بقوله: "انصحوا هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض وروّاها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن.. ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا". وهذا ما حصل لنا للأسف بعد إسقاط دولة الخلافة العثمانية!
فعلى المسلم الذي ما زال في قلبه ذرة غيرة وحمية على دماء إخوانه أن يعمل لإعادة هذه الدولة التي سلبت منا؛ لأنّها هي التي ستجيش الجيوش لتسير من خلف قائدها وخليفتها هي والمسلمون المخلصون فتعلو التّكبيرات الصادحة من حناجر هؤلاء الأشاوس المشترين آخرتهم لتخرس أفواه قوم كفرة منافقين فتحرّر بيت المقدس وتعود العزة والهيبة للإسلام والمسلمين وتحقق على أيديهم بشرى أزكى الخلق والمرسلين محمد صلوات ربنا وسلامه عليه بقوله: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
آمنة عروس