الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
متى يستيقظ المخلصون لحماية المستضعفين والمقهورين ونصرة المظلومين؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

متى يستيقظ المخلصون لحماية المستضعفين والمقهورين ونصرة المظلومين؟!

 

 

 

الخبر:

 

أفاد تجمع شباب سنار في تحديث جديد بأن الهجوم الأخير على منطقة جلنقي بولاية سنار من قبل الدعم السريع جاء نتيجة لمحاولة جنود هذه المليشيات اقتياد فتيات من القرية بالقوة.. وقد تصدى سكان القرية لهذه المحاولة بمقاومة شرسة، مستخدمين العصي في الدفاع عن أنفسهم، ما أجبر جنود المليشيات على الانسحاب من القرية.

 

ومع ذلك عادت قوات الدعم السريع إلى القرية بشكل انتقامي، حيث أطلقت النار بشكل عشوائي داخل القرية واقتحمت المنازل، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 80 شخصاً من أبناء جلنقي. وأشار التجمع إلى أن هناك عدداً من الضحايا الذين لم يتمكن ذووهم من دفنهم أو إخراج جثامينهم من المنازل، حيث منعت المليشيات عمليات الدفن، ولا يزال العدد الإجمالي للضحايا غير محدد حتى الآن.

 

وأكد التقرير وجود العديد من المصابين الذين يتلقون العلاج حالياً في مستشفيات الدمازين. وأفاد بأن أغلب سكان جلنقي قد نزحوا نحو ولاية النيل الأزرق هرباً من العنف، بينما لا تزال المليشيات موجودة في المنطقة، وتواصل ارتكاب انتهاكات إنسانية جسيمة بحق الناس. (اليوم نيوز، 16 آب/أغسطس 2024م)

 

التعليق:

 

أثبتت الانتهاكات المتزايدة للدعم السريع على أهل السودان، والتي تتنوع وتتجدد بشكل صادم، أن الدعم السريع يعلم أنه لا وجيع للضحايا ولا أحد يهمه أمرهم، وهذه حقيقة أثبتتها الأحداث؛ فالناس تموت كل يوم والدعم السريع يزداد سطوة ويتلذذ بما يفعله بالضحايا بل وأحيانا يوثق وهو يحتفل بالنصر على الأهالي المستضعفين المستباحين، لا يقف في وجهه إلا العزل من الرجال ليس بسلاح بأيديهم بل بنخوتهم وغيرتهم على أعراضهم فيتساقطون قتلى وجرحى دون أن يرف جفن هؤلاء المجرمين! وتطوف قوات الدعم السريع بالمدن والقرى أياما وشهورا وسنة، وها هي السنة الثانية تتسارع ولم نر أي قوة أو جهة منعت هذه الانتهاكات غير الرجال والشباب الذين يدافعون عن أعراضهم بدون سلاح متأكدين من مصيرهم المحتوم. يسطرون بطولات عظيمة تحكيها صفحات التواصل الإلكتروني، ليس آخرها قرية ود النورة التي شهدت مجزرة قتل فيها العشرات وتم التنكيل بهم، وبحسب شهود عيان تم تنفيذ حملات إعدام في الشوارع والأزقة وداخل المنازل على مرأى ومسمع من الأطفال والنساء! لم يرحموا أحداً خاصة من حاول المقاومة فإنه يقتل وينكل به. وقس على ذلك كل ربوع السودان. وهناك مبادرة لتوثيق الانتهاكات في ولاية الجزيرة تحكي عن فظائع ارتكبتها قوات الدعم السريع يندى لها الجبين، ولن يسطر التاريخ مثلها في أي حرب حدثت بين مسلمين، ونكاد نجزم بأن من يقومون بذلك مغيبون عن الواقع.

 

لن تكون جلنقي محطة أخيرة لانتهاكات الدعم السريع ما دام الناس قد تُرِكوا وجها لوجه مع القوات الغاصبة، وسيتكرر المسلسل اللعين حيث الضحايا بالجملة وانتهاك الأعراض ولا يتحرك أحد لنصرة المستضعفين بل يحدث ما يحدث غالبا بصمت في ظل انقطاع الإنترنت، ناهيك عما يرشح هنا وهناك في مواقع التواصل الإلكتروني.

 

إنها حرب فتنة أشعلها الغرب الكافر لتحقيق مصالحه، وهي صراع بين أمريكا وعملائها في الدعم السريع وقيادة الجيش، وبين المدنيين ممثلين في تنسيقية تقدم والأحزاب التقليدية التي تخضع لإملاءات بريطانيا بل تتصرف وفق ما يقوله السفير البريطاني، وكل ما يحدث في السودان هو حرب على باطل ومن أجل الباطل ولمصلحة الكافر! وكل من لا يعي هذه الحقائق للأسف هو جاهل لا يتدبر قذارة السياسة الاستعمارية التي تتحكم بمصيرنا بأيدي كل من هم في السلطة والمعارضة، ما يحتم التغير الحقيقي الذي يقلب الطاولة على الجميع ويقف في وجه مخططات الاستعمار وينصر المستضعفين.

 

منتهى الذلة والمهانة أن يقرر الغرب ما يفعل بنا ونحن خير أمة أخرجت للناس، وأن يكون أبناؤنا أدواته في حرق بلادهم وقتل إخوانهم ونهب ثرواتنا وخيراتنا وبقائه مهيمنا على كل قراراتنا ومقدراتنا وكأننا لا حول لنا ولا قوة، بينما كل أسباب القوة ملك لأمة الإسلام التي نصرت بالرعب مسيرة شهر!

 

لا يجني أحد من أبناء الأمة الإسلامية من هذه الحروب العبثية الموجهة من الغرب الرأسمالي إلا أن يقتل بعضنا بعضاً والاستعمار الغربي الموجه والمحرك يقطف الثمار في نهاية المطاف! هكذا يفكر الغرب وهذا ما ينطق به لسان حال ساسته كل يوم، والحكام ومن بيدهم السلطة يخضعون كمن لا حول لهم ولا قوة، يتحركون متى وكيفما شاء الغرب.

 

فإننا نلومهم ونحاسبهم ونأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر، حتى يقوموا بواجبهم في حماية الأمة ورعايتها وإقامة العدل بتطبيق أحكام الإسلام عبر دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فقد تولوا أمور الناس في هذه الدويلات الوظيفية التي منحها الاستعمار استقلالاً مزيفاً يجعلها خاضعة، ما يجعل من بالسلطة بيادق خانعين خاضعين لقوى الكفر غير منتبهين لحجم وعظم قوتهم غير عابئين لدماء إخوانهم وأهليهم ولا أعراض أخواتهم ونسائهم ولا لما ينهب تحت سمعهم وبصرهم، بل برعايتهم وتحت حراستهم من أموال الأمة ومقدراتها لصالح الغرب الكافر!

 

إن مصاب الأمة في حكامها عظيم. لكن أين الجيوش في بلاد المسلمين التي يفترض فيها حماية الأمة والذود عنها وعن خيراتها ومقدراتها وحماية مستضعفيها ومقهوريها ونصرة المظلومين من أبنائها؟! مع بالغ الأسى لقد تحولت هذه الجيوش لحماية عروش الحكام العملاء وحراسة مصالح سادتهم في الغرب ونرى السلاح في أيديهم موجها نحو الأمة، نحو صدور أبنائها وشبابها؛ إخوانهم وآبائهم وأهليهم، هذا السلاح الذي اقتطعوا ثمنه من مقدرات الأمة! إلى متى يستيقظ المخلصون منهم حتى يعيدوا الأمور لنصابها ويكونوا في صف دينهم وأمتهم فينصروها بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق الشرع الحنيف وتقطع دابر المستعمرين؟!

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب)ولاية السودان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع