- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!
الخبر:
بسبب الحصار والمجاعة... المكونات المجتمعية بالدلنج ترسل نداء إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. ولفت النداء إلى الوضع الإنساني الحرج بالدلنج جراء الحصار الاقتصادي المفروض من طرفي الحرب؛ الدعم السريع والحركة الشعبية الذي أثر على الوضع الأمني والاقتصادي ما يتطلب التدخل العاجل من الدولة ممثلة في أعلى قمتها وبكامل مقدراتها ويدها الطولى عاجلاً لتقوية الصمود المجتمعي لمواصلة الدفاع عن الوحدة الوطنية والسيادة السودانية، وحصر النداء محاور الدعم والتدخل العاجل في المحور الإنساني المعيشي بضرورة تأمين توفير الغذاء العاجل لعدد 74,329 أسرة، وتأمين وصول الأدوية والمعدات والمستهلكات الطبية، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وتأمينها لتغطية حاجة 15,430 ألف أسرة نزحت إلى الدلنج من المناطق المجاورة والخرطوم ولقاوة، وطالب النداء في المحور الأمني بتعزيز القدرات الدفاعية للقوات النظامية بكافة وحداتها، وفتح الطرق المغلقة، والإيفاء بحقوق العاملين بالدولة والقوات النظامية نقدا لتوفير السيولة النقدية.
ممثلة المرأة الأستاذة فتحية أبو النو استعرضت المعاناة التي تواجه المرأة في ظل الحصار، كاشفة عن وفيات للأمهات في المستشفيات والأطفال بسوء التغذية، وأضافت: كما يوجد نقص في الدواء والعلاج والمحاليل الوريدية ومستهلكات المعامل وأكياس نقل الدم والبنج، وتابعت: كل الحروب والكوارث هنالك مراعاة لحال الأطفال والنساء والعجزة إلا هذه الحرب، التي وصفتها بالبشعة التي لا تعرف ذلك، مبينة عن تعرضهم للتقتيل والتجويع والدوس على كرامة الإنسان. لماذا العالم صامت تجاه ما يحدث في الدلنج؟ وزادت: الأسعار غالية والسلع غير متوفرة والطرق مغلقة، نريد المساعدات الإنسانية وأنتم يا حكومة المركز قادرون على إيصالها وإلا ادعمونا بالمعينات ونحن قادرون على جلبها من النيل الأبيض. (سسنا نيوز، 17 آب/أغسطس 2024م)
التعليق:
نداء أهل الدلنج أسمع من يسمع، فالعزيمة والإرادة عندهم في قمتها لكنها صفر إن لم تتحرك الحكومة السودانية لإنقاذ الناس من مجاعة محققة، وقد عبر هؤلاء عدة مرات بنداءات متتالية حكت عن الواقع الذي لا يحتاج شرح المزيد، فهو معلوم للقاصي والداني، لكن ردة فعل الحكومة على ما يحدث من تجويع وموت الأطفال بسوء التغذية وأكل الناس أوراق الشجر هي ردة فعل هزيلة جدا، والتي تراوحت بين الشجب والاستنكار، كأنما هي حكومة مشلولة لا قوة لها ولا منعة! وها هم ثلة من أهل الدلنج يقولونها واضحة إن في إمكان حكومة المركز نصرتهم بكامل مقدراتها ويدها الطولى لتقوية الصمود المجتمعي، وأنهم مستعدون للتضحية بكل ما يملكون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا يستجد جديد في الموقف المتخاذل لحكومة السودان التي اكتفت بالشجب والاستنكار أو الدعوة إلى تدخل هيئات الاستعمار المتربصة بأهل السودان وقضاياهم شرا!
إن مخاطبة الجوعى والمرضى والمحاصرين بالخطابات الفارغة والشعارات الخادعة والمناشدات المضللة دون أن يسفر عن تحرك حقيقي لنصرة حقيقية تنقذ من تبقى من أهل السودان على قيد الحياة أمر قبيح، وحكامنا يطرحون كل الخيارات الهزيلة، أما الخيارات الحقيقية المفضية إلى نصرة أهل السودان وإنقاذهم من القوة الغاشمة التي تنكل بهم، كتحرك الجيش الجاد لإيقاف هذه المسرحية الاستعمارية الخبيثة التي نالت من كل الناس في كل بقاع السودان فلا مكان لها عندهم! وهو ما يؤكد تآمرهم وتخاذلهم. وها هو رئيس مجلس السيادة البرهان يدلي بتصريح من منظومة التخاذل على صفحة الجزيرة السودان بتاريخ ١٧ آب/أغسطس ٢٠٢٤م؛ إذ قال "أبلغت رئيس الإمارات بأن قرار وقف الحرب في يدك بإصدار أوامر إلى حميدتي بوقف قتل السودانيين، ووعد بمعالجة الأمر ولكن لم يحدث شيء"! وأين أنت يا قائد الجيش؟ أليس لك قرار لإيقاف الحرب بأي وسيلة ترفع الرأس عاليا؟! أم إن قول الشاعر عمرو بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي:
لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي!
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في الرماد!
ينطبق تماما على مواقف الخزي والعار؟!
إن الواجب شرعا على كل الأمة الإسلامية سياسييها وعسكرييها العمل الجاد لهدم هذه العروش الفاسدة المرتبطة بالغرب، وتحرير الأمة من رجس الاستعمار وعملائه، وتحريك الجيوش نصرة لكل المسلمين الذين يعانون ويموتون جوعا بسبب هؤلاء الحكام الرويبضات.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان