الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تحرير الأرض فرضٌ يبدأ بالفكر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تحرير الأرض فرضٌ يبدأ بالفكر

 

 

الخبر:

 

بمناسبة مرور ثلاث سنوات على خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان، أقامت حركة طالبان احتفالاً ضخماً في قاعدة باغرام العسكرية سابقاً تحدث فيه مسؤولون في حركة طالبان، عبّروا فيه عن نظرتهم للحكم والسياسة الخارجية في ظل تسلمهم الحكم في البلاد، كما أوردت الجزيرة تحت عنوان: "طالبان بعد 3 سنوات.. استعراض القوة وتحديات الحكم".

 

التعليق:

 

إن نهضة الإنسان تكون بما عنده من فكر عن الكون والإنسان والحياة، ولا نهضة دون فكرة كلية. ونهضة الشعوب والأمم هي بما تملكه من مبادئ تحملها للخارج وتطبقها في الداخل. فلا تنهض أمة تطبق غير ما تعتقد، ولا ينهض شعب يتعامل مع العالم بنظام من غير جنس مبدئه.

 

والإسلام دين سياسي، فهو مبدأ متكامل؛ أي عقيدة ينبثق عنها نظام، مجموعة أفكار عن الكون والإنسان والحياة تفصل كل شيء ومعها طريقة لحمله وتطبيقه على الفرد والجماعة والمجتمع والبشرية كلها. فالله سبحانه أنعم علينا بأن أنزل الكتاب تبياناً لكل شيء، يقول سبحانه: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾.

 

والحكم جزء من الحياة أورد له الإسلام أحكاماً خاصة، ومثله السياسة الخارجية، والداخلية، والعلاقة بين المسلمين بوصفهم أمة من دون الناس. ولهذا فإن وصول الإسلام للحكم غير مرتبط بالضرورة بوصول الحركات الإسلامية ما لم تحمل الإسلام بفكرته وطريقته كمبدأ هو وحده الحق وما سواه باطل، وتضعه موضع التطبيق الفوري حين استلامها الحكم، وتجعله المرجع الوحيد لتسيير كل شؤون الحياة.

 

أما حين يصبح الإسلام شعاراً مجرداً من روح الوحي، وتصبح المرجعية هي قبول الدول الكبرى للحركة أو رفضها لها، وتصبح قضايا المسلمين مجرد قضايا للتعاطف والتبتل بالدعاء، فهنا للأسف نجد أن فخ وصول الحركة للحكم دون الإسلام قد نجح في اصطياد تلك الحركة!

 

فثلاث سنوات هي فترة كبيرة خرج فيها المحتل بعسكره، لكن النظرة القومية والنظام الوطني لا يزال هو المرجع في أفغانستان، ولا تزال عقلية طلب الرضا من الغرب معششة في رؤوس المتحدثين باسم الحكومة! أما فلسطين فسيحررها أهلها كما يتحدث قائل من حكومة طالبان، ويكون بهذا قد أعفى الأمة من مسؤوليتها تجاه الأرض المباركة، وأسقط فريضة الجهاد عن ملياري مسلم لتحرير مسرى رسول الله ﷺ!

 

هكذا الحال حين تتحكم الأفكار الوطنية؛ تنتج حكومات ترى أن فرض الحجاب واجب، بينما فرض الجهاد لخلع الحدود وتوحيد الأمة غير مطلوب! ونكتفي لنصرة أمتنا بالدعاء بينما نبتهل كي تتعامل معنا دول العالم كدولة ذات سيادة وتمنحنا اعترافاً رسمياً! فلماذا تقع الحركات الإسلامية كل مرة في الفخ نفسه في كل بلد من بلاد المسلمين يتحقق لها فيه الوصول للحكم؟ "أفي كل مرة لا تعقلون"؟!

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع