- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عام مضى على تدمير غزة وإبادة أهلها
ألم تثر حمية جيوش المسلمين؟!
الخبر:
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع عدد ضحايا عدوان كيان يهود على قطاع غزة إلى 41870 شهيدا و97166 مصابا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وذلك وفق خبر عاجل لقناة القاهرة الإخبارية. وأضافت الصحة الفلسطينية: "الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 45 شهيدا و256 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية". (اليوم السابع، 06 تشرين الأول/أكتوبر 2024م).
التعليق:
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، وكيان يهود متمادٍ في عدوانه؛ يقصف ويقتل ويأسر ويُهجّر ويُجوّع ولا يبالي، فلا دولة تردعه ولا جيش يسحقه ولا علماء تفضحه وتدفع أهل القوّة إلى طريق الخلاص إلا من رحم الله. تدمير ممنهج قضى على كلّ القطاعات الحيوية والبنى التحتيّة، فبات الناس مشرّدين مهجّرين مرّات عدّة؛ فقد قوّض هذا الكيان المجرم حوالي 430 ألف وحدة سكنية بين تدمير كلّي وجزئي والبقيّة لم تعد صالحة للسكن، حتى مراكز الإيواء استهدفها وأضحى 178 مركزا ركاما يحتضن رفات الشهداء. وشهد 814 مسجدا على آخر تكبيرات أو ركوع أو سجود أو حلقات حفظ وتسميع للقرآن الكريم. وقد أخرج العدوان المتكرّر على القطاع طوال عام كامل 34 مستشفى و80 مركز إيواء من الخدمة، واستهدف 162 مؤسسة صحية و131 سيارة إسعاف، كما دمّر 123 مدرسة وجامعة كليا، و335 جامعة ومدرسة بشكل جزئي. كما قضى كيان يهود على ثلثي الأراضي الفلاحية في قطاع غزة وألحق الضرر بـ65% من إجمالي شبكة الطرقات.
خسائر بشريّة ومادية لا تُقدّر، ومن المخزي الاكتفاء بمجرّد إحصائها أو استعراضها على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإلكتروني وكأننا نعرض ورقة بحثيّة أو نشرة إخبارية من وقت لآخر!
إن الذي يُسفك هو دم من يشهد كما نشهد أن لا إله إلا الله، إخوة وأخوات وفلذات أكباد وأمّهات وآباء وأجداد تجمعنا بهم عقيدة واحدة، يقول فيهم رسولنا الكريم ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ، لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ» أخرجه أبو داود في كتاب السنن. فأين أنتم يا حكام المسلمين وجيوشهم من جوامع الكَلِم في هذا الحديث؟! أين أنتم من «وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ»؟! ألا تعُونَ منه أنه لا يسعكم التخاذل بل يعاون المسلمون ويظاهر بعضهم بعضا على جميع الأديان والملل كأن تكون أيديكم يدا واحدة، إذا استنفروا وجب عليكم النفير، وإذا استنجدوا أنجدتموهم ولم تتخلفوا ولم تتخاذلوا؟!
يا جيوش المسلمين، مرّ شهر وراءه شهر، وها هو عام بأكمله مضى، ألا تثور فيكم حميّة لا تبقي ولا تذر؟! لن نملّ من مناشدتكم وندائكم فالخير فيكم كثير، ونعلم يقينا أن بين صفوفكم مخلصين توّاقين لنيل إحدى الحسنيين: فتح ونصر أو شهادة ومغفرة فلا تتخلّفوا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش