الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾


(مترجم)

 


الخبر:


بعد تنصيبه رئيسا لإندونيسيا، قام برابوو سوبيانتو بأول زيارة له للصين، في الفترة من 8 إلى 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. ومن بين الاتفاقيات المبرمة بين إندونيسيا والصين ما يلي: "سيقوم الطرفان بشكل مشترك بإنشاء المزيد من النقاط المضيئة في التعاون البحري. أحدها هو التوصل إلى تفاهم متبادل مهم بشأن التنمية المشتركة في المجالات. والمطالبات المتداخلة في بحر الصين الجنوبي". وبعد زيارته تلك للصين زار برابوو أمريكا، وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، التقى بالرئيس الأمريكي جو بايدن، وقال له إن "الولايات المتحدة بالنسبة لنا صديق جيد للغاية. لقد دعمتنا في النضال من أجل الاستقلال وساعدتنا مرات عديدة عندما كنا في حاجة إليها. لذلك، سأعمل جاهداً لتعزيز العلاقات بين إندونيسيا وبينها". وتمت مناقشة تعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ ودعم التحول إلى الطاقة الذي تلعب فيه إندونيسيا دوراً مهماً، وبناء سلسلة توريد آمنة ومرنة وتعميق التعاون الأمني بين البلدين.


التعليق:


كانت الصين هي أول دولة زارها برابوو. ويوضح هذا الواقع أن إندونيسيا تنظر إلى الصين باعتبارها تتمتع بمكانة بالغة الأهمية. فقد قال الرئيس برابوو سوبيانتو في بكين "إن إندونيسيا تنظر إلى الصين بوصفها قوة عظمى وحضارة عظيمة. لذلك، أعتقد أنه من الطبيعي أنه في الوضع الجيوسياسي والجغرافي الاقتصادي الحالي، أصبحت إندونيسيا والصين شريكتين وثيقتين للغاية وفي العديد من الأمور". وهذا يعني أن نظام برابوو هو استمرار للنظام السابق الذي كان مقرباً جداً من الصين. ومن ناحية أخرى، لا يتخذ الرئيس موقفاً مع الصين فحسب، بل ومع الولايات المتحدة أيضاً. ففي 2024/11/14 قال في واشنطن: "لكننا نختار، أختار أن أبحث دائماً عن فرص التعاون. وأعتقد أن التعاون، هو دائماً أفضل من المواجهة أو الصراع". وهذا يجعل من الواضح أن إندونيسيا تابعة لأمريكا.


فيما يتعلق بالاتفاقيات المتعلقة ببحر الصين الجنوبي، فغالبا ما تحدث توترات في المنطقة. على سبيل المثال، في كانون الأول/ديسمبر 2020، كان هناك توتر بين السفن الحربية الإندونيسية وسفن خفر السواحل الصينية التي كانت ترافق 60 سفينة صيد. وبعد فترة وجيزة، تم نشر طائرات مقاتلة وسفن حربية إندونيسية للقيام بدوريات في المياه، وأرسلت إندونيسيا مذكرة دبلوماسية إلى السفير الصيني لدى إندونيسيا. وفي عام 2021، طلبت الصين من إندونيسيا وقف التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في هذه المياه لأنها تعتبر أراضي صينية. وكما نُشر في وسائل الإعلام، في عام 2023، رافقت سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني سفينة أبحاث صينية دون إذن لدخول مياه شمال ناتونا لإجراء الاستكشاف. في الواقع، في 24 و25 تشرين الأول/أكتوبر 2024، بعد أيام قليلة من تنصيب برابوو، عادت السفينة نفسها لتعطيل أنشطة المسح التي قامت بها بيرتامينا. والسؤال هو، في خضم هذا التوتر، ظهر الاتفاق! وهذا يدل على قوة الضغط الصيني.


وكانت زيارة برابوو للصين مصحوبة بأفراد من حكومة القلة الذين دعموا نظام جوكو ويدودو. وهم المدير الرئيسي لمجموعة بكري "أنينديا بكري"، ومؤسس مجموعة سينار ماس فرانكي "عثمان ويدجايا"، والمدير الرئيسي لشركة أدارو للطاقة في إندونيسيا "جاريبالدي توهير"، ومؤسس مجموعة باريتو "براجوجو بانجيستو"، ومؤسس مجموعة أرطا غاراها "تومي ويناتا"، ومدير شركة إنديكا إينرجي "أرشد راشد"، ورجل الأعمال وهو أيضاً الأخ الأصغر لبرابوو، "هاشم دجوجو هادي كوسومو". وهذا يبين بوضوح أن الاتفاقيات التي أبرمها برابوو مع الصين لم تكن خالية من نفوذ القلة. تظهر الزيارة الأولى بعد التنصيب الرئاسي والتي ضمت القلة أن حكام هذا النظام الجديد ما زالوا خاضعين لسيطرة القلة الذين كانوا في السلطة في إندونيسيا.


إن الأحداث المذكورة أعلاه تبين أن وضع إندونيسيا، باعتبارها أكبر بلاد المسلمين من حيث عدد السكان، في حالة حرجة. ففي السياق الخارجي تعتمد إندونيسيا على الصين والولايات المتحدة، وفي السياق المحلي تعتمد على مجموعة صغيرة من الأوليغارشية. والحقيقة أننا إذا أردنا أن ننال العزة فعلينا أن نلتزم بالإسلام. يقول الله سبحانه وتعالى:

 

﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع