- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
اختطاف جهود الأمة المخلصة جريمة لا تُغتفر للحكام العلمانيين
الخبر:
قُتِل محامٍ يوم الثلاثاء بعد اندلاع شجار بين متظاهرين هندوس وقوات الأمن في بنغلادش بسبب رفض الإفراج بكفالة عن الكاهن الهندوسي تشينموي كريشنا داس براهماشاري. وقال مفتش الشرطة، نور العلم، لوكالة فرانس برس إنه تم التعرف على الضحية وأنه المدعي العام سيف الإسلام عليف، وكان يعاني من إصابات عميقة في رأسه. وقبل ذلك، أعربت وزارة الخارجية الهندية عن "قلقها العميق" بشأن اعتقال الراهب تشينموي كريشنا داس وهو تابع لمنظمة إيسكون وحثت السلطات البنغالية على (ضمان سلامة وأمن الهندوس وجميع الأقليات) في البلاد (المصدر).
التعليق:
لقد أظهر أهل بنغلادش علامات قوية على الحماس الصادق في فترات متعددة، ومع ذلك لجأ حكامهم العلمانيون إلى اختطاف جهودهم ووضعوا البلاد على المسار القديم الذي يؤدي إلى البؤس والإذلال والخضوع. وإذا نظرنا إلى الأحداث التي أدت إلى الإطاحة بحسينة وعواقبها، فسنجد أدلة واضحة على هذا الاختطاف.
فعندما فرّت الطاغية حسينة إلى الهند بعد ارتكاب مذابح راح ضحيتها حوالي ألفي مسلم ووفرت لها الهند المأوى، كان هناك زخم هائل معادٍ للهند بين أهل بنغلادش، وكانوا متحدين ومستعدين لمنع أي نوع من الأنشطة التخريبية التي تغذيها الهند. وقد زاد هذا الحماس والزخم عندما انتشرت شائعات عن عدوان عسكري هندي محتمل. ثم عندما حصلت فيضانات هائلة بسبب العدوان المائي من المنبع - الهند، كان الناس على استعداد لمواجهة الهند بأي ثمن. ثم لاحظنا المشاعر نفسها لديهم عندما أساء أحد الرهبان الهندوس في مومباي لرسولنا الحبيب ﷺ، وهذه المرة الأولى في تاريخ بنغلادش التي شاهدنا فيها مسيرات احتجاجية على مستوى المدارس والكليات في جميع أنحاء البلاد وهم يهتفون بشعارات معادية للهند، ما يدل على الجذور العميقة لهذا الشعور.
ومع ذلك، وفي كل هذه الحالات، عملت الحكومة المؤقتة بجد لإخماد هذه المشاعر القوية المناهضة للهند ومنحت حكومة الهندوتفا الهندية فترة راحة. ونتيجة لهذه الراحة، واصلت الدولة الهندوسية أنشطتها التخريبية في بنغلادش لمنع قيام دولة إسلامية في هذا البلد. وفي هذا السياق، هاجم المتطرفون الهندوس من منظمة إيسكون المدعي العام المسلم، وهشموا رأسه بالطوب ثم قتلوه بحز رقبته بالسيف الذي يستخدم عادة لذبح الحيوانات. ومرة أخرى، عندما انفجر الناس في غضب مطالبين بمعاقبة المتطرفين الهندوس وحظر منظمة إيسكون في بنغلادش، لجأت الحكومة المؤقتة إلى تهدئة غضبهم وحماية المتطرفين الهندوس!
ليس غريبا على الإطلاق أن يحاول الهندوس المشركون إيذاءنا من كل حدب وصوب، فكراهيتهم للمسلمين الذين يعيشون داخلها وخارجها أمر لا تخطئه عين، قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾، ومع ذلك، فإن الطريقة التي تستجيب بها الحكومة المؤقتة لهذه الاعتداءات غريبة جدا؛ فمن المفترض أن تكون هي الحامي لأهل بنغلادش من اعتداءات المشركين، ولكن بدلاً من ذلك، فإنها تحاول تهدئة غضب الناس، واستخدام القوة والترهيب والاعتقال والتعذيب ضدهم لإعطاء الدولة المشركة الحصانة والحرية في التعامل بعدائية ضدنا! إنهم يتبعون خطا حسينة بكل تفاصيلها ويفعلون الأشياء نفسها التي فعلتها الطاغية حسينة. وهذه هي الطبيعة الفعلية للحكام العلمانيين الظالمين في جميع البلاد الإسلامية، فهم ملتزمون بالحفاظ على نفوذ النظام العالمي العلماني وسيطرته علينا. وهؤلاء الحكام يجعلون الأمة الإسلامية تشعر بالصغار والضعف والتجزئة ويجعلوننا فريسة سهلة لأعدائنا الكفار. ومن خلال أفعالهم المصممة بعناية، يمحو هؤلاء الحكام من أذهان المسلمين صورة الأمة العظيمة التي يبلغ عددها زهاء الملياري مسلم. وفي مقابل هذه الأفعال الشنيعة، يتم التعامل معها باعتبارها شرعية ويتم الثناء والحماية لمرتكبيها من أسيادهم الكفار.
إن الحماسة والمشاعر الصادقة تنشأ بشكل طبيعي في الأمة بسبب العقيدة الإسلامية الفريدة وكون الأمة خير أمة. ومع ذلك، يجب ألا نضيع أي جهد من هذه الحماسة والطاقة القوية ضد أوامر الحكام العلمانيين الخونة. فهؤلاء الحكام خبراء في الخداع والتضليل، وبالتالي فإن منحهم المزيد من الوقت لإثبات "حسن نيتهم" وولائهم لهذه الأمة لن يؤدي إلا إلى تعزيز خداعهم وخيانتهم. ويجب علينا أن نحمي كل جهد في الأمة من أن تختطفه دول العدو الكافر وعملاؤه المحليون وتوجيه هذه الطاقة القوية إلى الاتجاه الصحيح وغرس الشعور بالوحدة والقوة والسلطة والتفوق في قلوب المسلمين مقارنة بأعدائنا الكفار. حينها فقط يمكن لهذه الجهود الصادقة في الأمة أن تؤتي ثمارها المرجوة وتوحد الأمة العظيمة والقوية بقيادة حاكم واحد، خليفة راشد على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ريسات أحمد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش