- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
المجاعة تفتك بآلاف الحوامل في غزة وأثمان باهظة يدفعنها هن وأطفالهن!
الخبر:
حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن 15 ألف امرأة حامل في قطاع غزة أصبحن على شفا المجاعة بسبب هجمات يهود المكثفة. جاء ذلك في منشور على حسابها في منصة إكس. وأشارت إلى الكارثة الإنسانية الناجمة عن سياسة التجويع والتعطيش التي ينتهجها كيان يهود في غزة. وأن هناك نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، وأنه من المتوقع أن تشهد المنطقة 4 آلاف حالة ولادة في ديسمبر المقبل. (وكالة الأناضول، بتصرف)
التعليق:
لقد نال نساءَ غزة ما نال أهلها من إجرام وبطش يهود في ظل حرب الإبادة الوحشية التي يشنها كيانهم على غزة، فقد دفعن هن وأطفالهن حتى قبل أن يولدوا ثمناً باهظاً، فعانين من القتل والإصابة والفًقْدِ ومرارة النزوح والعيش في خيام مهترئة ومراكز إيواء تفتقر لمقومات الحياة الأساسية، والتجويع الممنهج في ظل حصار مطبق ومنع إدخال الغذاء والدواء، وانعدام الرعاية الصحية في ظل نقص الإمكانات واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية، بل واستهداف الأطباء والكوادر الطبية والإسعافية، ناهيك عن الآثار النفسية لهذه الظروف الكارثية.
وقد أشار الأطباء إلى أن الجوع وسوء التغذية قد شكلا خطرا كبيرا على الحوامل وحديثي الولادة في غزة وسط تزايد ولادة أجنة ميتين وأطفال منخفضي الوزن ويعانون الهزال وتأخر النمو. وبحسب تحقيق أعدته قناة الجزيرة في شهر أيلول/سبتمبر الماضي فقد شهد قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 زيادة ملحوظة في أعداد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية، وفقا لإحصائية رسمية وإفادات طبية، حيث أفادت الإحصائية الرسمية بتسجيل 172 إصابة لأطفال حديثي الولادة بتشوهات واضطرابات خلقية خلال أشهر حزيران/يونيو وتموز/يوليو وآب/أغسطس 2024 في مجمع ناصر الطبي وحده، توفي 20% منهم، إضافة إلى زيادة ملحوظة لهذه الإصابات بشمالي قطاع غزة، وعدم وجود أرقام دقيقة بسبب تدمير مستشفى الشفاء وانهيار المنظومة الصحية والإدارية هناك، وتوزع الحالات على العيادات الخاصة. وقدر رئيس قسم الحضانة داخل مستشفى التحرير للنساء والولادة بمجمع ناصر الطبي الطبيب حاتم ظهير وجود زيادة طردية في عدد الأطفال الحديثي الولادة المصابين بالتشوهات الخلقية خاصة أمراض القلب والأعضاء التناسلية والأطراف السفلية. ولا يختلف الأمر في جنوب غزة عن شمالها فقد أكد طبيب النساء والولادة بمجمع ناصر الطبي ماهر كوارع تسجيل زيادة ملحوظة في عدد حالات تشوهات الأطفال الذين ولدوا في المجمع الرئيسي جنوبي قطاع غزة.
ويُرجع الأطباء أسباب الزيادة في حالات التشوهات الخلقية بين المواليد حسبما ورد في تحقيق الجزيرة، إلى المواد المتفجرة التي سقطت على قطاع غزة والتي تحمل سميات كثيرة والتي هي في أغلبها أسلحة محرمة دولياً، وإلى الفيروسات المنتشرة في القطاع وغياب النظافة وسوء التغذية عند الأمهات وعدم حصولهن على الطعام اللازم خلال فترة الحمل، وعدم حصول الحامل على المياه النظيفة الصالحة للشرب، وغياب الرعاية الصحية وعدم حصول الحوامل على المثبتات والفيتامينات خلال فترة الحمل، إضافة إلى حالات النزوح المتكررة، والعيش داخل الخيام. ويبيّن الأطباء أن هناك حالات إجهاض مرتفعة بين النساء الحوامل بسبب الانفجارات والخوف والنزوح، إضافة إلى حدوث إجهاض ناتج عن التشوهات.
هذا غيض من فيض ما تعاني منه نساء غزة في ظل إجرام يهود، وخيانة وتآمر الحكام في بلاد المسلمين، وصمت الأمة الإسلامية وخذلان جيوشها، وسياسة الكذب والخداع والكيل بمكيالين التي تكيل بها الدول الغربية شريكة كيان يهود في جرائمه، ومؤسساتها من الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات النسوية والحقوقية التي تطلق في هذه الأثناء حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، وفي المقابل تصم آذانها وتغلق عيونها عن جرائم يهود بحق نساء وأطفال غزة، بل فوق ذلك تناصره وتتواطأ معه!
لقد آن الأوان لأمة الإسلام وأهل القوة والمنعة فيها أن ينفضوا عنهم غبار الذل والهوان ويهبوا لنصرة إخوانهم في غزة قبل أن يأتي يوم تكون فيه هذه الأمهات وأطفالهن خصماء لكم أمام الله يقولون يا رب خذلتنا أمة الإسلام ﴿وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة