- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ادعاءات أمريكا بالتعاطف مع أوضاع المسلمين كذب وبهتان عظيم
الخبر:
باسم مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، نشر موقع الوزارة في 5 كانون الأول/ديسمبر 2024م، ما يلي: (تدين الولايات المتحدة بشديد العبارة الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين داخليا في دارفور في السودان هذا الأسبوع. وقد أسفرت عمليات القصف التي قامت بها قوات الدعم السريع عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة كثيرين غيرهم. ومن المأساوي بمكان أن القتال الدائر قد أعاق أيضا قدرة المنظمات الإنسانية على إيصال إمدادات الإغاثة الطارئة إلى المخيم الذي لجأ إليه ما لا يقل عن نصف مليون شخص وأعلن عن بدء المجاعة في داخله...
وتدعو الولايات المتحدة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معها إلى وقف كافة الأنشطة العسكرية داخل مخيم زمزم وحوله... التي لجأ إليها السودانيون هربا من أعمال العنف المروعة التي اجتاحت البلاد وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم... وذلك بغرض ضمان حماية المدنيين في المخيمات، بما فيها مخيم زمزم).
التعليق:
كل هذه الأوضاع التي يعيشها أهل السودان، من حروب ومجاعات وانتهاك الأعراض، وتشريد ونزوح، ولجوء إلى دول الجوار، وفقر ومسغبة، وذل وإهانة، ونهب وسلب، وغيرها من المآسي في هذه المخيمات هي بسبب تدخل أمريكا السافر في كل شؤون البلاد الأمنية والسياسية والاقتصادية، وغيرها، وبذريعة واحدة سموها المعونات الإنسانية، التي صدعوا رؤوسنا وأصموا آذاننا بها، عبر الكثير من التصريحات التي تصدر عن الساسة الأمريكان، والتي نحن في غنى عنها.
ففي 6 كانون الأول/ديسمبر 2024م، قام المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو بزيارة لكل من الدوحة ونيروبي ولندن مدعيا توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوداني، وشدد في اتصالاته على الحاجة الملحة إلى أن تسمح الأطراف المحاربة، وهم رجال أمريكا في الجيش وقوات الدعم السريع، بمراكز إنسانية إضافية تابعة للأمم المتحدة، لتسهيل توزيع المساعدات في جميع أنحاء السودان، لتضمن سيطرتها على كافة أطراف البلاد ووسطها، وإتاحة ممرات إنسانية تضمن تنقل المدنيين والمساعدات الإنسانية (وهذا هو عين التجسس)، بشكل آمن دون عوائق من هؤلاء الأطراف المتقاتلة.
يشهد العالم كله على أن أمريكا هي الداعم الرئيس للحرب في غزة هاشم ولبنان وسوريا والسودان؛ ينشرون الخراب، ثم يتكلمون عن مساعدات إنسانية، ويتباكون نفاقا لتوصيلها، وتسهيل الممرات الآمنة.
فأمريكا هي منبع الشر، فهي التي تسببت في هذه الأوضاع المأساوية وتظن أنها لن تنكشف حقيقتها لدى الكثير من الناس، فنراها تستخدم هذه الحيل لتخدع بها البسطاء، وتضللهم عن حقيقتها، وتسوقهم كالأغنام بعيدا عن الراعي خلسة، ثم الإيقاع بهم. قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾.
فهذه التدخلات هي مخططات خبيثة، تستخدمها أمريكا للتدخل في بلادنا، لحرف الأمة عن دينها، واستلام قيادتها واستعمارها، لتبعدها عن قضيتها المصيرية، وهي إعادة سلطان الإسلام الذي يسوسها ويرعى شؤونها بأحكام الإسلام، ولا يسمي هذه الرعاية بالمساعدات الإنسانية، إنما هي رعاية حقيقة بتكليف من اللطيف الخبير.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة داود – ولاية السودان – بورتسودان