- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتماع السيسي مع قادة الجيش: حماية النظام أم حماية الأمة؟!
الخبر:
نقلت قناة BBC العربية على موقعها الأحد 2024/12/15م، تصريحات الرئيس المصري التي جاءت على هامش اجتماع في مقر القيادة الاستراتيجية في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، وقادة الجيش والشرطة، الأحد، وأوضح السيسي: "هناك تواصل مع الإدارة الجديدة، فيه تواصل معها وهناك حجم من الثقة المتبادل بيننا، ورأينا محل تقدير وقبول لديهم، وسنكمل على هذا لإيجاد حلول للقضايا العالقة مثل قضية غزة والسودان وسوريا طبعاً"، وأشار السيسي إلى أن "العلاقة الاستراتيجية تعرضت لاختبارات كثيرة وأكدت أنها صامدة وقوية وقادرة، والتجارب أكدت هذا، ثم أكدت التجارب حاجة الولايات المتحدة الأمريكية لاستمرار وثبات علاقاتها الاستراتيجية مع مصر"، وركز الاجتماع على مناقشة التطورات الإقليمية والدولية، إلى جانب التهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري. كما أكد السيسي على ضرورة تعزيز قدرات الدولة المصرية لمواجهة التحديات، مشيراً إلى أهمية وعي الشعب وتكاتفه في التصدي للأزمات.
التعليق:
يأتي هذا الاجتماع في ظل ظروف إقليمية ودولية مضطربة، حيث تشهد المنطقة العربية أزمات متفاقمة في السودان واليمن وفلسطين، فضلاً عن تزايد النفوذ الأجنبي المتمثل في التدخلات والصراعات الدولية على النفوذ. وفي هذا الإطار، يبدو أن النظام المصري يحاول إظهار نفسه كقوة إقليمية قادرة على الحفاظ على الأمن والاستقرار.
لكن هذا الاجتماع يعكس في جوهره أمرين رئيسيين:
1- استمرار السيسي في تسخير الجيش لحماية نظامه بدلاً من حماية الأمة، فالحديث عن الأمن القومي لا يعني بالنسبة له حماية الأمة من الأعداء الخارجيين، بل يعني حماية النظام نفسه من أي تهديد داخلي أو خارجي قد يطيح به.
2- النظام المصري يعتمد في بقائه على أمريكا. وبالتالي، فإن مثل هذه الاجتماعات تأتي غالباً في إطار تلبية متطلبات أمريكا لضمان استمرار النظام في خدمة مصالحها.
إن التصريحات التي تصدر عن النظام المصري حول "تعزيز الأمن القومي" و"التنمية الشاملة" تهدف إلى تغطية الحقيقة المرة؛ أن الأمة الإسلامية في مصر قد غُيبت تماماً عن دورها الطبيعي كصاحبة السيادة والقرار. فعوضاً عن أن يكون الجيش أداة لتحرير فلسطين وحماية الأمة من التدخلات الغربية، يتم استخدامه كأداة لحماية الحدود المصطنعة التي رسمها الكافر المستعمر، ولتنفيذ السياسات التي تخدم مصالح الغرب.
النظام المصري يتحدث عن "متابعة المتغيرات الإقليمية والدولية"، لكنه يتجاهل الحديث عن الخطر الحقيقي الذي يواجه الأمة:
• التطبيع مع كيان يهود: ففي الوقت الذي يعقد السيسي اجتماعات للحديث عن الأمن القومي، نجد أن النظام المصري يتوسع في التعاون الاقتصادي والأمني مع كيان يهود، في خيانة صريحة لقضية الأمة المركزية.
• تبعية الغرب والارتهان له ولسياساته: فبدلاً من أن تقود مصر الأمة نحو النهضة، أصبحت أداة لتنفيذ السياسات الغربية التي تهدف إلى إبقائها في حالة ضعف وتبعية.
إن الأمن الحقيقي لا يتحقق عبر الاجتماعات المغلقة والتنسيق مع الغرب، بل يتحقق عبر مشروع نهضوي شامل يعيد للأمة الإسلامية مكانتها ودورها الريادي. وهذا المشروع لا يمكن أن يتحقق إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي توحد الأمة الإسلامية تحت راية الإسلام، وتحرر مقدساتها، وتعيد لها سيادتها.
يا أجناد الكنانة: أنتم أبناء هذه الأمة وحماتها الحقيقيون؛ لن ينفعكم هذا النظام ولن يذود عنكم أمام الله جل وعلا يوم تلقونه، ولن تنفعكم الرتب والرواتب والمميزات التي يمنحكم النظام كرشوة يشتري بها صمتكم ويضمن سكوتكم على جرائمه التي أصبحتم شركاءه فيها بصمتكم هذا وولائكم غير المبرر وحمايتكم له من غضب الناس، فدوركم ليس حماية نظام يقايض سيادة الأمة وكرامتها من أجل بقائه، بل إن دوركم الحقيقي هو نصرة دين الله والعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحرر الأمة من التبعية والاحتلال، وتعيد لها عزتها.
نذكركم بقول رسول الله ﷺ: «الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». فأين هي هذه الجنة اليوم؟ أين هو الإمام الذي يوحد صفوف المسلمين ويحمي ديارهم؟ إن الأمة تنتظر منكم أن تكونوا الرجال الذين يقودونها نحو التحرير والنهضة.
إن مثل هذه الاجتماعات والتصريحات لا تعدو كونها محاولات لشراء الوقت وإيهام الأمة بأن النظام يعمل لصالحها. لكن الأمة الإسلامية في مصر وخارجها تدرك اليوم أن الخلاص لا يمكن أن يأتي من خلال هذه الأنظمة العميلة، بل من خلال عودة الإسلام إلى الحكم. ونحن في حزب التحرير ندعوكم جميعاً للعمل معنا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها التي ستعيد للأمة عزتها وتحمي أمنها الحقيقي.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود الليثي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر