الخلافة على منهاج النبوة - 15
الخلافة على منهاج النبوة - 15
الخلافة على منهاج النبوة - 15
الخلافة على منهاج النبوة - سوريا - 14
كما إن أحكام العهد المكي تختلف عن أحكام العهد المدني، فالأمة ومنذ نزول قوله تعالى ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾، وهي في حال استخلاف إلى يوم القيامة، حتى وهي في مرحلة الاستضعاف، لقوله ﷺ «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية»، فالأمة في حال جهاد إلى قيام الساعة[1]، إذ بعد قيام دولة الإسلام، ونزول الأحكام، وتحقق موعود الله للأمة بظهورها وظهور دينها، لم تزل مخاطبة بكل الأحكام الشرعية والفروض الكفائية كالجهاد سواء وجد خليفة أو لم يوجد[2]، ومن ذلك إقامة الخلافة، فإذا ارتد الخليفة وكفر، فالواجب عزله[3]، فإن استعصم، فالواجب جهاده وقتاله ونصب الحرب له، كما في حديث «إلا أن تروا كفرا بواحا» وحديث «ألا ننابذهم السيف»..
الخلافة على منهاج النبوة - سوريا - 13
لقد ثبت لدينا أن رسول الله ﷺ قد سار على طريقة واضحة المعالم لإقامة الدولة، فثبوت وجود الطريقة أمر لا يصح المراء فيه بعد أن ثبت بعشرات الآيات والأحاديث والمواقف التي بلغت التواتر المعنوي، ومع هذا فإنه ينبغي لنا أن نوضح الأمور التالية بشأن انطباق طريقة الرسول على الواقع، وأن هذه الناحية اجتهادية ويجوز الاختلاف فيها:
المشاركة في الحكومات القائمة، والإصلاح مقابل التغيير:
ومن طرق الوصول للحكم ـ كما قد يتوهم البعض ـ المشاركة في الحكومات القائمة، سواء الاشتراك في المجالس الوزارية أو المجالس النيابية، أو حتى الوصول لرأس السلطة كما فعل الإخوان المسلمون في مصر، حيث أوصلوا محمد مرسي لمنصب الرئاسة، وبدهي أن الشركاء الآخرين في الحكم (القوى السياسية الأخرى) لن تسمح للقوى الإسلامية بأن تتقدم خطوة واحدة نحو الإسلام في ظل تقاسمهم السلطة، وليس أدل على ذلك من عدم تمكين مرسي من العمل حتى وفق دستورهم الذي وضعوه، ثم كانت نتيجة الأمر الإطاحة بمرسي وإقصاء حركته عن الحكم إقصاء تاماً، وَمَنْ قَبِلَ من الحركات الإسلامية الأخرى [ مثل حزب النور السلفي] بالوقوف إلى جانب السلطة التي أطاحت بمرسي إنما كان وفق شروط هؤلاء الآخرين. ...
الخلافة على منهاج النبوة - 12
يقول الدكتور المطيري متابعا:
"ومن جهة أخرى فإن الفرق واسع بين إقامة الدولة النبوية - حيث هاجر النبي ﷺ من مكة دار الشرك إلى المدينة بعد دخول أهلها بالإسلام، وبيعتهم له وهو في مكة على نصرته - وإقامة الخلافة التي لا تقام أصلا إلا في دار الإسلام حيث أهل الإسلام متوافرون، ولا يحتاج المسلمون فيها إلى البحث عن النصرة من أحد آخر [1]كي يقيم معهم الخلافة، بل الواجب عليهم جميعا إقامتها وإلا أثموا جميعا، فلو فرض أن أهل الشوكة من المسلمين اليوم تداعوا لإقامتها، ونجحوا في إقامتها، لكان هذا كاف في حقهم، فقياس الخلافة وأحكامها، على إقامة الدولة الإسلامية، قياس مع الفارق، أو قياس فاسد الاعتبار، إذ إقامة الدولة بمثابة البناء للأصل، بينما الخلافة محافظة على هذا الأصل[2]، فليست طريقة إقامة الدولة كطريقة إقامة الخلافة، على فرض أن لهما طريقة محددة، وعلى فرض أنها تعبدية، وعلى فرض أنه لا يسوغ الاجتهاد فيها[3].
الخلافة على منهاج النبوة - 11
"- أما الاحتجاج بطريقة إقامة النبي ﷺ للدولة الإسلامية، فهو احتجاج غير صحيح، من جهة أنه لا دليل على أن النبي ﷺ جعل طريقته تلك، هي السبيل الوحيد لإقامة الدولة، بحيث لا يسوغ إقامتها إلا وفق تلك الطريقة التي أحاطت بها ظروف مكانية وزمانية[1] اقتضت من النبي ﷺ الأخذ بها آنذاك، ولو فرض أن قريش آمنوا واستجابوا لكان دخولهم في الإسلام طواعية، ومتابعة العرب لهم كافية، ولما كان النبي ﷺ عرض نفسه على قبائل العرب[2]، ولما طلب النصرة، ولما هاجر..الخ."