- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلاص من البليَّة بفهم القضيَّة
الحاج أديب محفوظ – أستراليا
الحمدُ للهِ الخالقِ المدبِّر، المُعينِ الميسِّر، مُقلِّبِ القلوبِ ومُفرِّجِ الكُروب، وسبحان مالكِ الملك، العزيزِ الحكيم، يُعِزُّ مَن يشاءُ ويُذلُّ مَن يشاء، وهو على كلِّ شيءٍ قدير. والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ النبيّين، وإمامِ المرسَلين سيدِنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، أما بعد:
فإنّ المؤامرةَ مستمرة، والنَّكَباتِ مُتَكَرِّرَة، ولَمَّا يَعِ بَعْدُ أهلُ الحماسِ والإخلاص، طُرُقَهُم إلى التحرُّرِ والخلاص، فكان لا بُدّ من إعادةِ التذكيرِ بضرورةِ الالتزامِ بسنّةِ الرسولِ rوالتعاونِ مع الواعين المخلصينَ من أبناءِ هذه الأمةِ الكريمةِ للوصولِ إلى الحلِّ الجذريِّ الذي لا بد من الرُّجوعِ إليه مهما طالَ أَمَدُ الإِعراضِ عنه.
وإنّني أتقدَّمُ مُكَرِّراً بهذه الأبياتِ الشعريةِ راجياً من اللهِ تعالى أن يكونَ لها الأثرُ المنشودُ في عقولِ المخلصين، وعلى اللهِ توكُّلي.
الخلاص من البليَّة بفهم القضية
معَ مَنْ أُباةَ الضَّيْمِ تَبْغُونَ الحِوَار | مَعَ قاتِلٍ يَرْعَى المجازِرَ باغترار؟ |
أمْ داعِمٍ لِلْبَغْيِ أعْمَى قَلْبَهُ | حِقْدٌ فَلَمْ يَعْبَأْ بِقَتْلٍ أو دَمَار؟ |
حِقْدٌ قَضَى مَنْ أَضْرَمُوا نِيرَانَهُ | ما زالَ جَهْلاً، ضِدَّ مَنْ بَرِئُوا يُثَار |
لِيَزِيدَ شَقّاً لِلصُّفوفِ مُفَجِّعا | رَغَباتِ مَنْ طَمِعوا وَغَزْواً للدِّيار |
قَومٌ إلى الآنِ التَّناقُضَ لَمْ يَعُوا | بَيْنَ الجَفَاءِ وَحُبِّ أَهْلِ الانْصِهار |
عَبَثٌ لِقاءٌ لا يَنالُ سَماعَهُمْ | فَلْيَلْتَقِ الشّاكُونَ مِنْ جَوْرِ الحِصار |
وَلْيَجْعَلُوا القُرآنَ مَصْدَرَ وِحْدَةٍ | وَبِحُكْمِهِ فَلْيَتَّضِحْ حُسْنُ المَسَار |
مَا أفْسَدَ الأَعْمالَ إِلّا مَزْجُنا | أَحْكامَ شَرْعٍ بِالغَريبِ المُسْتَعار |
لِيَضِلَّ عَقْلٌ يَسْتَبِيحُ نِزاعَنا | وَيُتِيحَ لِلأعداءِ إِصْدارَ القَرار |
لا شَكَّ يُدْرِكُ مَنْ تَخِيبُ ظُنُونُه | في كُلِّ تَجْرِبَةٍ مَحَالَ الانْتِظار |
لكنَّ مَنْ أَلِفَ الخُضوعَ لِواقِعٍ | يَرْجُو غَرِيقاً، قَشَّةً مِنْها يُجَار |
وَكَما بِهذا الدّاءِ يُرْجَى مَخْرَجٌ | فإلى صِراعِ الغَيْرِ هانَ الانْجِرار |
وَلَكَمْ وَهِمْنا إذْ تَصَدَّى لِلْعَدُوِّ | عَدُوِّنا، لِنَقُولَ وَلَّى الانْكِسار |
وكَأَنَّ مَنْ أَمْضَى السِّنينَ بِقَهْرِنا | أَضْحَى عَطُوفاً يَبْتَغِي رَفْعَ الضِّرار |
وَلَكَمْ أَثارَ اللّاعِبُونَ سُرُورَنا | إِذْ بَدَّلُوا حَجَراً بِآخَرَ بِافْتِخار |
لِيَكُونَ تَغْييرٌ زِيادَةَ مِحْنَةٍ | وَيَكُونَ تَبْدِيلاً لِجَحْشٍ بِالْحِمار |
وَلَكَمْ رَأَيْتُمْ بَعْدَ بَذْلٍ أَنَّهُمْ | فَرَضُوا شُرُوطاً ما لَكُمْ فِيها خَيار |
فَغَدا مُلِحّاً أَنْ نُجافِيَ قَوْلَنا | هذا أَقَلُّ الشَّرِّ أَوْ هذا اضْطِرار |
وَغَدا غَرِيباً أنْ يَدُومَ شُعُورُنا | أنَّا صِغارٌ لَمْ يُساعِدْنا الكِبار |
فَسُلُوكُنا دَرْباً يُجارِي واقِعاً | جَعَلَ الأُمورَ بِعَقْلِ مَنْ كادُوا تُدار |
حتّى بَعُدْنا عَنْ سَبيلِ نَجاتِنا | بِالرُّغْمِ مِنْ داعٍ يُنادِي بِاحْتِرار |
يَدْعُو إلى عِزٍّ عَرَفْتُمْ شَأْنَهُ | مُذْ دِينُنا بِالشَّرْعِ دُنْيانا أَنار |
بِخِلافَةٍ عَرَفَتْ قُرُونٌ مَجْدَها | فَغَدَتْ تُفاخِرُ بِالْمَهابَةِ والوَقار |
لا رَيْبَ في شَوْقِ النُّفُوسِ إلى الّذِي | يَقْضِي بِهِ رَبُّ السَّماءِ، فَلا فِرار |
لَكِنَّ شَوْقاً لا يُعِيدُ خِلافَةً | لا بُدَّ مِنْ زَرْعٍ بِهِ تُجْنَى الثِّمار |
وَبِدايَةُ الزَّرْعِ اعْتِبارُ خِلافَةٍ | رَأْسَ القَضايا حَوْلَها الْمَسْعى يُدَار |
لِيَجُودَ كُلٌّ بِالّذي في وُسْعِهِ | وَيَكُونَ مِعْوانًا لِمَنْ رَفَعُوا الشِّعار |
فَهْمُ القَضِيَّةِ مَسْلَكٌ لِجَماعَةٍ | فِيها ابْتِعادٌ عَنْ نِزاعٍ، وَاقْتِدار |
مَهْما غَضَضْتُمْ طَرْفَكُمْ عَنْها فَلا | مَنْجَى مِنَ الرُّجْعَى إِلَيْها لا يُحار |
وَكِتابُكُمْ أَوْصَى بِها وَرَسُولُكُمْ | فَالْحَيْدُ عَنْها لَحْظَةً خِزْيٌ وَعَار |
أَهْلُ الحَمَاسَةِ كُلُّ جُهْدٍ مُهْمِلٌ | سَيْرَ الرَّسُولِ بِدَعْوَةٍ فَإلى خَسَار |
وَرُكُوبُكُمْ لِلظّالِمينَ سَفِينَةً | أَمَلَ الْوُصُولِ لِغَايَةٍ بَلَغَ الجِدَار |
فَحُدُودُكُمْ رَصُّ الصُّفُوفِ وَحِفْظُكُمْ | أَحْكَامِ شَرْعٍ وَالتُّقَى وَالإصْطِبار |
عُودُوا إلى رَكْبِ النَّجَاةِ حَقِيقَةً | رَكْبِ الرَّسُولِ وَصَحْبِهِ دُونَ اعْتِذَار |
وَذَرُوا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ رِعايَةً | وَتَرَقَّبُوا أَيّامَ فَتْحٍ وَانْتِصار |
وسائط
2 تعليقات
-
بارك الله جهودكم الطيبة
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم