- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح8
إرهاصات النبوة
الْإِرْهَاص لغة: الأمر الخارق للعادة الذي يسبق النّبوة. وهي مقدمات الرسالة، والعلامات التي تتقدم البعثة النبوية، وتكون بمثابة التوطئة لها، ومنها حادثة الفيل، ومنها ما ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ ﷺ: «إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ». ومنها الرؤيا الصادقة في منامه، حيث كان ﷺ لا يرى أي رؤيا إلا وقعت كما رآها تماماً واضحة مثل فلق الصبح.
الإرهاص اصطلاحاً: أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى قبل بعثة نبي، يكون من مقدمات النبوة، ومن أمثلتها: الخوارق التي حدثت في مولده ﷺ، وما شاهدته حليمة السعدية من تيسير الرزق والبركة، وحادثة شق الصدر، وما حدث أثناء سفره إلى الشام، وغير ذلك كلها تسمى إرهاصات، وأما التي تقع بعد النبوة فتسمى آيات ومعجزات.
ومن بعض هذه الإرهاصات التي حصلت عند مولده ﷺ أنه لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ﷺ ارتجَّ إيوان كسرى (أي اضطرب وتحرك) وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة!!
وروي أن نفراً من قريش كانوا عند صنم لهم يجتمعون إليه قد اتخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيداً.. فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوباً على وجهه، فأنكروا ذلك، فأخذوه فردوه فلم يلبث أن انقلب انقلاباً عنيفـاً، فأخذوه فردوه فانقلب الثالثة، فلما رأوا ذلك اغتموا له، وأعظموا ذلك، وقالوا: "إن هذا لِأمرٍ قد حدث"، فسمعوا هاتفـاً يقول: "تردى لمولودٍ أضاءت بنوره جميعُ فِجاجِ الأرض بالشرق، والغرب".
ومن هذه الإرهاصات أيضاً حادثة الفيل التي حصلت قبل مولده ﷺ بخمسين يوماً، وكانت هذه الحادثة بمثابة لفت لأنظار العالم كله، لهذا المكان الذي سيولدُ فيه سيدُ الخلق وإمام المرسلين سيُدنا محمَّـد ﷺ. كان ذلك الحدث الضخم الغريب العجيب، الذي لم يسمع به العالم من قبل. فما قصة أصحاب الفيل؟ ولماذا أراد أبرهة هدم الكعبة؟؟ يتبع في الحلقات المقبلة بيان بإذن الله …
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي