- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح10
أبرهة يتوجه بجيشه إلى مكة ليهدم الكعبة
جهز أبرهة جيشه وانطلق به في اتجاه الكعبة، وكان من تجهيزات هذا الجيش (الفيلة والخيل والجمال) وتقدم أبرهة بجنده، وكان يركب على فيل عظيم، وأمر جنده أن يتبعوه. كانت الطريق إلى مكة طويلة، وكان كل ما مر على قبيلة من قبائل العرب، بعث فرقة من جنده أغاروا عليها، ينهب أموالها، وأغنامها وإبلها؛ ليطعم جيشه الضخم في الطريق، بعض القبائل عندما سمعت بمسير أبرهة وجيشه، خافوا، وهربوا، وتركوا ديارهم، وبعض العرب حاولوا قتاله ولكن فشلوا، جيش قوي ومنظم، طبعًا كأي زمان ومكان. وبعضهم ساعدوه؛ لينالوا رضاه حتى وصل إلى منطقة قريبة من مكة، فأقام فيها، ثم أرسل فرقة من جيشه، فنهبت الإبل، والأغنام الخاصة بقريش، والتي كانت ترعى في الجبال والشعاب، ومن ضمنها إبل لعبد المطلب جد الحبيب ﷺ.
فلما علم أهل مكة بالأمر اجتمعوا للتشاور، وكان الخوف الشديد يملأ بيوت مكة، قالوا: لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه!! أهل مكة ليس لديهم جيش منظم ومدرب، والذي زاد خوفهم أكثر الفيلة الضخمة التي تحمل الجنود، ثم بعث أبرهة رسولًا من عنده لأهل مكة، قال له: "اذهب إليهم، واسأل عن سيد هذه البلد، وقل له: "إن الملك يقول لك: إننا لم نأت لحربكم، ولكننا أتينا لهدم هذا البيت، فلا تتعرضوا لنا للقتال، وأخلوا لنا المكان كي نهدم هذا البيت، فإن قالوا لك: إنهم لا يريدون القتال، فأحضر لي سيدهم أتشاور معه".
فدخل رسول أبرهة مكة، وسأل عن سيد قريش، قالوا له: عبد المطلب سيد مكة وشيخها، فحضر عبد المطلب، وقال: والله لا نريد حربه، وليس عندنا طاقة لحربه، ولكن هذا بيت الله الحرام، وبيت خليله إبراهيم، فإن أراد الله منع أبرهة من بيته، وحرمه منعه، وإن أراد أن يخلي بينه وبين بيته، فنحن لا طاقة لنا بقتال أبرهة". فقال له الرسول: انطلق معي يا شيخ مكة، فالملك يريد مقابلتك!! فماذا حدث بعد ذلك؟ سنتابع ما جرى في الحلقة القادمة بإذن الله.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي