الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول  (ح 80) كيف نشأت مسألة القضاء والقدر (5)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

 (ح 80)

كيف نشأت مسألة القضاء والقدر (5)

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبّتنا الكرام :

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الثمانين وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "كيف نشأت مسألة القضاء والقدر(5)".

 

يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "وهكذا يمضون في الدليل في قضايا منطقية على رأيهم ثم يعقبون ذلك بأدلة نقلية، فيستدلون على رأيهم هذا بآيات كثيرة كقوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ). (البقرة 79) وقوله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). (الرعد11) وقوله: (مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ).  (النساء123) وقوله: (الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ). (غافر17) وقوله: ( قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ‎(٩٩)‏ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا). (المؤمنون100) وأولوا ما ورد من آيات تخالف رأيهم هذا مثل قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ). (الصافات 96) وقوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ). (الزمر 62)

 

وخلصوا من ذلك كله إلى الرأي الذي اعتنقوه في مسألة خلق الأفعال، وهو أن الإنسان يخلق أفعال نفسه وأنه قادر على أن يفعل الشيء وقادر على أن لا يفعله. وجرياً وراء منهج المتكلمين في البحث في بحث المسألة وما يتفرع عنها، تفرَّع لديهم عن مسألة خلق الأفعال مسألة التولد. فإن المعتزلة لما قرروا أن أفعال الإنسان مخلوقة له تفرَّع عن ذلك سؤال وهو: ما الرأي في الأعمال التي تتولد عن عمله؟ أهي كذلك من خلقه؟ أم من خلق الله؟ وذلك كالألم الذي يحسه المضروب. والطعم الذي يحصل للشيء من فعل الإنسان، والقطع الذي يحصل من السكين، واللذة والصحة والشهوة، والحرارة، والبرودة، والرطوبة واليبوسة، والجبن والشجاعة، والجوع، والشبع، وغير ذلك، فإنهم قالوا أنها كلها من فعل الإنسان لأن الإنسان هو الذي أحدثها حين فعل الفعل، فهي متولدة من فعل الإنسان، فهي مخلوقة له". 

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: يتابع الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - حديثه عن بيان الكيفية التي نشأت بها عند المتكلمين مسألة القضاء والقدر، وذلك من خلال الأفكار الآتية:    

 

أولا: يستخدم المتكلمون المنطق في بحث قضاياهم، فهم يذكرون رأيهم ثم يستدلون عليه بأدلة نقلية. يقول الشيخ تقي الدين - رحمه الله - في هذا الشأن: "وهكذا يمضون في الدليل في قضايا منطقية على رأيهم ثم يعقبون ذلك بأدلة نقلية، فيستدلون على رأيهم هذا بآيات كثيرة".

 

ثانيا: أورد الشيخ طائفة من الآيات التي استخدمها المتكلمون دليلا على كون أفعال العباد مخلوقة لهم وهي:

 

  1. قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ). (البقرة 79)
  2. وقوله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). (الرعد11)
  3. وقوله: (مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ). (النساء123)
  4. وقوله: (الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ). (غافر17)
  5. وقوله:( قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ‎(٩٩)‏ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا). (المؤمنون100)

 

ثالثًا: أول المعتزلة ما ورد من آيات تخالف رأيهم هذا مثل قوله تعالى:

 

  1. (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ). (الصافات 96)
  2. وقوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ). (الزمر 62)

 

رابعًا: ذكر الشيخ تقي الدين - رحمه الله -  خلاصة رأي المتكلمين في مسألة خلق أفعال العباد فقال: "وخلصوا من ذلك كله إلى الرأي الذي اعتنقوه في مسألة خلق الأفعال، وهو: أن الإنسان يخلق أفعال نفسه، وأنه قادر على أن يفعل الشيء، وقادر على أن لا يفعله".

 

خامسًا: بحث المتكلمون مسألة الأعمال التي تتولد عن أفعال الإنسان، قال الشيخ في ذلك: "وجريًا وراء منهج المتكلمين في البحث في بحث المسألة وما يتفرع عنها، تفرَّع لديهم عن مسألة خلق الأفعال مسألة التولد".

 

سادسًا: أورد الشيخ أمثلة على الأعمال التي تتولد عن أفعال الإنسان، فقال: "فإن المعتزلة لما قرروا أن أفعال الإنسان مخلوقة له تفرَّع عن ذلك سؤال وهو: ما الرأي في الأعمال التي تتولد عن عمله؟ أهي كذلك من خلقه؟ أم من خلق الله؟

 

  1. وذلك كالألم الذي يحسه المضروب.
  2. والطعم الذي يحصل للشيء من فعل الإنسان.
  3. والقطع الذي يحصل من السكين.
  4. واللذة، والصحة، والشهوة.
  5. والحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة.
  6. والجبن والشجاعة، والجوع، والشبع، وغير ذلك.

 

سابعًا: ذكر الشيخ رأي المعتزلة في هذه الأعمال المتولدة عن أفعال الإنسان، فقال: "فإنهم قالوا أنها كلها من فعل الإنسان؛ لأن الإنسان هو الذي أحدثها حين فعل الفعل، فهي متولدة من فعل الإنسان، فهي مخلوقة له".

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم ، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالسبت, 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع