- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الرابع والعشرون
رمضان شهر العتق من النيران، فهل رفعت أسماؤنا مع العتقاء؟
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: قال الله تعالى: (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). (آل عمران 185) إِنَّ عَذَابَ النَّارِ - وَقَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُ - عَذَابٌ عَظِيمُ، وَأَلِيمٌ، وَشَدِيدٌ، لَا تُطِيقُ النَّفْسُ البَشَرِيَّةُ احْتِمَالَهُ، وَلَا يَقْوَى إِنْسَانٌ عَلَى تَحَمُّلِهِ، فَإِذَا كَانَ الإِنْسَانُ لَا يَقْوَى عَلَى تَحَمُّلِ نَارِ الدُّنْيَا التِي هِيَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، فَكَيفَ بِنَارِ جَهَنَّمَ فِي الآخِرَةِ، الَّتِي أخْبَرَنَا عَنْهَا رَبُّنَا سُبْحَانَهُ بِأنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالقَصْرِ؟؟ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، وَمِنْ غَضَبِ العَزِيزِ القَهَّارِ، اللَّهُمَّ إِنَا نَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيهَا مِنْ قَولٍ أوْ عَمَلٍ. رَوَى الإِمَامُ أحْمَدُ فِي المُسْنَدِ، وَابْنُ مَاجَه فِي سُنَنِهِ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبِيرِ، عَنْ أبي أمَامَةَ، وَجَابِرٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ للهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيلَةٍ».
وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلُّ لَيْلَةٍ». (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَه)
وَلِلْعِتْقِ مِنَ النَّارِ دُعَاءٌ، يُسْتَحَبُّ أنْ يَكُونَ فِي الثلُثِ الأخِيرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، أيْ فِي الأيَّامِ العَشْرَةِ الأخِيرَةِ، وَصِيغَةُ الدُّعَاءِ كَمَا فِي النَّصِّ الآتِي، أو مَا فِي مَعْنَاهُ: تَعَالَوا بِنَا إخْوَانَنَا الكِرَامَ، وَأخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتِ، نَرْفَعُ أكُفَّ الضَّرَاعَةِ إِلَى اللهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ، ثُمَّ نَبْتَهِلْ إِلَيهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فِي هَذِهِ اللَّيلَةِ المُبَارَكَةِ، مِنَ اللَّيَالِي العَشْرِ الأخِيرَةِ، مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَاركِ، لَعَلَّهَا تَكُونُ سَاعَةُ إِجَابَةٍ: "اللَّهُمَّ اعْتِقْ رِقَابَنَا، وَرِقَابَ آبَائِنَا، وَأُمَّهَاتِنَا، وَأزْوَاجِنَا، وَذُرِّيَّاتِنَا، وَإِخْوَانِنَا، وَأَخَوَاتِنَا، وَأَبْنَائِنَا، وَبَنَاتِنَا، وَأَهْلِينَا، وَمَنْ عَلَّمَنَا، وَمَنْ أعَانَنَا فِي الدِّينِ، وَمَنْ أحْسَنَ إِلَينَا، وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَمَنْ أوْصَانَا بِالدُّعَاءِ وَالْمُسْلِمِينَ، وَالمُسْلِمَاتِ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ، يَا اللهُ، يَا رَبَّ العَالَمِينَ!!". فَرَمَضَانُ إِذًا هُوَ شَهْرُ العِتْقِ مِنَ النَّارِ، وَالسُّؤَالُ المُتَبَادِرُ إِلَى الذِّهْنِ الآنَ هُوَ: هَلْ يَا تُرَى رُفِعَتْ أسْمَاؤُنَا مَعَ العُتَقَاءِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيمِ مِنَ النَّارِ؟ نرجو من الله ذلك. (لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأفُوزَ فَوزًا عَظِيمًا).
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.