كانت المرأة المسلمة وما زالت شريكة الرجل في أعباء هذه الحياة وكما قال رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم " النساء شقائق الرجال " ، وكما تشاركه الخير والرخاء تشاركه الشدة والشقاء ، وكان لحملة الدعوة النصيبَ الأكبر في هذه الابتلاءات والمحن في كل أنحاء العالم . وطبعا اوزباكستان إحدى هذه المناطق التي تعرض فيها حملة الدعوة للاضطهاد والظلم من الجبابرة الطغاة . حيث تتواصل حملات اليهودي كريموف وأجهزته ضد حملة الدعوة الإسلامية من شباب حزب التحرير في أوزبكستان ، هذا الكافر الذي أغاظه اتجاه المسلمين إلى الإسلام والدعوة له فعمد إلى استخدام برنامج من التعذيب والقتل والوحشية والإذلال، ليس له مثيل.
ومنذ استلامه الحكم فإن عشرات الآلاف من المسلمين الأوزبيك (من بينهم فوق ثمانية آلاف من حزب التحرير وحده) قد جرى اعتقالهم بشكل غير قانونيّ، وعُذِّب الآلاف وقُتِل العشرات دون محاكمة. وقد أخبر المسلمون الموجودون في السجون أنهم أُخضِعوا بشكل مستمر لضربٍ وحشيٍّ وأعمال إجرامية شائنة وعزلٍ انفرادي في زنازن تحت الأرض في ظروفٍ لا يطيقها البشر، إضافة الى حقنهم بدمٍ ملوثٍ بمرض الإيدز بسبب التزامهم بتعاليم الإسلام ورفضهم طلب العفو من الرئيس كاريموف.
وكان للمسلمات العفيفات نصيب من هذه الاعتقالات وأساليب التعذيب المختلفة ، فهن يتعرضن لمختلف أنواع الظلم والإهانة والاستهزاء، وأن ذلك يحدث في الوقت الذي يزعم فيه دستور البلاد بأن الرئيس هو ضامن رئيسي للدفاع عن كل المواطنين بمن فيهم النساء أيضا، وقد ألقي القبض عليهن لأنهن قلن: "ربنا الله"وأسلمن له واستقمن على دينهن، وإن التعذيبات الممارسة في السجون ضدهن لا يمكن تصورها من حيث شناعتها وخباثتها ، فمثلا أداء الشعائر الدينية كإقام الصلاة وارتداء الحجاب الشرعي ممنوع بتاتا وأن قرارات العفو العام الذي يصدرها الرئيس لا يطبق عليهن أبدا انتقاما منهن لكونهن مؤمنات بالله ومتمسكات بدينه . وجرى تهديد أخواتنا المسلمات في أوزبكستان من قبل عصابات الطاغية بالاعتداء عليهن أثناء التحقيق معهن، بل إنّ كثيراً منهنّ جرى إذلالهن أمام أزواجهنّ وابنائهنّ لانتزاع اعترافات منهم .
وسمعنا عن الطفل الصغير "محمود جان" (4 سنوات) الذي توفي بعد أن ظل يتعذب طوال عامين بمرض الإيدز الذي تم حقنه به بإبرة معدية قبل سنتين في مستشفى الأطفال للأمراض المعدية بطشقند كنوع من الابتزاز لأمه المسلمة بعد أن لاذت بالفرار بسبب المطاردات الأمنية لها، وقد داهمت الشرطة منزل أهلها عدة أيام بحثاً عنها، وقالوا لهم صراحة "لا بد أن نقبض على والدة الطفل محمود، فقد تأكدنا أنها متطرفة أصولية!"ـ فمنذ سنة كاملة تعيش في الهجرة لا نعرف مكانها، وهددتهم السلطات كثيراً قائلين "إن لم تجدوها وتسلموها لنا نفعل بكم ونفعل!!" وقد فعلوا وقتلوا ابنها الصغير قاتلهم الله وانتقم منهم .
وإن هذا الطاغية يتفنن في أساليب الظلم وإلحاق الأذى بالناس حتى وصلت إلى قطع الذرية ، فقد أعلنت جمعيات نسائية وحقوق الإنسان أن أنه يتم عقم النساء سرا ، وقد أجريت هذه العمليات على عشرات الألوف من النساء وتقول مصادر أوزبكية إن الإجراء أمر به الرئيس كريموف. وذلك للحفاظ على انخفاض معدل سكان البلد الفقراء عند 28 مليون نسمة نظرا لأنها أكثر دول آسيا الوسطى كثافة سكانية.

ويقول نشطاء إن عملية التعقيم بدأت عام 2003 لكنها توقفت بعد عامين من تعالي صيحات الاحتجاج. ويقال إنها عادت مرة أخرى هذا العام عندما أمرت وزارة الصحة الأطباء بالتوصية بالتعقيم كوسيلة تحديد نسل ناجعة. وأضاف النقاد أن كل طبيب كان عليه أن يقنع امرأتين على الأقل شهريا بهذا الإجراء، ومن يخفق في ذلك يتعرض لمضايقات وغرامات.وقالت ناشطة في حقوق الإنسان إن نحو 5000 امرأة تم تعقيمهن دون موافقتهن خلال أشهر.
ومن جانبها تنكر السلطات الأوزبكية إجراء عمليات التعقيم دون الموافقة، لكن تقريرا للجنة الأمم المتحدة ضد التعذيب قدر وجود عدد ضخم من الحالات منذ ثلاث سنوات. وبحسب المنظمة الدولية فقد انخفض معدل الخصوبة في أوزبكستان من 4.4 أطفال لكل امرأة إلى 2.5 منذ تولي كريموف السلطة. وحسبنا الله ونعم الوكيل في هذا الفرعون الذي ينفذ سياسة أسياده والذي لو أردنا ذكر كل افعاله الشنيعة ضد المسلمين والمسلمات لما كفتنا هذه الدقائق والساعات .
وأختم كلامي بهذه الأبيات التي يقول صاحبها :
أَسَالِيبُ قَمْعٍ لَوْ بَدَأْتُ أَعُدُّهَا ======== لَدَكَّتْ قُلُوباً بَلْ جِبَالاً رَوَاسِيَا
مَسَاجِدُ تَبْكِي بِالأَسَى وَمَنَابِرٌ ========= بِهَا أَلْسُنٌ صَارَتْ لِلأعْدَا أَيَادِيَا
فَلَمْ يَكْتَفِ الأَشْرَارُ بِالكَبْتِ إذ عَتَوْا ======== وَزَجُّوا فِي السُّجُونِ صَغِيراً وَفَانِيَا
وَلَكِنَّهُمْ هَاجُوا فَقَامُوا بِحَمْلَةٍ ========= عَلَى المُؤْمِنَاتِ فَاعْتُقِلْنَ بَوَاكِيَا
فَوَا أَسَفاً مِنْ حَالِهِنَّ وَهُنَّ فِي ======== بُطُونِ السُّجُونِ يَسْتَغِثْنَ شَوَاكِيَا
مَصَائِبُ فَاقَتْ كُلَّ وَصْفٍ وَلَوْ بَكَتْ ======== لَهَا كُلُّ ثَكْلَى مَا كَفَى لِمُصَابِيَا

اللهم عجل بفرجك وبدولة الخلافة القادمة إن شاء الله تعالى التي ستنتقم من كريموف وأمثاله .