الجولة الإخبارية 14-11-2011
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
العناوين:
• حركة النهضة في تونس تعمل على طمأنة الغرب بإعطاء الحريات للسائحين
• إردوغان يقول أن الجمهورية في أيدٍ أمينة وأنه لا يتنازل عن مقاييس الديمقراطية
• أمريكا تبتز دول الخليج بالتهديد الإيراني لبيعها المزيد من الأسلحة لإنعاش اقتصادها المتردي
التفاصيل:
نشرت الجزيرة في 10/11/2011 تصريحات للأمين العام لحركة النهضة في تونس حمادي الجبالي ذكر فيها أن "حركته لن تفرض على أحد أشياء لا يقرها القانون الذي سينص على طبيعة نشاط الفنادق وستكفل حرية المأكل والمشرب والملبس". وأضاف: "أنها حريات شخصية ولا يمكن فرضها بالقوة" موضحا: "أن حركته أعدت مخططا عاجلا بالسياحة ستعرضه على شركائها السياسيين مع إشراك كل الناشطين في القطاع". ونشرت ذلك تحت عنوان حركة النهضة تعمل على طمأنة الغرب كما نشرت العديد من مثل هذه التصريحات لرئيس هذه الحركة راشد الغنوشي لطمأنة الغرب بأن حركته سوف لا تطبق الشريعة وإنما تقبل بالحريات وبقانون الأحوال الشخصية رغم مخالفته للإسلام. والجدير بالذكر أن القوانين في تونس علمانية لائكية أي مفصولة عن دين الإسلام الذي يؤمن به أهل تونس وتستند إلى نظام الحريات الغربي الذي يمنع الالتزام بالدين ويمنع تدخل الدين في الدولة وفي السياسة ويمنع استصدار القوانين على أساس الإسلام. والحرية الشخصية إحدى هذه الحريات تطلق للشخص العنان في أن يمارس إرادته كيفما يشاء.
مع العلم أن الإسلام يقيد المسلم الذي آمن بأنه عبد لله تقيده بأحكام الدين الحنيف ولم يعد له الخيرة من أمره ولو كتب أو فرض عليه ما يكرهه ولا يجد في نفسه حرجا ويسلم لحكم الشرع تسليما تاما ولا يعمل على إرضاء الغرب ومواليهم وطمأنتهم بأنه سوف لا يطبق الشريعة الإسلامية. وغير المسلمين الذين يدخلون البلد يتقيدون بالنظام العام للإسلام فلا يسمح لهم بكشف العورات ولا بالزنا وغير ذلك من ارتكاب المحرمات. والإسلام يجعل دخول غير المسلمين للبلاد وسيلة حتى يروا الحياة الإسلامية وطراز العيش الإسلامي وعلاقات الناس في المجتمع الإسلامي وعدل الدولة الإسلامية حتى يكون كل ذلك عاملا مؤثرا لدى هؤلاء ليدخلوا دين الإسلام. والدولة التي تعتمد على السياحة دولة متأخرة. بل الدولة المتقدمة هي التي تعتمد على الصناعة والتكنولوجيا. فألمانيا مثال على هذه الدول فقد بلغت صادراتها في الشهر التاسع شهر أيلول من هذه السنة 95 مليار يورو أي أكثر من 130 مليار دولار. ولهذا يدخل إلى المانيا لشراء منتوجاتها الصناعية ولأغراض أخرى مثل التطبيب والدراسة أضعاف مضاعفة من الناس وينفقون أموالا مضاعفة عما يدفعه السائح لتونس.
---------
قام النظام التركي في 10/11/2011 بإحياء الذكرى الثالثة والسبعين لهلاك مصطفى كمال كما هو معتاد في كل عام. ويقوم قادة البلد السياسيين والعسكريين بزيارة قبره والانحناء أو الركوع أمامه والوقوف دقيقة صمت ومن ثم يسجلون كلمات في دفتر خاص. فمما قاله رئيس الوزراء إردوغان بهذه المناسبة: "أحيي ذكرى فراق البطل مصطفى كمال أتاتورك الثالثة والسبعين مرة أخرى بالشكر والمنة" ومن ثم بدأ بتعداد مناقبه العظيمة وعلى رأسها إقامة الجمهورية التركية في 29/10/1923 وأوصل الملة التركية إلى مستوى الشعوب المعاصرة المتمدنة. وقال: على مدى 88 عاما من عمر جمهوريتنا رغم المعوقات والعراقيل والمؤامرات والتدخلات فإن جمهوريتنا تقف بكل فخر واعتزاز على قدميها مرفوعة الرأس ثابتة القدمين وتسير بأمل كبير نحو المستقبل" وذكر أن الجمهورية وصلت إلى ما أراده وما تخيله وما ابتغاه المؤسسون لها وعلى رأسهم البطل مصطفى كمال. وختم كلامه قائلا: لئلا يكون في حسبان أحد من شك فإن الجمهورية بأيدٍ أمينة، فإننا نستمر بكل إصرار على رفعتها وعلى تنميتها من دون منح أية فرصة للنفاق والفساد ومن دون التنازل بأي شكل من الأشكال عن الحريات وعن الحقوق الأساسية وعن مقاييس الديمقراطية". ومن المعلوم أن نظام الجمهورية استورد من الأنظمة الغربية التي تفصل الدين عن الحياة وتجعل التشريع أي الربوبية للبشر، واستبدل بنظام الخلافة الذي نص عليه الإسلام وطبقه المسلمون على مدى 1342 عاما.
وقد أزال مصطفى كمال كل أثر من الإسلام في الدولة وعمل على إزالته من الحياة وحارب كل مظاهر الإسلام من اللغة العربية إلى اللباس الشرعي إلى الألقاب وأسماء العائلات ومنع الأذان بالعربية وحاول ترجمة القرآن بالتركية حتى يمنع قراءته بالعربية ولكنه فشل في ذلك. ومنع ذكر الخلافة والدعوة إليها ووضع أقسى العقوبات على من يدعو لها تصل إلى الإعدام فأعدم الآلاف من دعاة الخلافة ومن العلماء وقتل عشرات الآلاف وفي رواية أخرى مئات الآلاف من رجال ونساء وأطفال حيث كان يقوم بإبادة جماعية لأية منطقة يظهر فيها مطالبة بالعودة للخلافة وتتمرد ضد نظام الجمهورية. والجدير بالذكر عندما قام الشيخ سعيد الكردي في منطقة وان بالثورة ضد الجمهورية والدعوة للخلافة اتهمه مصطفى كمال بأنه عميل للإنجليز وأعدمه وأعدم الكثير معه.
مع العلم أن هذا الشيخ كان من أخلص الناس للإسلام ومصطفى كمال كان من أكثر الناس ارتباطا بالإنجليز وقد ظهرت وثائق إنجليزية عن مدى حبه للإنجليز وارتباطه بهم وخدمته لهم. وعندما بدأ حزب التحرير العمل في تركيا منذ الخمسينات من القرن الماضي وبدأ يظهر نشاطه في العلن في الستينات من القرن الماضي وصار يذكر بالخلافة ويدعو لها فكريا وسياسيا بدأ النظام الديمقراطي في تركيا يبطش بشباب حزب التحرير. ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم والاعتقالات والمحاكمات وعقوبات السجن والطرد من الوظائف والنفي والتضييق عليهم في أرزاقهم وأعمالهم وكافة صنوف التعذيب مستمرة في حق هؤلاء الشباب وما زال العديد منهم يقبع في سجون هذا النظام الذي يحارب عودة الإسلام إلى الحكم. ولذلك قال إردوغان رئيس وزراء هذا النظام: "لئلا يكون في حسبان أحد من شك فإن الجمهورية بأيدٍ أمينة". والجدير بالذكر أن إردوغان عندما ذهب إلى مصر قبل شهرين دعا أهلها لإقامة النظام العلماني حتى يقوم النظام في مصر ويفعل أفاعيله في المسلمين الذين يدعون للخلافة كما يفعل النظام العلماني في تركيا منذ عهد أتاتورك حتى عهد إردوغان اليوم.
---------
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في 11/11/2011 أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لبيع الإمارات العربية المزيد من الأسلحة في ظل انخفاض مبيعات الأسلحة الأمريكية للمنطقة بسبب الثورات المشتعلة فيها؛ منها 4900 قنبلة مدمرة للملاجئ التي تلقى من طائرات إف 16 وغير ذلك من الأسلحة في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الجوية الإماراتية في مواجهة إيران، وتبلغ قيمة هذه الصفقات مليارات الدولارات وتهدف منها إلى انعاش الاقتصاد الأمريكي المتردي في ظل الأزمة المالية المستمرة منذ ثلاث سنوات. وتتسابق الدول الغربية في بيع الأسلحة للإمارات؛ حيث عقدت فرنسا معها صفقة بيع 60 طائرة من طراز رافال بمقدار 10 مليارات دولار بجانب شرائها للعديد من طائرات إف 16 الأمريكية في السنوات الأخيرة . فتتسابق الدول الغربية على بيع المزيد من الأسلحة للإمارات ولغيرها من دول الخليج باستغلال التهديد الإيراني لمنطقة الخليج. وبذلك تستغل هذا التهديد بابتزاز هذه الدول وبمص أموالها على شراء أسلحة لا تستعملها في الحروب كما حصل في حرب الكويت وإنما تستدعي القوات الأجنبية للتدخل ولحمايتها. وتذكر الصحيفة الأمريكية أن صفقات الأسلحة بين واشنطن ودول الخليج التي عقدت مؤخرا بلغت أرقاما قياسية حيث بلغت أكثر من 60 مليار دولار بعد صفقة بيع طائرات للسعودية. وأنها تسعى لبيع سلطنة عمان صواريخ متوسطة المدى. وبين ذلك كله لا يظهر أي سعي لدول الخليج لإيجاد صناعة الأسلحة الثقيلة الحديثة في بلادها والاستغناء عن استيراد مثل هذه الأسلحة باهظة الثمن والتي تبقي هذه الدول بحاجة إلى الدول المصدرة لشراء القنابل والصواريخ والأجهزة وكذلك قطع الغيار لهذه الأسلحة من طائرات ودبابات غير ذلك، وكذلك تبقى بحاجة للخبراء والفنيين الغربيين باهظي الثمن. وبذلك تهدر دول الخليج أموال المسلمين وتذهب هباء لصالح دول الغرب مع بقاء هذه الدول أسيرة للدول المصدرة للأسلحة وهي لا تعمل على الانفكاك من تلك الدول ومن أهمها إيجاد صناعة الأسلحة الثقيلة الحديثة في البلاد.