الأحد، 20 صَفر 1446هـ| 2024/08/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير المعلم الثاني عشر: من أسماء الله الحسنى (ح4) الملك

بسم الله الرحمن الرحيم


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


الملك: اسم من أسماء الله الحسنى. يقال في اللغة: ملك الشيء أي حازه وانفرد باستعماله والانتفاع به أو التصرف فيه. والله الملك يعني أنه ذو الملك وصاحب التصرف فيما يملك بجميع الوجوه ما علمناه منها وما لم نعلم. وحين يملك الإنسان شيئا يقال له: مالك، ولكن ملكه محدود بحدود ما ملكه من أشياء.


وقد يستخدم الاسم (ملك) مع الإنسان، ولكنه يأتي دائما مضافا، كأن نقول: ملك العجم. وتعد ملكية الإنسان ملكية رمزية، أما ملكية الله جل وعلا فهي ملكية حقيقية. والله تبارك وتعالى يملك مخلوقاته ولا يشاركه في هذه الملكية أحد وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: (ولله ملك السماوات والأر‌ض وما بينهما وإليه المصير). (المائدة18)


من آثار ملك الله لكونه:


أنه يملك أن يضيف إلى كونه ما ليس فيه، يقول الله جل وعلا: (الحمد لله فاطر‌ السماوات والأر‌ض جاعل الملائكة ر‌سلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ور‌باع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير‌). (فاطر1)


وأنه يملك أيضا استبدال هذا الكون أو بعضا منه بخلق جديد، كما قال تعالى: ]إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد[. (فاطر16)


وأن مرجع كل شيء إليه، فكما كانت البداية منه, فإن النهاية تكون لديه. قال عز من قائل: (له ملك السماوات والأر‌ض وإلى الله تر‌جع الأمور). (الحديد5)


وأنه مالك يوم الدين. كما قال سبحانه وتعالى: (مالك يوم الدين). (الفاتحة4) وقال: (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار‌). (غافر:16).


وأنه سبحانه وتعالى منفرد بالملك، بلا شريك ينازعه في ملكه وربوبيته وألوهيته في الدنيا والآخرة، كما قال جل وعلا: (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شر‌يك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبر‌ه تكبير‌ا). (الإسراء111)


وإذا كان الحق تبارك وتعالى هو الملك في الدنيا والآخرة، فهو إذن وحده وبلا شريك الذي يملك النفع والضر، وفي ذلك يقول عز وجل: (قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضر‌ا ولا نفعا والله هو السميع العليم). (المائدة 76)


وما دام النفع والضر بيد الله تعالى ينبغي علينا أن نتوجه إليه وحده بالدعاء في كل صغيرة وكبيرة، ودون أن نشرك معه غيره، مع الثقة أن كل شيء منه؛ لأن الدعاء لغيره دعاء لمن لا يملك ضرا ولا نفعا، ولا عزا ولا ذلا، يقول الله تعالى: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير‌). (آل عمران26)


الله سبحانه وتعالى هو الملك، الآمر الناهي في ملكه، المعز المذل، الذي يقلب شؤون عباده ويصرفها كيف يشاء، والإقرار له جل وعلا بالملك في الدنيا والآخرة والانفراد بهذا الملك فرض على المسلم. وقد التزم المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الفرض، فكان عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول دوما صباحا ومساء: ‏"أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له".‏ وفي الصباح يقول: "أصبحنا وأصبح الملك لله".‏ (رواه مسلم7083)‏ وكان يقول: ‏"أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر". (رواه مسلم7084)


الملك من الناس هو الذي يستغني عن كل شيء سوى الله تعالى، وتلك رتبة الأنبياء عليهم السلام، وقد قال أحد المتعلمين لشيخه: أوصني. فقال له: كن ملكا في الدنيا وملكا في الآخرة. فقال: وكيف؟ قال الشيخ: اقطع طمعك وشهوتك عن الدنيا تكن ملكا في الدنيا والآخرة.


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع