الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير من أسماء الله الحسنى المؤمن - ح7

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها المؤمنون :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد :


من أسماء الله الحسنى المؤمن: فما معنى الإيمان لغة وما معنى الإيمان شرعا؟ وما معنى "المؤمن" حين يكون اسما ووصفا لله تبارك وتعالى؟


أولا :

 

معنى الإيمان لغة: يقال في اللغة: آمن به أي وثق به وصدقه، والمضارع يؤمن، والمصدر إيمان. وآمن بالشيء أي اعتقده حقيقة. وأمن بكسر الميم أي اطمأن ولم يخف. والإيمان وصف يوصف به الإنسان، فيقال: آمن فلان أو فلان مؤمن، وآمن بالله أي اعتقده حقيقة، فآمن بوجوده وبصفاته التي وصف بها نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر.


ثانيا :

 

معنى الإيمان شرعا: والإيمان شرعا: التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل بكل ما دعانا الله عز وجل للإيمان به. وقد دعانا الله إلى الإيمان به وبملائكته. أي بوجودهم وبصفاتهم التي بينها لنا. ودعانا إلى الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها. والإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله عز وجل. وفي ذلك يقول جل وعلا: (آمن الر‌سول بما أنزل إليه من ر‌به والمؤمنون كل آمن باللـه وملائكته وكتبه ور‌سله لا نفر‌ق بين أحد من ر‌سله وقالوا سمعنا وأطعنا غفر‌انك ر‌بنا وإليك المصير‌). (البقرة285).


ثالثا :

 

(المؤمن) حين يكون اسما ووصفا لله تبارك وتعالى :


المؤمن : وصف من أوصاف الله عز وجل له معان متعددة، منها أنه تبارك وتعالى مؤمن بكل ما دعانا إلى الإيمان به. فهو مؤمن أنه موجود، ومؤمن بأنه موصوف بصفات الكمال المطلق، ومؤمن بأنه واحد أحد، ومؤمن أنه لا إله سواه، قال جل وعلا: ( شهد اللـه أنه لا إلـه إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم ). (آل عمران18) والمؤمن: اسم سمى الله به نفسه قال تعالى: ( هو اللـه الذي لا إلـه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار‌ المتكبر‌ سبحان اللـه عما يشر‌كون ). (الحشر23) وهو سبحانه المؤمن؛ لأنه يؤمن عباده من كل خوف في الحياة الدنيا. كما قال سبحانه: ( فليعبدوا ر‌ب هـذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ). (قريش4). وقال سبحانه: ( وعد اللـه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأر‌ض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ار‌تضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشر‌كون بي شيئا ومن كفر‌ بعد ذلك فأولـئك هم الفاسقون ). (النور55) وقال سبحانه: ( وإذ قال إبر‌اهيم ر‌ب اجعل هـذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ). (إبراهيم35) فاستجاب الله عز وجل لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم فقال: ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبار‌كا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبر‌اهيم ومن دخله كان آمنا ). (آل عمران97) والله تعالى هو المؤمن وهو سبحانه لا يؤمن عباده من مخاوف الدنيا فحسب، بل يؤمنهم من عذاب جهنم، ويبعثهم يوم القيامة من الفزع آمنين، إذا هم آمنوا به والتزموا بطاعته. ولقد كرر سبحانه الدعوة إلى الإيمان في كتابه العزيز منها قوله تعالى: ( فآمنوا باللـه ور‌سله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر‌ عظيم ). (آل عمران179).


الله تعالى هو المؤمن الذي يكافئ بالأمن: وإذا استجاب الإنسان لهذه الدعوة إلى الإيمان والدعوة إلى النجاة يكون جزاؤه الأمن يوم الفزع الأكبر. كما قال عز وجل: ( من جاء بالحسنة فله خير‌ منها وهم من فزع يومئذ آمنون ). (النمل89) وقال: ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقر‌بكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولـئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغر‌فات آمنون ). (سبأ 37) وقال: ( وكيف أخاف ما أشر‌كتم ولا تخافون أنكم أشر‌كتم باللـه ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفر‌يقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون*  الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولـئك لهم الأمن وهم مهتدون ). (الأنعام82) وينعم الله على المؤمنين بنعمة الأمن الدائم في جنات الخلد. كما قال تعالى: ( يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولىووقاهم عذاب الجحيم ). (الدخان 56) الله تعالى هو المؤمن: فالمسلم والمؤمن بالله ينبغي له بعد معرفة معنى هذا الاسم من أسماء الله الحسنى, أن يؤمن جانب الله، بل على كل خائف أن يلجأ إليه سبحانه في رفع الهلاك عن نفسه في دينه ودنياه. وإن أكثر العباد حظا باسم المؤمن من كان سببا لأمن الناس من عذاب الله بالهداية إلى طريق الله والإرشاد إلى سبيل النجاة. وكذلك من كان سببا لأمن جاره. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه‏ ".‏ بوائقه أي شره. (مسلم181) ندعو الله المؤمن أن يهبنا الأمن والأمان في الدنيا، ويبعثنا آمنين من الفزع يوم القيامة. إنه سميع مجيب الدعاء.


أيها المؤمنون :


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع