الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير تحريم الحلف بغير الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها المؤمنون :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد :


الحلف بالله تعظيم له سبحانه، والواجب على المحلوف له أن يرضى ويقنع، وعدم الرضا بالحلف بالله, فيه شيء من نقص تعظيم الله تعالى, وهذا من المحرمات المؤثرة على توحيد الله سبحانه وتعالى. عن ابن عمر رضي الله عنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم, من حلف بالله فليصدق, ومن حلف له فليرض, ومن لم يرض بالله فليس من الله ". (رواه ابن ماجه بسند حسن).


أيها المؤمنون : من خلال الحديث الشريف يتبين لنا الآتي :


أولا :

 

النهي عن الحلف بالآباء: نهى صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالآباء، فقال: " لا تحلفوا بآبائكم "؛ لأن الحلف تعظيم للمحلوف به، والتعظيم حق لله سبحانه فمن حلف بغير الله فقد وقع في الشرك الأصغــر, وخص الآباء هنا بالذكر؛ لأن أهل الجاهلية كانوا يحلفون بآبائهم.


وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في يوم فتح مكة العظيم خطبته المشهورة, وكان مما قاله فيها: " إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء, الناس لآدم , وآدم من تراب ".


ثانيا :

 

وجوب الصدق في اليمين: يأمرالنبي صلى الله عليه وسلم من حلف بالله أن يكون صادقا فيما يحلف عليه، فقال: " من حلف بالله فليصدق "؛ لأن الصدق مما أوجبه الله سبحانه على عباده، وحضهم عليه في كتابه، قال تعالى: { يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }. (التوبة 119) فالصدق في الأقوال واجب ولو لم يحلف العبد، فإذا حلف بالله كان أقوى وأولى وآكد.


ثالثا :

 

وجوب الرضا لمن حلف له بالله: يجب على من حلف له بالله أن يرضى ويقنع؛ إعظاما وإجلالا لله، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن حلف له بالله فليرض"، أما من لم يرض فذلك دليل على قلة تعظيمه لله تعالى.


رابعا :

 

الوعيد الشديد لمن لم يرض باليمين: بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد لمن حلف له بالله فلم يرض بقوله صلى الله عليه وسلم: " ومن لم يرض بالله فليس من الله ". أي فقد برئ الله منه. وفي هذا دلالة على أن عدم الرضا باليمين من المحرمات المنقصة لتوحيد العبد. إن القلب الممتلئ بمعرفة الله وعظمته وجلاله إذا حلف له بالله يرضى؛ إجلالا وإعظاما له سبحانه، أما من لم يرض فذلك دليل على قلة تعظيمه لربه تبارك وتعالى. نعوذ بالله من ذلك.


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع