المعلم التاسع عشر: الإيمان باليوم الآخر (ح2)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
نقدم لكم ايها الكرام فيما يأتي صورة موجزة عن أهم المضامين القرآنية الواردة في النشأة الأخرى، وما يتعلق بها. وإليكم الأدلة القرآنية على حتمية اليوم الآخر:
أولا: إعطاء اليوم الآخر موقعه في البنية العقائدية، والتأكيد على أنه من أصول الاعتقاد الواجبة، قال تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين). (البقرة 177) وقال تعالى: (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم). (المائدة 69)
ثانيا: التأكيد على وجود اليوم الآخر، وكونه أمرا محتوما لا ريب فيه، ووعدا حقا لا يقبل التخلف، قال تعالى: (ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لأ يخلف الميعاد). (آل عمران 9) وقال تعالى: (الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا). (النساء 87) وقال تعالى: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون). (النحل 38) وقال تعالى: (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم). (سبأ 3)
ثالثا: إثبات إمكان المعاد والنشور بطريق ملموس لا يقبل التأويل، وذلك بذكر أمثلة من إعادة بعض الأشخاص والأقوام والحيوانات من الأمم السابقة إلى الحياة الدنيا، بعد أن ثبت موتهم, وخروجهم إلى عالم الموتى، فعاشوا بعد حياتهم الثانية مدة إلى أن توفاهم الله سبحانه بآجالهم، وقد وقع ذلك في أدوار وأمكنة مختلفة، لدفع استبعاد الناس للنشأة الآخرة، وإثبات قدرة الله تعالى على المعاد، وفي ما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
أ ـ إحياء قوم من بني إسرائيل، قال تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون). (البقرة 243)
ب ـ إحياء أحد أنبياء بني إسرائيل، قال تعالى: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير). ( البقرة 259)
جـ ـ إحياء سبعين رجلا من قوم موسى عليه السلام، قال تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون). (البقرة 56)
د ـ إحياء قتيل بني إسرائيل، قال تعالى: (وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون). (البقرة 73)
هـ ـ إحياء الطيور لإبراهيم عليه السلام بإذن الله سبحانه، قال تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم). (البقرة 260)
رابعا: بين الكتاب الكريم أن من أهم وظائف الأنبياء عليهم السلام هو إنذار الناس بالبعث والحساب في اليوم الآخر، فقال تعالى: (يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين). (الأنعام 130) وقال تعالى: (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين). (الزمر 71) والإنذار هنا عام لا يقتصر على امة دون أخرى.