الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير الإيمان باليوم الآخر المعلم التاسع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


نقدم لكم أيها الكرام فيما يأتي صورة موجزة عن أهم المضامين القرآنية الواردة في النشأة الأخرى، وما يتعلق بها. وإليكم الأدلة القرآنية على حتمية اليوم الآخر ومع الدليل الخامس:


خامسا: أكد الكتاب الكريم على وجود عقيدة المعاد في الشرائع السماوية السابقة للإسلام، فقال سبحانه في ذكر خطاب نوح عليه السلام لقومه وكان فيه: (والله أنبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا). (نوح 18) وقال تعالى في شأن موسى عليه السلام: (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون). (الأنعام 154) وقال تعالى حكاية عن تنديد موسى عليه السلام بفرعون وملئه: (إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لأ يؤمن بيوم الحساب). (غافر 27) وقال سبحانه مذكرا عيسى عليه السلام بيوم القيامة: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون). (آل عمران 55)


سادسا: أكد الكتاب الكريم في آيات كثيرة على أن الله تعالى قد وكل رسلا من الملائكة برصد أعمال العباد وأقوالهم بشكل دقيق، وضبطها في صحف لا تغادر صغيرة ولا كبيرة، فقال تعالى: (إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين). (يس 12) وقال تعالى: (أم يحسبون أنا لأ نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون). (الزخرف 80) وقال تعالى: (ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليـمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). وبينت الآيات القرآنية أن صحائف الأعمال تعرض على الناس يوم يجيئون للحساب، فيقال لهم: (اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون). (الجاثية 29) فينتاب المجرمين الدهشة والخوف والرهبة مما في تلك الصحائف من الأمانة والدقة ، قال تعالى: (ووضع الكتاب فترى المـجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا). (الكهف 49) ولا يخفى أن في هذه الآيات ما يتعدى الدلالة على الرصد والتسجيل، إلى الدلالة على يوم الجزاء، الذي يعرض فيه على كل امرئ ما كان قد تم رصده وتسجيله عليه في حياته الدنيا، والذي استوعب كل صغيرة وكبيرة.


سابعا: تبنت الكثير من الآيات القرآنية الرد على شبهات منكري المعاد ، مؤكدة أنهم لا يمتلكون أدنى برهان أو دليل على إنكارهم ، وليس لديهم إلا الظن الذي لا يغني من الحق شيئا، قال تعالى: (وقالوا ما هي إلاحياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ). (الجاثية 24) وقال في موضع آخر: (وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لأ يغني من الحق شيئا ). (النجم 28) وطالبهم بإقامة البرهان على إنكارهم: ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ). (النمل 64) فما كان منهم إلا أن أتوا بشبهات ضعيفة وتخرصات واهية، أجاب عنها الكتاب الكريم بأجوبة شافية، يستند بعضها إلى البرهان العقلي الذي يؤكد ضرورة المعاد وحتمية الوعد الإلهي، كما في قوله تعالى حاكيا شبهتهم ورادا عليهم: ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ). (يس 35)


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع