الثلاثاء، 22 صَفر 1446هـ| 2024/08/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سلسلة خدعوك فقالوا الاختلاط ضرورة للواقع الحالي ح2

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد غياب دولة الإسلام عن الحياة وتطبيق الرأسمالية على المسلمين أصبحت الصورة الحقيقية لما أراده الإسلام للمجتمع غائبة عن الأذهان وغير متصورة،.وساد التشويه النظام الاجتماعي في الإسلام عند المسلمين بسبب الأفكار المغرضة التي حرص الغرب على ترويجها من أجل النيل من الإسلام بإشاعة فكرة إخفاق الإسلام في معالجة القضايا الاجتماعية ومواكبة التقدم والتطور، وكان اختلاط المرأة بالرجل هي من القضايا الأساسية التي يسعى المفسدون لنشرها في المجتمع، ويستميتون في إقناع الناس بها، ويوجدون لها المسوغات، ويجعلونها من الضرورات، ويعزون كل بلاء وتخلف وانحطاط في الأمة إلى ما ساد من عزل المرأة عن الرجل في التعليم والعمل وغير ذلك، واجتهدوا في إيصال الفكرة ونجحوا في إدخالها على أبناء جلدتنا باستخدام كثير من الوسائل والأساليب، فمن مدارس إلى جامعات إلى صالات للأفراح إلى الكثير من الأماكن التي زينوا فيها الاختلاط في أعين الناس فنسمع بعض المقلدين تقليدا أعمى يقولون: وما الضير أن يكون والد العريس ووالدها وإخوتها في الحفلة ليفرحوا مع أبنائهم وبناتهم !!، ومن الفتيات من تقول أنها تجلس في الجامعة مع زملائها لغير ضرورة وتمزح وتضحك بحجة أنهم مثل إخوتها. وكذلك مع غير محارمها، وما يتبع هذا الاختلاط من تجاوزات شرعية وعلاقات بعيدة عن شرع الله وأحكامه. ولا ننسى دور وسائل الإعلام الخبيثة بمختلف أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية في حديثها عن الاختلاط بأنه أمر عادي بل ضروري، كما نرى في المسلسلات والأفلام والقصص والروايات، وتتغلغل هذه المفاهيم من حيث لا نشعر. وكذلك المدارس فإنهم يريدون تحويلها إلى مدارس مختلطة بحجج واهية، في حين أن هناك في أمريكا محاولات وتجارب للفصل في المدارس والجامعات.


لكننا بوصفنا خير أمة أخرجت للناس لن نسمح لهذا المفهوم الغربي أن يغزوا بلادنا أكثر فأكثر لذلك علينا أن نحافظ على نسائنا وذلك بتطبيق كل ما أمر به الله ولو خالف شهواتنا، والابتعاد عن كل ما حرم الله ولو أحببناه فالإسلام حافظ على العلاقات بين الرجل والمرأة ونظمها لهم.


فقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بفصل الرجال عن النساء وجعل صفوف النساء في المسجد وفي الصلاة خلف صفوف الرجال، وعند خروجه من المسجد أمر بخروج النساء أولا ثم الرجال حتى يفصل النساء عن الرجال، أخرج البخاري عن هند بنت الحارث أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها (أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ إذا سلمن من المكتوبة قمن، وثبتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومَن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال). وقد جاء الفصل عاماً لا فرق في ذلك بين الحياة الخاصة والحياة والعامة ولا يستثنى من ذلك إلا ما جاء الشارع بجواز الاجتماع فيه سواء في الحياة الخاصة أو في الحياة العامة، فقد أجاز للمرأة العمل والبيع والشراء وأوجب عليها الحج، وأجاز لها حضور صلاة الجماعة وأن تجاهد الكفار إلى غير ذلك مما أجاز لها من أعمال، فإذا كانت هذه الأعمال تقتضي الاجتماع فيجوز لأجلها هذا الاجتماع في حدود العمل وفي حدود أحكام الشرع، وأن لا يتعدى الاجتماع العمل المراد القيام به، فعندما تنتهي المرأة من العمل تنتهي علاقتها بهؤلاء الرجال بانتهاء هذا العمل، ومن الضروري أيضا أن يكون العمل شرعيا أي لا يجتمعان لعمل محرم ونقول أن اجتماعهما جائز إلى حين انتهاء العمل لأن كل ما أدى إلى الحرام فهو حرام. فقد شرع الله مجموعة أحكام لضمان بناء النظرة بناء سليماً على التعاون والعيش المشترك وليس على نظرة الذكورة والأنوثة، من مثل وجوب غض البصر على كل من المرأة والرجل حيث قال: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } و{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}. وأوجب اللباس الشرعي الكامل للمرأة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } ومنع الخلوة بحجة أن العمل أو الدراسة يتطلب هذا أو أنه رئيسها في العمل أو أنه أستاذها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم). وحرم التبرج وإبداء الزينة للرجال الأجانب، {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} وقال: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ...} ولا أن تتبدى في المشية أو تخضع في القول.


كل هذا للحفاظ عليك أختي لتكوني تلك المرأة التي شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقارورة فلا تدعي مجال لأحد أن يتسبب بكسرك ولا تتركي للغرب محاولة لإفسادك إلا وترفضيها، فهم يعلمون أنهم إن نجحوا في نشر الاختلاط وغيره من المفاهيم البعيدة عن شرعنا الحنيف من خلوة وسفور وتبرج وانتهاك للحرمات فهم يثبتون أقدامهم أكثر وأكثر في بلاد المسلمين.


إنَّ الخطَأ خطأ ولو كثر الواقعون فيه، وإنَّ المنكر لا ينقلب إلى معروف بمجرد انتشاره، وهكذا الباطل يبقى باطلاً ولو زيّنه المزورون بزخرف القول، وروجوه بالدعاية، والواجب على أهل الإسلام إنكار المنكر ولو كان المتجافي عنه غريباً في الناس، كما يجب عليهم إحقاق الحق ولو أعرض عنه أكثر الناس، فانتشار الباطل وانتشار أهله، وغربة الحق وضعف حملته لا يسوغ السكوت والتخاذل، وإلا غرق المجتمع كله في حمأة الباطل، وطوفان الرذائل.


وما تكلمنا عليه هنا هو مثال آخر على أن الله قد شرع لنا أحسن الأحكام وأرقاها وأرحمها بالمرأة والرجل، وحان لنا أن ندرك أن فساد الحياة الاجتماعية عندنا وانحطاط العلاقات في المجتمع واضطرابها ما هو إلا بسبب النظام الرأسمالي المطبق في بلادنا منذ ما يقرب من مائة عام، وأن مكانة المرأة واحترامها وسعادتها وهدوءها النفسي لن يعود إلا بعودة تطبيق الإسلام شاملا كاملا في ظل دولة تحكم به  وعسى أن يكون هذا اليوم قريبا.

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

 

مسلمة ( أم صهيب )

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع