الثلاثاء، 22 صَفر 1446هـ| 2024/08/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سلسلة خدعوك فقالوا إن اللباس الشرعي هو فقط ستر العورة أو تغطية الشعر فقط ح3

بسم الله الرحمن الرحيم


إن ما نجده اليوم مما يسوق للمسلمات من ثياب وملابس، خاصة ما يعرض على أنه لباس شرعي نجد أنه يصمم بأيدي مصممي الأزياء الكفار من الغربيين ويجعلون لتلك التصميمات معارض في بلاد المسلمين وينفقون في سبيل نشر هذه الأزياء ملايين الدولارات للترويج بها بالإعلانات التجارية مستغلين أجساد النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات ليضعن على أجسادهن تلك الثياب بكل ابتذال وتبرج لعرض هذه الأذواق السقيمة على نساء المسلمين وبناتهم والعياذ بالله.


لذلك أصبحنا اليوم نرى في متاجر من يدّعون أنها محلات للباس الشرعي جلابيب ضيقة تلبسها النساء على أنها رداء شرعي يخرجن بها وأجسادهن مفصلة، أو نرى عباءات خفيفة تكشف ما تحتها من ثياب وكأنها مجرد قطعة قماش لا قيمة لها سوى تجميل وتكميل ما تحتها من ملابس.


إخواني وأخواتي: إن لباس المرأة المسلمة ونعني بذلك لباسها الشرعي الذي أمرها الله عز وجل بارتدائه في الحياة العامة عند خروجها من بيتها للقيام بأمورها الحياتية من عمل أو تعليم أو بيع أو شراء أو حتى نزهة، هذا اللباس جاءت به العديد من النصوص الشرعية من كلام الله عز وجل ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في وصفه وتحديد شروطه وهيئته، قال تعالى: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا". الأحزاب(59)


في هذه الآية يدعو الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام إلى تبليغ نساء المسلمين ومن قبلهن زوجاته وبناته وهن أشرف النساء، وأن يأمرهن بإرخاء وإدناء الجلابيب عليهن وذلك إلى جانب ما فرض عليهن من ضرب الخمار على الرأس والرقبة وجيب الثوب، قال تعالى: " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ. النور(31)


إن الله تعالى قد وصف في هاتين الآيتين اللباس الذي أوجب على المرأة أن تلبسه في الحياة العامة وصفاً دقيقاً شاملاً، فبالنسبة للباس النساء من أعلى قال: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن"، أي ليرمين أغطية رؤوسهن على أعناقهن وصدورهن ليخفين ما يظهر من طوق القميص وطوق الثوب من العنق والصدر.


أما بالنسبة للباس النساء من أسفل قال: "يدنين عليهن من جلابيبهن" أي يرخين عليهن أثوابهن التي يلبسنها فوق الثياب للخروج من ملاءة وملحفة يرخينها إلى أسفل، من: للبيان وليس للتبعيض، فيشترط في الجلباب أن يكون مرخياً إلى أسفل حتى يغطي القدمين.


روى ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقالت أم سلمة: فكيف تصنع النساء بذيولهن، فقال: "يرخين شبراً"، قالت: إذاً تنكشف أقدامهن، قال: "يرخين ذراعاً لا يزدن"، فإن كانت القدمان مستورتين بجوارب أو حذاء أو حتى بنطال طويل عريض فإن ذلك لا يغني عن إرخائه إلى أسفل بشكل يدل على وجود الإرخاء.


ولا ضرورة للأعذار التي تسوقها المرأة مثل: أنها تتعثر بسبب طوله ولا تستطيع المشي أو يمكن أن يتسخ لأن الشارع غير نظيف فلو كان واسعاً بما فيه الكفاية فلن يعيق السير ولن يتمزق.


وأيضاً قال تعالى في الكيفية العامة التي يكون عليها اللباس: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، أي لا يظهر مما هو محل الزينة من أعضائهن كالأذن والذراعين والساقين وغير ذلك إلا ما كان يظهر في الحياة العامة عند نزول هذه الآية أي في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الوجه والكفان، قال عليه السلام: "إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل". رواه أبو داوود


أما ما تفعله بعض الأمهات من عدم إجبار بناتهن على اللباس الشرعي بعد البلوغ بحجة أنها صغيرة غير مكتملة النمو لا تلفت النظر، لا تستطيع الالتزام به جيداً فتعطي صورة سيئة، نتركها لتنمو وتكبر أكثر لا داعي للاستعجال، لم تقتنع بعد، تلبس بعد الزواج وإلا لن يخطبها أحد، أو ليس معي ثمناً لشرائه، وهكذا، فإن هذه الأقوال والأفعال ما هي إلا ضرب من الشيطان والعياذ بالله، فلتنظر هؤلاء الأمهات والبنات إلى حديث أم عطية والتي قالت: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق (أي البنات اللاتي لم يحضن) والحيّض وذوات الخدور (الأمهات والبنات اللاتي لا يخرجن من بيوتهن)، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: "لتلبسها أختها من جلبابها".


انظرن أخواتي قالت له إحدانا لا يكون لها جلباب فلم يقل لها حسناً ما دام لا يوجد عندها لتلبس ما عندها شرط أن تغطي العورة وبعد أن يتوفر لديها تخرج به، لا بل قال لتعيرها أختها المسلمة من ثيابها التي تلبس فوق الثياب ومعناه أنه إذا لم تعرها فإنه لا يصح لها أن تخرج.


هذا هو لباس المرأة المسلمة في الحياة العامة يجب أن لا يكون مظهراً لمحاسنها إما بتفصيله وإما بتزيينه كأن يكون لونه ملفتاً للنظر بالرسوم والنقشات التي عليه أو وضع الأزرار والدبابيس من الجواهر، لأن هذا يعتبر تبرجاً وتكون آثمة حتى ولو أنها كانت مرتدية للجلباب بأوصافه السابقة، كما أن خمارها يجب أن لا يكون رقيقاً أو مخرماً يظهر منه الشعر ولون بشرة العنق وما تحته من قلادة وزينة على العنق، ولا أن يكون لونه صارخاً أو متعدد الألوان والقطع والنقوش بهدف إبداء الزينة.


فالتبرج نهى الشارع عنه نهياً قاطعاً حتى القواعد اللواتي لا يرجون نكاحاً واللواتي أباح لهن الشارع أن يضعن عنهن الجلباب أمرهن أن لا يتبرجن، قال تعالى: " وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ. " وبالتالي من باب أولى غير القواعد يحرم عليهن التبرج، فالزينة لم يحرمها الشرع ولكن إبداء الزينة للأجانب (التبرج) هو الذي حرمه الشرع، والذي يحدد التبرج هو المجتمع ولن ندخل في تفاصيله ولكن نقول: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك".


علينا أن نتذكر أن لباس المرأة المسلمة في الحياة العامة هو الذي يميزها عن الكافرات حين تظهر أمام الناس في الأماكن العامة، وهو الذي يعكس الإسلام، فيجب أن تكون مرآة لامعة ناصعة ليس عليها خدوش، وستسأل يوم القيامة عن ذلك.


وما نراه اليوم من لباس لمعظم البنات وحتى بعض النساء المتزوجات من اقتصار اللباس على البنطال (والضيق أكثر الأحيان) بحجة أن هذا هو الموجود في الأسواق والعياذ بالله، والخمار الذي يشبه طرحة العروس أو حتى الستائر، فهذا ليس بلباس شرعي بل إن الشرع بريء منه.


أخواتي الكريمات: إنه لمن البلاء العام ما نراه اليوم في أسواقنا ومدارسنا وجامعاتنا من مظاهر خارجة عن الذوق الإسلامي، في لباس بنات المسلمين ونسائهم من كشف للعورات وعرض للأجسام والمصيبة أن هذا ضرب للباسنا الإسلامي الذي هو عنوان عقيدتنا ومرآة إيماننا بالله، فمظهرنا كمسلمات هو من أول سلوكيات الإسلام التي تتميز بها المسلمات عن غيرهن، ولكن أعداء الإسلام دخلوا للمسلمات في لباسهن فأصبحنا نرى على أخواتنا وبناتنا جلابيباً والله ليست بالجلابيب وعباءات ليست بالعباءات.


أخواتي: إن كل واحدة منا مسؤولة أمام الله عز وجل عن التزامها بالشرع ومسؤولة عن علمها بشرع ربها فاتقين الله وقد علمتن فالزمن واعلمن أنها أمانة في أعناقكن أن تتخذن الموقف المشرف لكُن ولدينكن في كل أمر من شرع الله عز وجل ولا تستصغرن يوماً أمراً جاء في كتاب الله عز وجل وبلغه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الامين.


اعلمن أخواتي أن إغفالكن واستهانتكن بشيء من كشف العورات أو هيئة الجلباب الشرعي في الإسلام هو تحقير لحرمات الله عز وجل والعياذ بالله، قال تعالى: " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. الحج(30)، أي ومن يجتنب معاصيه ومحارمه يكون ارتكابها عظيماً في نفسه "فهو خير له عند ربه" أي فله على ذلك خير كثير وثواب جزيل على فعل الطاعات، ثواب كبير كذلك على ترك المحرمات واجتناب المحظورات.


نسأل الله تعالى أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونسأل له أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.


إنه سميع قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.


والحمد لله رب العالمين

 

 

 

مسلمة ( أم صهيب )

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع