الثلاثاء، 22 صَفر 1446هـ| 2024/08/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خدعوك فقالوا طالبي بالمساواة مع الرجل !! وأنصفك الإسلام وقال " النساء شقائق الرجال "

بسم الله الرحمن الرحيم


إن القائمين على الحضارة الغربية بسبب نظرتهم النفعية وبسبب تخليهم عن جميع القيم إلا القيمة المادية رأوا أن المناداة بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة، أمر يحقق منفعة تمكنهم من استثمار بعض الصفات التي خص الله بها المرأة دون الرجل، كجمالها ورقتها وخاصية جاذبيتها للرجال في أعمالهم الاقتصادية كالدعاية والسياحة والسكرتارية مثلا، فضلا عن استثمار جسدها في بيوت الدعارة واللهو والفنون المنحطّة وعلى المسارح والفضائيات.


وقاموا في بلاد المسلمين بتسويق هذه الفكرة من أجل إبعاد المرأة المسلمة عن مكانتها الصحيحة ومن أجل القضاء على الأسرة المسلمة ونشر الانحلال الخلقي بين المسلمين، ليضيفوا انتصارا فكرياً إلى انتصاراتهم السياسية والعسكرية.


فليست المساواة بين الرجل والمرأة قضية تبحث ولا هي قضية ذات موضوع في النظام الاجتماعي، ولا هو مشكلة محتملة الوقوع في الحياة الإسلامية، وما هذه الجملة إلا من جمل الغرب والمقلدين له، فهو الذي هضم حقوق المرأة الطبيعية ودفعها للمطالبة بحقوقها، فكان بحث المساواة طريقا لنيل هذه الحقوق.


والإسلام لا شأن له بهذه الاصطلاحات فنظامه الاجتماعي قائم على أساس متين يوفر للمرأة والرجل على السواء الكرامة الإنسانية اللائقة، قال تعالى:" ولقد كرمنا بني آدم ".


وإن فكرة المساواة المطلقة في الحقوق والأدوار والمسؤوليات بين الرجل والمرأة وأن ننفي أن هناك اختلافات بين المرأة والرجل هي التي تظلم المرأة كثيرا، ففكرة أن المرأة يتوقع منها أن تكون كالرجل هي السبب لعدة مشاكل، فمثلا في مجال العمل المرأة تجبر على الخروج للعمل وعلى كسب الرزق والعمل له وتجد الأم العاملة ليست لها نفس الحقوق مثل الرجل الذي لا يتحمل مسؤولية أولاد، هذا هو عدم العدل، والمرأة اليوم يجب عليها العمل ولا اختيار لها وهي التي ترعى الأبناء والبيت والزوج، وهذا مصدر ضغط نفسي على النساء يجعلهن يشعرن بالإحباط بسبب هذا الضغط وفقا للدراسات، لكن الإسلام مختلف، فالإسلام يتقبل هذه الاختلافات ويضع لها أحكاما شرعية تتناسب معها، فالله سبحانه قد خلق المرأة وخلق الرجل ويعلم الله تعالى ما فيه الخير لهما، فهناك مسؤوليات مختلفة فالرجل فرض عليه العمل وكسب الرزق وليست المرأة فلست عليها أن تخرج من البيت بل ترعى أبنائها وبيتها، فالمرأة والرجل لا يتنافسان ولا توجد أفضلية لدور على الأخر، الدوران مهمان، بل يقوم كل منهما بما فرضه الله تعالى عليهما، فيكون البيت مستقرا وهادئا الحياة فيه جميلة، ولا يكون فيه مشاكل بسبب عدم وضوح المسؤوليات والأدوار لكل منهما. فالاختلافات في الأحكام الشرعية نتيجته محمودة. فالإسلام يقر بأن عقل المرأة مثل عقل الرجل ولها جميع الحقوق كمواطنة في الدولة، وفي نفس الوقت تعيش عيشة هنيئة ومستقرة بحسب احتياجاتها كامرأة تختلف عن الرجل في دورها في المجتمع.


والله سبحانه خلق الذكر والأنثى وجعل فيهما صفات متشابهة، فجعل لكل منهما غرائز وحاجات عضوية وحواس خمس ودماغ وأوجد عندهما قابلية الإحساس والتفكير، فكل منهما يفرح ويحزن، يرضى ويغضب، يخاف ويأمن، يحب ويكره، وفي نفس الوقت جعلهما مختلفين في تركيب الأعضاء ووظائف بعض الغدد والخلايا. وحين حدد لهما حقوقهما وواجباتهما حددها حسب طبيعتهما الإنسانية وحين شرع التكاليف شرعها أيضا بحسب طبيعتهما الإنسانية، فأمر الرجل بوصفه رجلا بأعمال تناسب تكوينه الجسدي والعضوي كالأعمال الشاقة والحروب والحكم، وأمر الأنثى بوصفها أنثى بأعمال تناسب تكوينها كأعمال المنزل وتربية الأطفال.


فهنا اختلفت التكاليف واختلفت الحقوق والواجبات لاختلاف النوع الإنساني، فلا يقال أن الشرع لم يساو بينهما، كما لا يقال أن الشرع ساوى بينهما حين وحد بعض الحقوق والواجبات ووحد التكاليف لوحدة تكوينهما الإنساني. فالإسلام لم يفرق في دعوته لكل من المرأة والرجل إلى الإيمان ولا في تكليفهما بحمل الدعوة إلى الإسلام، والقيام بالعبادات والاتصاف بالأخلاق الحسنة والالتزام بأحكام المعاملات، وإيقاع العقوبات على المخالفين والمخالفات، كما لم يفرق بينهما في حق التعليم والتطبيب والانتخاب ومحاسبة الحكام وتنمية الأموال.


إن الإسلام منح المرأة الحقوق الشرعية ابتداءً دون طلب منها ودون جمعيات نسوية أو تنظيمات حقوق إنسانية، ولا بسبب ثورات ومطالب اجتماعية وسياسية، بل كان بنظام كامل أنزله الله تعالى خالق الذكر والأنثى على نبيه صلى الله عليه وسلم ليكون نبراسا ومنهاج حياة.


فالإسلام بمنهجه الكامل وبتكريمه للمرأة كرّم الإنسانية، ولم يفاضل بين بني الإنسان إلا بالتقوى، قال تعالى:


{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }.(الحجرات:13)

 

والحمد لله رب العالمين

 

 


مسلمة ( أم صهيب)

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع