الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نداءات القرآن الكريم ح8 فرض الصيام على أمة الإسلام ج2

بسم الله الرحمن الرحيم


(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة 183).


الحمد لله الذي أنزل القرآن رحمة للعالمين، ومنارا للسالكين، ومنهاجا للمؤمنين، وحجة على الخلق أجمعين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين، والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين، واجعلنا اللهم معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: في هذه الحلقة نصغي وإياكم إلى نداء من نداءات الحق جل وعلا للذين آمنوا، ومع النداء الخامس نتناول فيه الآية الكريمة الثالثة والثمانين بعد المائة من سورة البقرة التي يقول فيها الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).


ذكرنا في الحلقة السابقة ثلاث ثمار للتقوى مرجوة منها،


الثمرة الرابعة من ثمار التقوى يذكرها لنا الله في كتابه، قال تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض). إن تقوى الله تجلب الرزق، وتجعل السماء تمطر ماء غدقا، وتجعل الأرض تخرج ما فيها من خيرات. يعم نفعها، قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهارا. ما لكم لا ترجون لله وقارا).


وثمرة خامسة من ثمار التقوى يذكرها لنا الله في كتابه، قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). إن تقوى الله تجعل صاحبها مكرما عند الله، وهي مقياس التفاضل بين الناس فلم يقل الله سبحانه وتعالى: إن أكرمكم عند الله أغناكم أو أكثركم جاها أو زعامة أو سلطانا إنما قال: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وقال عليه السلام مؤكدا هذا المعنى: "أنا جد كل تقي، ولو كان عبدا حبشيا! وأنا عدو كل شقي، ولو كان هاشميا قرشيا !".


وثمرة سادسة من ثمار التقوى يذكرها لنا الله في كتابه، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم). إن الأتقياء هم الذين يفيض الله عليهم من نوره، فيدركون الحق، ويبصرون الصواب، ويميزون بين ما يجب فعله من الخير، وما يجب تركه من الشر، كما أن تقوى الله هي سبب في تكفير السيئات، وغفران الذنوب. وهذا هو معنى قوله تعالى: (يجعل لكم فرقانا).


أيها المؤمنون:


هذه هي الثمار الست المرجوة من تقوى الله، استخلصناها لكم من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي على سبيل المثال لا الحصر، فالقرآن الكريم غني بالآيات التي تتحدث عن التقوى، والتي تبين عاقبة المتقين عند ربهم.


أيها المؤمنون:


ليست التقوى مجرد كلمة تقال، إنما لها واقع عملي طبقه رسولنا عليه الصلاة والسلام، فكان خلقه القرآن كما تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وطبقه من بعده أجدادنا الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، حتى وصفوا بأنهم قرآن يدب على الأرض، ففازوا بخيري الدنيا والآخرة وسعدوا برضوان الله جل في علاه، وهزموا أكبر دولتين في ذلك الزمان، هزموا امبراطوريتي الفرس والروم، ونشروا الإسلام في ربوع العالم، فكانوا بحق خير أمة أخرجت للناس، وكانوا هم المؤمنون حقا كما وصفهم الله في كتابه، حيث قال: (أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم).

 

أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يجعل القرآن ‏العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا همومنا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا ‏وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا واجعله حجة لنا لا علينا اللهم آمين آمين يا رب العالمين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 


محمد احمد النادي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع