الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سلسلة خدعوك فقالوا قوامة الرجل تسلط وطاعة الزوج خنوع ح6

بسم الله الرحمن الرحيم


تنشأ عن اجتماع النساء والرجال علاقات تتعلق بمصالحهم ومصالح الجماعة التي يعيشون بينها ، ومن هذه العلاقات الزواج . وقد حث الإسلام على الزواج وأمر به ، وجعله مودة ورحمة ، فإن العشرة بين الأزواج عشرة صحبة ، يطمئن فيها أحدهما للآخر ،قال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا }، والسكن هو الاطمئنان، أي ليطمئن الزوج إلى زوجته والزوجة إلى زوجها، ويميل كل منهما للآخر ولا ينفر منه، فالأصل في الزواج الاطمئنان ،والأصل في الحياة الزوجية الطمأنينة ، وحتى تكون هذه الصحبة بين الزوجين صحبة هناء وطمأنينة بين الشرع ما للزوجة من حقوق على الزوج، وما للزوج من حقوق على الزوجة وجاءت الآيات والأحاديث صريحة في هذا الباب. قال الله تعالى:{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } أي للنساء من الحقوق الزوجية على الرجال مثل ما للرجال عليهن .وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" لهن من حسن الصحبة والعشرة مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن" .ولكن لما كانت الحياة الزوجية قد يحصل فيها ما يعكر صفوها، فقد جعل الله قيادة البيت للزوج على الزوجة، فجعله قواماً عليها .وإنَّ كُلَّ آيةٍ ذُكرَتْ عَنِ المرأَةِ في القرآنِ هِيَ وثيقَةٌ لكرامَتِها، فهي إما أمرٌ بِحِفظِ كرامَتِها،أو نهيٌ عمّا يُخِلُّ بكرامَتِها مِمَّا يَدُلُّ على أنَّ المرأةَ تَحظى في ظلِ الإسلامِ بِمقامِ الاحترامِ والحِفاظِ على كرامَتِها .


يقولُ الحقُّ تباركَ وتعالى وهو أصدقُ القائِلينَ: " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ " ( النساء 34) وإنَّ هذهِ الآيةَ لها اتصالٌ وثيقٌ بقولِهِ تعالى: " وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ " ( النساء 32) والتفضيلُ يرجِعُ إلى أنَّ اللهَ تعالى خلقَ الرجلَ لِمَهَمَةٍ والمرأةَ لِمَهَمَةٍ أخرى .


والقوامةُ ليستْ مقصورةً على الرجلِ وزوجَتِهِ، بل هي عامةٌ وشاملةٌ، فالأبُ قوامٌ على بناتِهِ والأخُ على أخواتِهِ وكُلُّ رجلٍ مسئولٌ عمَّنْ تحتَ يدِهِ وفي رعايَتِهِ ،فالرجلُ مكلَّفٌ بِمَهمةِ القيامِ على النساءِ أي يقومُ بأداءِ ما يُصلحُ الأمورَ، إذن فلماذا تُؤخَذُ القوامةُ على أنها كتمُ أنفاسٍ وانتقاصٌ ولماذا لا تُؤخَذُ على أنَّها سعيٌ في مصالِحِهِنَّ ؟؟ والقارئُ لقولِهِ تعالى: " بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ" يجدُ أنَّ وجهَ التفضيلِ منوطاً بالْمَهمةِ الْمُلقاةِ على عاتقِ كلٍّ منهم، فالرجلُ لهُ الكدحُ ولهُ الضربُ في الأرضِ ولهُ السعيُ على المعاشِ حتى يَكْفَلَ للمرأةِ سُبُلَ الحياةِ التي تستقرُ بِها. فكل عمل يلزم القيام به داخل البيت فيجب على المرأة أن تقوم به، أيا كان نوع العمل . وكل عمل يلزم القيام به خارج البيت فيجب على الرجل أن يقوم به . والذي هو نفس السبب الذي جعل حق الرجل في الميراث مثل حق الأنثيين فكما قلنا أن الرجل هو رب الأسرة وهو القوام عليها والمكلف بالأنفاق عليها , على حين أن المرأة لا يكلفها الإسلام حتى الإنفاق على نفسها , فكان من العدالة إذن أن يكون نصيب الرجل من الميراث أكبر من نصيب المرأة حتى يكون في ذلك ما يعينه على القيام بهذه التكاليف الثقيلة التي وضعها الإسلام على كاهله , وأعفى منها المرأة رحمة بها وحدباً عليها وضماناً لسعادة الأسرة , بل إن الإسلام قد عدل غاية العدل في رعايته للمرأة إذ أعطاها نصف نصيب نظيرها من الرجال في الميراث مع إعفائه إياها من أعباء المعيشة , وإلقائها جميعها على كاهل الرجل .


ولكن ليسَ معنى قوامةِ الزوجِ على المرأة، وقيادتِهِ للبيتِ أنهُ المتسلِطُ فيه، والحاكمُ الذي لا يُردُ له أمر، بل معنى قيادةِ الزوجِ للبيتِ هيَ رعايةُ شؤونِهِ وإدارَتِهِ، ، ولذلكَ فإنَّ للمرأةِ أن تردَ على زوجِها كلامَهُ، وأنْ تُناقِشَهُ فيه، وأنْ تُراجعَهُ فيما يقول، لأنَّهما صاحبانِ وليسا أميراً ومأموراً، أو حاكماً ومحكوماً، بل هما صاحبان جُعلتِ القيادةُ لأحدِهِما من حيثُ إدارةُ بيتِهِما، ورعايةُ شؤونِ هذا البيت. وقد كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بيتِهِ كذلكَ صاحباً لزوجاتِهِ، وليس أميراً متسلطاً عليهِنَّ رَغمَ كونِهِ رئيسَ دولة، ورَغمَ كونِهِ نبياً. ففيما يُروى عنْ عمرَ بنِ الخطابِ أنَّهُ حدّثَ عنْ نفسِهِ قائلاً: «واللهِ إنْ كُنَّا في الجاهليةِ ما نَعُدُ للنساءِ أمراً حتى أنزلَ اللهُ تعالى فيهِنَ ما أنزل، وقسمَ لهنَّ ما قسمَ .فالقوامةُ مسؤوليةٌ شاملةٌ ورعايةٌ دائمةٌ، هذا معنى القوامةِ الذي يحاولُ أعداءُ الدينِ وذوو النفوسِ المريضةِ تحريفَ معناه .


ولما كان الأب هو رئيس الأسرة ، وهو قائدها والقوام عليها كان لا بد أن تكون له الولاية عليها ، فكان هو الولي على الأولاد . وله الولاية على أولاده الصغار والكبار غير المكلفين ، ذكوراً وإناثاً ، في النفس والمال ، ولو كان الصغار في حضانة الأم أو أقاربها .


لكن المتتبع لواقع الغرب اليوم يجده يحاول تعبئة المرأة بأن الإسلام ظلمها وجعل كل الحقوق للرجل وهي مضطهدة الحقوق وقاموا بإنشاء بالكثير من الجمعيات والمراكز النسوية التي تدعي أنها تنصف المرأة وتعطيها حقها الذي يجب أن تطالب به،وهنا لم نجد مبررا للغرب على ما يقوموا به إلا أنهم يريدون لفت أنظار المسلمين عن قضاياهم الأساسية وأيضا يريدون اللعب في عقول نسائنا أن المبدأ الرأسمالي أكثر صلاحية من الإسلام لينصفها وكانت فكرة أن المرأة مظلومة بقوامة الرجل عليها من ضمن باقي الأفكار المسمومة التي يحاولون دسها على نسائنا .


ففي أيام تطبيق الإسلام الحق حيث كانت الحياة على الفطرة عرفت المرأة نفسها وأدركت دورها وأدركت الزوجات قدر أزواجهن واحترمنهم، أما اليوم فإن العديد من النساء يرين أن في طاعة الزوج مهانة، وفي حسن التبعل له ذلة، وفي إعطائه مكانته انتقاص من قدرها، وفي اعترافها له بالجميل تشجيع له على الاستعلاء والغرور والتسلط .مع أن شكر زوجها واحترامه لا ينقص من قدرها بل بالعكس يزيد من قدرها عنده ،فأين مطلب نساء المسلمين اليوم من مطلب نساء المسلمين بالأمس ؟! أين هن من قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( يا معشر النساء، لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها ( وطبعا بالمقابل وكما ذكرنا آنفا على الزوج مراعاة الله في معاملته مع زوجته وأن يبتعد عما يؤذيها ، فللنساء على الرجال مثل الذي عليهن، كما قال تعالى " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ".


وأكثر من ذلك أيضا للمرأة أن تتملك وليس لأحد أياً كان أن يسلبها هذا الحق فتتملك بتجارة أو هدية أو ميراث أو أي سبب من أسباب التملك ولا يحق لزوجها أن يأخذ من مالها إلا بإذنها لأنها كامرأة ليس عليها واجب النفقة ولا إعالة أحد ، بخلاف ما يقوم به الغرب فالمرأة عندهم مسؤولة عن نفسها حتى في النفقة فلا نفقة لها على أحد سواء أكان زوجها أو أباها أو غيرهم ممن أوجب الإسلام عليهم النفقة وهذه ميزة أخرى لكِ كامرأة ، فإذا ورثت من المال الملايين نفقتك تبقى على زوجك في حال وجوده ففرض لك الميراث وأسقط عنك النفقة .


وأيضا ليكمل واجبه اتجاهك كقوام أمره الله كرجل ألا يدعك في سفر يزيد عن مسافة حددها الشرع ب 81 كيلوا أو بزمن يوم وليلة إلا وهو معك لحمايتك مما قد تتعرضين له من مخاطر السفر وهذا ليس تقييدا لراحتك بل هي مرافقة عناية بك ورعاية لك فالطبيعة التي خلق الله عليها المرأة تجعلها قاصرة عن القيام ببعض الأمور كدفع قاطع طريق مثلا أو توفير ما يجب من الزاد وما إلى غير ذلك من أمور ، هي ليست علل عقلية لما شرع الله من واجب وجود محرم في سفر قاصد لكنها فوائد نستخلصها وكلها تنهَل في صالح المرأة .

 

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب الإيمان وشرائعه، وأن يزين الإيمان في قلوبنا ويشرح له صدورنا وأن يُكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين.

 


والحمد لله رب العالمين

مسلمة ( أم صهيب)

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع