الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سلسلة خدعوك فقالوا إن الإسلام قد أهان كرامتك حين قال ناقصة عقل ودين ح8

بسم الله الرحمن الرحيم


أحيانا كثيرة إذا حدثت مناقشة بين الرجل وزوجته وأعطته رأياً مخالفاً لرأيه أسرع مسخِّفاً لرأيها متهكما عليها قائلا: صدق من قال ( النساء ناقصات عقل ودين) .وإذا أخطأت المرأة في حل معضلة أسرع من حولها متهكمين عليها أو مقررين حقيقة قائلين: صدق من قال ( النساء ناقصات عقل ودين). وإذا ما أنكرت حقا للرجل سارع إلى الاستشهاد بالحديث في معرض الذم ( ناقصات عقل ودين) وإذا ما خالفت حكما شرعيا قال النساء ناقصات عقل ودين ،، وإن أدلت برأيها في حكم شرعي أو أمر يتعلق بالإسلام يقال لها ذلك.وهناك من النساء من ظن أنها مظلومة بهذا القول.


فنقول لهؤلاء وهؤلاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: مَا متفق عليه.


فلو أتينا لنقصان العقل رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ" قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا. أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا" المقصود هنا وفقط في الشهادة ،لأن العقل هو الذي يحكم الهوى والعاطفة وبذلك فالنساء ناقصات عقل ،لأن عاطفتهن أزيد وأقوى، وهذا أمر مطلوب لمهمتها من حمل وولادة وسهر على رعاية طفلها فبالتالي الصفة الغالبة في المرأة هي العاطفة، فإنها تحكم على الأشياء متأثرة بعاطفتها الطبيعية، ، ، فنحن نجد الأب عندما يقسو على الولد ليحمله على منهج تربوي فإن الأم تهرع لتمنعه بحكم طبيعتها. والإنسان يحتاج إلى الحنان والعاطفة من الأم، وإلى العقل من الأب. وأكبر دليل على عاطفة الأم تحملها لمتاعب الحمل والولادة والسهر على رعاية طفلها، ولا يمكن لرجل أن يتحمل ما تتحمله الأم. وكذلك هي أكثر عرضة للنسيان: {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} الآية 282 البقرة، فعللت الآية شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل واحد بالنسيان، فإذا نسيت شاهدة ذكرتها الأخرى بالأحداث التي وقعت.

 

أما ناقصات دين فمعنى ذلك أنها تعفى من أشياء لا يعفى منها الرجل أبداً .فالرجل لا يعفى من الصلاة، وهي تعفى منها في فترات شهرية. والرجل لا يعفى من الصيام بينما هي تعفى كذلك عدة أيام في الشهر، والرجل لا يعفى من الجهاد والجماعة وصلاة الجمعة. وبذلك فإن مطلوبات المرأة الدينية أقل من المطلوب من الرجل. وهذا تقدير من الله سبحانه وتعالى لمهمتها وطبيعتها، وليس لنقص فيها، ولذلك حكم الله سبحانه وتعالى فقال: {للرجال نصيب مما كسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن} [ سورة النساء: 32 ] فأن تقول: إن المرأة غير صائمة لعذر شرعي فليس ذلك ذماً فيها، لأن المشرع هو الذي طلب عدم صيامها هنا، كذلك أعفاها من الصلاة في تلك الفترة، إذن فهذا ليس نقصاً في المرأة ولا ذماً، ولكنه وصف لطبيعتها.


وهناك من يعتقد أن قدرة المرأة العقلية أقل من قدرة الرجل، وهذا غير صحيح فإن الإسلام لا يفرق بين عقل المرأة وعقل الرجل إلا من حيث الشهادة وذكرنا السبب، أما من حيث القدرة على التفكير واتخاذ القرار فلا يوجد فرق بينهما فكلاهما مفكر وكلاهما لديه الإرادة والقدرة على اتخاذ القرار ولذلك كل منهما مكلف ومحاسب.


وفوق هذا وذاك لم يفرق الإسلام بين المرأة والرجل في التكاليف الشرعية فكل منهم مكلف بالإيمان والإسلام والصلاة والصيام والزكاة والحج وغير ذلك من الأحكام الشرعية وإذا وجدت بعض الاختلافات فهي تتعلق بتوزيع المسؤوليات وتقسيم العمل، وكلاهما محاسب عند الله وتوقع عليه نفس العقوبة، وإذا علمنا أن التكليف مرتبط بالعقل والتفكير، علمنا أنه لا فرق بين المرأة والرجل في القدرة على التفكير.


ولو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا النساء قادرات على التفكير واتخاذ القرار، وهناك أمثلة لنساء أخذ برأيهن وكان ذلك خير وبركة ويحضرني هنا مثالان: أولهما السيدة خديجة رضي الله عنها التي كانت أول من آمنت به كانت تخفف عنه وتؤازره وتهون عليه أمر الناس، وكان لوقفتها ومؤازرتها له أكبر الأثر في التخفيف عنه.


والمثال الثاني الذي نقدمه هو أم سلمة رضي الله عنها فقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيها عندما توانى المسلمون في تنفيذ أمره لهم بالتحلل من الإحرام وذبح الهدي إيذانا بالعودة إلى المدينة بعد صلح الحديبية، وقد كان المسلمون غاضبين من هذا الصلح ووجدوا فيه إجحافا لهم، فكان رأي أم سلمة منقذاً للمسلمين.


وكذلك كانت المرأة المسلمة وعلى مدى التاريخ فقيهة وعالمة وراوية حديث وعالمات رياضيات وطب ولغة وغيرها من علوم ومعارف.


إذن فالحديث إقرار لواقع وليس تهمة ولا تقليلا من شأن المرأة ولا امتهانا لها ولا لكرامتها، بل إن الحديث ورد في مجال التعجب من قدرة المرأة على التأثير على الرجل وأخذ عقله، مهما كان حازما وعاقلا ويستصعب على أكثر الناس حنكة وقدرة، عندما قال (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن).


وبالمناسبة هناك أيضا عبارة أن النساء خلقن من ضلع أعوج والتي وردت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:" استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج فإذا هممت أن تقومه كسرته"، فهناك من يقول أن في هذا أيضا امتهانا للمرأة فنقول لهم أنه ليس فيه إهانة أو انتقاص من شأن النساء بل بالعكس هو شرف لها. وقد قال العلماء في شرح هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه المرأة بالضلع الأعوج الذي يحيط بالقلب والأعضاء الداخلية في نهاية العمود الفقري فهذا الضلع خلق عوجا حتى يتمكن من حماية ما وراءه ولو كان مستقيما لما احتوى هذه الأعضاء بهذا الشكل وهذا يدل على عظم العاطفة والاحتواء في حياة النساء وإن أدى ذلك إلى اعوجاجهن. وفى نهاية الحديث كرر النبي عليه السلام قوله استوصوا بالنساء خيرا فمعنى هذا أن النبي لم يكن لينقص من قدر النساء في أول الحديث ثم يوصي بها في آخره

 

لذا فان السياق جميعه يقتضى الرفع من قدرها فهي أمك وهي أختك وهي زوجتك وهي ابنتك . فلم يأت ولن يأتي نظام كرم المرأة واحترمها وأعطاها حقوقها مثل الإسلام لأنه تشريع رب البشر الذي خلق الإنسان وأعلم به.

 

والحمد لله رب العالمين


مسلمة (أم صهيب)

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع