الإثنين، 21 صَفر 1446هـ| 2024/08/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سلسلة خدعوك فقالوا إن الإسلام دين عنف يبيح ضرب المرأة ويمتهن آدميتها ح9

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يقول الله تعالى في سورة النساء الآية 34 : " وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ".


لقد هاجم الغرب والمضبوعون بثقافته الإسلام وأهله من خلال هذا الموضوع حيث اعتبروا أن شريعة تبيح ضرب المرأة هي شريعة همجية انتقصت من حقوق المرأة وامتهنت كرامتها وأفقدتها إنسانيتها.وهذا محض كذب وافتراء فإن الشرع شرع الضرب في حال نشوز المرأة على زوجها، والضرب لم يشرع مباشرة، بل جعل الله سبحانه خطوات تسبقه، وليس كما يظن بعض رجال اليوم، مجرد أن تتحدث المرأة أو تتصرف بما لا يعجبه يقوم بضربها، فالضرب يسبقه كما هو مبين بالآية السابقة العظة: أَيْ بِكِتَابِ اللَّه; أَيْ ذَكِّرُوهُنَّ مَا أَوْجَبَ اللَّه عَلَيْهِنَّ مِنْ حُسْن الصُّحْبَة وَجَمِيل الْعِشْرَة لِلزَّوْجِ, وَالِاعْتِرَاف بِالدَّرَجَةِ الَّتِي لَهُ عَلَيْهَا، ومن ثم يأتي الهجر بالمضاجع: اُهْجُرُوهُنَّ " مِنْ الْهِجْرَان, وَهُوَ الْبُعْد فَإِنَّ الزَّوْج إِذَا أَعْرَضَ عَنْ فِرَاشهَا فَإِنْ كَانَتْ مُحِبَّةً لِلزَّوْجِ فَذَلِكَ يَشُقُّ عَلَيْهَا فَتَرْجِعُ لِلصَّلَاحِ, وَإِنْ كَانَتْ مُبْغِضَةً فَيَظْهَر النُّشُوز مِنْهَا، فالله سبحانه وتعالى أَمَرَ الرجل أَنْ يَبْدَأ النِّسَاء بِالْمَوْعِظَةِ أَوَّلًا ثُمَّ بِالْهِجْرَانِ, فَإِنْ لَمْ يَنْجَعَا فَالضَّرْب; فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يُصْلِحُهَا لَهُ وَيَحْمِلهَا عَلَى تَوْفِيَة حَقّه. وَالضَّرْب فِي هَذِهِ الْآيَة هُوَ ضَرْب الْأَدَب غَيْر الْمُبَرِّح, وَهُوَ الَّذِي لَا يَكْسِر عَظْمًا وَلَا يَشِين جَارِحَة كَاللَّكْزَةِ وَنَحْوهَا; فَإِنَّ الْمَقْصُود مِنْهُ الصَّلَاح لَا غَيْر وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: (اضْرِبُوا النِّسَاء إِذَا عَصَيْنَكُمْ فِي مَعْرُوف ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح). قَالَ عَطَاء: قُلْت لِابْنِ عَبَّاس مَا الضَّرْب غَيْر الْمُبَرِّح؟ قَالَ بِالسِّوَاكِ وَنَحْوه.


والنشوز هو مخالفة أوامر الرجل ونواهيه، فيما يتعلق بالحياة الخاصة، وفيما يتعلق بأمور الزوجية فيما لا يغضب الله، ويندرج تحت دورها كزوجة وأم وربة بيت، فمثلا فإذا أمرها بإحضار الطعام له، أو بستر عورتها أمام الرجال الأجانب أو أمرها بالصلاة أو الصوم أو بأن تلبس لباسا أنيقا، ‎أو أن لا تفتح نافذة من النوافذ، ‎أو بأن لا تجلس على الشرفة، أو أن تغسل له ثيابه، ‎أو أن لا تخرج من بيته، أو غير ذلك مما يتعلق بالحياة الخاصة، أو ما يتعلق بأمور الزوجية، فإن الشرع أوجب عليها طاعته في ذلك، ‎فإذا عصته ولم تطعه، ‎كانت ناشزة وانطبق عليها حكم النشوز، فله في هذه الحالة أن يعاقبها، ‎ولا تجب عليه نفقتها ما دامت ناشزة. ‎

 

أما ما عدا ذلك، ‎فلا يعتبر نشوزا، ‎فما هو من الحياة العامة، وما هو ليس من شؤون الزوجية، ‎لا يدخل في النشوز.


فلا ننسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرر توصية الرجال بالنساء خيراً، فالمستقرئ للأحاديث النبوية في هذا الشأن يجدها كثيرة، حتى أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتواصي بالنساء في حجة الوداع حيث قال: اِتَّقُوا اللَّه فِي النِّسَاء فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّه وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّه وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَلَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح" وقال أيضاً: " أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْر ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتهنَّ وَطَعَامِهِنَّ، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام:" إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم "، والكثير من الأحاديث التي جاءت تحث على إكرام النساء وعدم الإجحاف بحقوقهن.


ونقول للغرب والسائرين في ركابه أن الإسلام كرم المرأة رغم أباطيلهم ضده وها هي الإحصائيات تبين عدد ضحايا الضرب والعنف الأسري عندهم وهم من يدعون المناداة بحقوق المرأة ففي واشنطن مثلا قالت جانيس مور، وهي منسقة في منظمة "الائتلاف الوطني ضد العنف الدولي"، إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد هائل، فالأزواج يضربون نساءهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة. مما يؤدي إلى دخول عشرات الآلاف منهن إلى المستشفيات للعلاج. وأضافت أن نوعية الإصابات تتراوح بين كدمات سوداء حول العينين، وكسور في العظام، وحروق وجروح وطعن بالسكين وجروح الطلقات النارية، وبين ضربات أخرى بالكراسي والسكاكين والقضبان المحماة.


وفي استطلاع نشرت نتائجه في بريطانيا شاركت فيه سبع آلاف امرأة: قالت 28% من المشاركات أنهن تعرضن لهجوم من أزواجهن أو شركائهن. ويفيد تقرير بريطاني آخر أن الزوج يضرب زوجته دون أن يكون هناك سبب يبرر الضرب، ويشكل هذا 77% من عمليات الضرب. وأكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك.

 

وفي فرنسا البلد التي تعتني بالموضة وأناقة المرأة ومظهرها تتعرض حوالي مليوني امرأة للضرب.

 

أما نيوزلندا وتبعاً لإحصائية رسمية لرصد العنف العائلي تبين أن تقريباً 300 ألف امرأة وطفل كانوا من ضحايا العنف العائلي.


وفي ألمانيا ذكرت دراسة ألمانية أن ما لا يقل عن مائة ألف امرأة تتعرض سنوياً لأعمال العنف الجسدي أو النفساني التي يمارسها الأزواج أو الشريك.


وفي كندا:3% من الزوجات صرحن بأنهن قد تم الاعتداء عليهن بشكل أو بآخر لمرة واحدة على الأقل منذ بلوغهن سن السادسة عشرة.


وفي النمسا:ـ في عام 1985 ذكر العنف المنزلي كعامل مساعد في فشل الزواج في 59% من 1500 قضية طلاق.


هذه بعض الإحصائيات التي تبين الهمجية التي يمارسها الرجل في الغرب ضد المرأة، هذه الهمجية لم تصدر من رجل بدوي ضد زوجته واضعة البرقع ولا من رجل أميّ يعيش في الأدغال، أو في القاع الضبابي للفقر... وإنما يمارسه رجال مثقفون يدعون التطور والرقي, تماماً كما رجال هوليود: بريقاً وثقافة ومواقع اجتماعية، على نساء مستضعفات مهما بدا من بريقهن، فهن لا يملكن بعد أن يعدن إلى بيوتهن إلا أن يكن عبدات العصا والإذلال والمهانة...!!


وكم سمعنا عن نساء أوروبيات دخلن الإسلام لأنهن وجدنه الدين الوحيد الذي فيه حفظ لكرامة المرأة ومهابتها، فها هي إمرأة إيطالية تـُخاطب الدكتور مصطفى السباعي قائلة: إنني أغبط المرأة المسلمة، وأتمنى أن لو كنت مولودة في بلادكم... ودخول الآلاف بل عشرات الآلاف من النساء أكبر دليل على هذا.


وفي الختام نقول، إن علاقة الزوج بزوجته ليست علاقة ندية أو إثبات وجود بل هي علاقة صحبة ومودة ورحمة، وإن نشزت المرأة كان لا بد من تأديبها ولكن ضمن خطوات معينه وضحناها في مداخلاتنا السابقة وبينا كيفية تنفيذ ذلك، فيجب على الرجال أن يتقوا الله بالمرأة والتي جعلها الله صاحبة وستار ولباسا له كما هو لها، فإن نشزت وأراد تأديبها يضربها ضرب مؤدب لا ضرب إهانة، أو ضرب سيد لعبده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد...." ومع ذلك فقد صح عن سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه ما ضرب امرأة من نسائه قط، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل".


لكن أعداء الإسلام انتهزوا فكرة تأديب النساء بالضرب أثناء نشوزهن، فراحوا يؤولون ويتباكون يروجون لأكاذيبهم ويبثون سمومهم في المجتمع، لا لقسوة في التشريع ولكن لمرض في نفوسهم الخبيثة. فليس بعد تشريع الله وأحكامه تشريع .

 


والحمد لله رب العالمين


مسلمة (أم صهيب)

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع