الإرهاب الأمريكي في أرض الشام ما هي نهايته الحلقة الثانية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
4- القلاقل السياسية، التي أحدثها موضوع طول المدة في الثورة، وتأثير ذلك على عملاء أمريكا من دول المنطقة وخاصة تركيا وإيران والعراق وحزب الله.. حيث بدأ التململ داخل المعارضة التركية ضد الحكومة بقيادة (الأحزاب اليسارية)، وبدأ توجيه النقد للحكومة بسبب تدخلاتها في سوريا وزاد هذا الأمر بعد عملية الريحانية داخل حدود تركيا، وأيضاً ما أحدثته الثورة السورية من تأثير على أحداث العراق، ومحاولات المناوئين لسياسات أمريكا خلع المالكي وزعزعة حكمه..
وفي إيران دعت أحزاب المعارضة إلى عدم تدخل إيران في الموضوع السوري، بسبب تأثير ذلك على الاقتصاد الإيراني، وفي لبنان خرجت أصوات عديدة داخل حزب الله وداخل لبنان، توجه انتقادات لاذعة إلى القيادة السياسية لحزب الله...
ففي 15-5-2013 صرح زعيم المعارضة التركية (كليتشدار أوغلو) لوسائل الإعلام التركية -أي بعد التفجيرات الأخيرة في مدينة الريحانية- فقال: (إن أردوغان هو المسئول عن التفجيرات بسبب مواقف حكومته تجاه الأزمة السورية، ووصف مقاتلي المعارضة السورية بـ«الإرهابيين»، متهماً الحكومة التركية بتسليحهم وإرسالهم إلى سوريا)، وفي الوقت نفسه اتهم (إردوغان) المعارضة التركية بأنها هي السبب فقال: (نحن نقف إلى جانب الضحايا، فعلى عكس حزب المعارضة واتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض بتحريض سكان الريحانية ضد اللاجئين السوريين لإجبارهم على مغادرة تركيا، وقال: (إن حزب الشعب الجمهوري وحزب التيار القومي لديهما مواقف متشابهة في هذا الإطار).
أما العراق؛ فقد صرح ( المالكي) أكثر من مرة بأن أحداث سوريا سيكون لها مردود سلبي على الدول المجاورة خاصة العراق، ففي خبر نقله تلفزيون الفرات العراقي 18-5-2013 (حذر رئيس الوزراء نوري المالكي من خطورة الأوضاع الجارية في المنطقة، مؤكدا استعداد العراق لوضع كل إمكاناتها من أجل إنجاح أي مجهود ينقذ سوريا من الوضع الحالي؛ جاء ذلك خلال لقائه وفدا من الكونغرس الأمريكي).
وفي 28/2/2013 حذر وزير الخارجية الألماني الأسبق (يوشكا فيشر)، في تصريح له لإحدى وكالات الأنباء الألمانية نشرته: (صحيفة "سوددويتشيه تزايتونغ" الألمانية: (بأن سوريا تتجه إلى حرب أهلية طاحنة، محذرا من تداعياتها على جيرانها وعلى رأسهم الأردن والعراق ولبنان).
وفي دراسة موضوعية أجرتها مجلة السياسة الكويتية في11/2/2013 جاء فيها -نقلا عن مسئولين وسياسيين من عدة دول: (وزير خارجية تركيا سابقا (شكري الك داغ) قال: (إن الأزمة السورية ستنتقل بلا شك إلى العراق وقد لا تتوقف عنده, انفرد برأيه أنور اويمن وزير خارجية تركيا سابقا قائلاً: إن الأزمة السورية لن تؤثر على سورية ولبنان فقط، بل سوف تنتقل إلى جميع الدول المجاورة..."، ورأى (برهان غليون) -رئيس المجلس الوطني السوري المعارض سابقا- إن المالكي وحسن نصر الله لا يفعلان إلا تكرار ما يفعله الأسد مع شعبه، من جانبها قالت النائبة العراقية (ندى الجبوري): (حسب المؤشرات في سورية؛ فإن تداعيات الأزمة سوف تنتقل إلى العراق ولبنان وحتى إلى الأردن..)، في حين قال د. (غازي فيصل حسين) -سفير العراق في باريس سابقا: (إن الصراع الراهن على السلطة في سورية، يمثل امتدادا لأزمات النظم السياسية في لبنان والعراق).
5- الأمر الخامس الذي دعا أمريكا للإسراع في الحل السياسي هو ما يتعلق بالداخل الأمريكي نفسه والكونغرس، وموقفه تجاه الثورة، ودعوة القيادة السياسية لعدم التورط في الموضوع السوري، كما جرى في أفغانستان والعراق سابقا ففي تحليل إخباري عن صحيفة هآرتس اليهودية 29-3-2013 جاء فيه: (أوباما لا يريد أن يجتذب إلى حرب سورية نهايتها وتأثيراتها غير قابلة للتوقع، عليه أن يفكر بميزان المصالح بأسره، فالمصداقية والردع موضوعان في كفة، وسلم الأولويات في السنوات الثلاث التالية لإدارته؛ (الميزانية، التناسب بين الخارج والداخل)، في الكفة الأخرى...)، وفي دراسة أصدرها مركز التقدم الأمريكي (مركز دراسات واشنطن) للكاتب (لورانس كروب) مقالاً نشره في موقع (ذي ناشيونال إنترست) في آذار 2013 جاء فيه: (.. إن آخر شيء تحتاجه الولايات المتحدة هو أن تندفع بتهور إلى حرب كارثية أخرى مثل حرب فيتنام أو العراق، خصوصاً أن الغموض يلف الأدلة بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وأن وجود تهديد لأمننا أمر مشكوك فيه. وحتى تدخل عسكري محدود ينطوي على مخاطر، وشن هجوم على سوريا لن يكون ضرورة، وإنما سيمثل حرباً اختيارية. ولهذا يجب النظر فيه فقط بعد حسابات إستراتيجية دقيقة، وبمشاركة الكونغرس وحلفائنا، والأمم المتحدة. ومن الواضح أننا لم نتخذ بعد أياً من هذه الخطوات التحضيرية).
6- وأيضاً ما يتعلق بالصراع الدولي على سوريا وخاصة من قبل فرنسا وبريطانيا.. فقد عقدت بريطانيا عدة مؤتمرات للمعارضة السورية كان آخرها في لندن؛ فقد ذكر وزبر خارجية بريطاني (وليام هيغ) في 9-1-2013 (...بريطانيا ستستضيف اجتماعا دوليا، للترتيب للفترة التي ستعقب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد "المحتوم".، كل هذه الأمور جعلت أمريكا تفكر جدياً في المسارعة بإنهاء الوضع داخل سوريا حتى لو اضطرت في النهاية إلى عقد مؤتمر دولي، ومشاركة دول المنطقة بهذا الحل؛ لأن الوضع لم يعد يحتمل التأخير أكثر من هذا.. والحقيقة أن فرنسا وبريطانيا تعملان على زعزعة النفوذ الأمريكي، وربط المأساة السورية بأمريكا بطريقة مبطنة وهذا ما ذكره (بسام جعارة)؛ الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، في لقاء مع محطة العربية13/2/2013 حيث قال: (أمريكا هي عدوة الشعب السوري الأولى وهي المسئولة عن كل ما يجري هناك...)، فالأعمال التي تجري في العراق ضد المالكي لها ارتباط بالموضوع السوري كما ذكرنا ولعملاء أوروبا داخل العراق أيدٍ في ذلك، أيضا ما يجري في تركيا ولا يستبعد أن يكون هناك أيدٍ تابعةٌ لأحزاب سياسية في الداخل التركي مرتبطة بالدول الأوروبية قد نفذت عملية الريحانية لإحراج الحكومة التركية وبالتالي عرقلة مشاريع أمريكا.
فما هي الأعمال التي تقوم بها أمريكا للإسراع في إنهاء الوضع داخل سوريا لصالحها ولا يخرج عن السيطرة؟!
إن أمريكا تسير في أكثر من اتجاه الآن من أجل إنهاء الأزمة السورية بحيث لا تخرج عن سيطرة عمالتها وولائها السياسي، وفي الوقت نفسه تبقى ضمن دائرة السيطرة، ولا تتسبب بالتورط الأمريكي (في أفغانستان أو عراق جديدة)، من هذه الأعمال والسياسات التي تسير فيها أمريكا:-
1- إطلاق يد النظام بممارسة أقسى أنواع البطش ضد الثوار وضد المدنيين، حتى إذا طرح أي خيار سياسي مستقبلاً يلقى قبولاً في أوساط الناس، والسياسيين والمعارضة، وهذا الأمر ملاحظ من خلال زيادة عدد المذابح والتدمير للقرى والمدن، واستخدام الأسلحة الفتاكة، وهذا الأمر واضح من خلال الأعمال الإجرامية التي زادت ضراوتها على المواطنين العزل، وما جرى كذلك من الدعم المباشر من قبل حزب الله وإيران بشكل لافت للنظر، وهذا الأمر يتفق مع ما حذر منه الأخضر الإبراهيمي-المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا- بطريقة مبطّنة؛ حيث ذكر في تصريح بتاريخ 30-12-2012 لقناة (سي إن إن) الأمريكية أن الأزمة السورية أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما التوصل إلى حل سياسي يرضي طموحات الشعب السوري، وإما مواجهة الجحيم، الذي قد يؤدي بحياة مئات الآلاف.. وقال هذا المبعوث الدولي في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في العاصمة المصرية القاهرة، إن الوضع في سوريا سيئ جداً ويتفاقم، وإنه إذا كان الصراع في سوريا قد أدى إلى الآن، إلى مقتل 50 ألفاً، فإن استمرار الصراع لمدة عامين قادمين، سيؤدى إلى مقتل 200 ألف آخرين!!..
2- تهيئة الأمور سياسياً عن طريق ترتيب أوراق المعارضة في الائتلاف السوري، وترتيب الأمر مع الدول المجاورة، ومن خلال المجتمع الدولي لإيجاد حكومة انتقالية على أرض الواقع، في مناطق معينة داخل سوريا تمهد للانتقال شيئاً فشيئاً حسب الخطة السياسية التي يجري الاتفاق عليها مع الأطراف السياسية وبتأييد من المجتمع الدولي؛ وهذا ما ذكره أكثر من مسئول أمريكي فقد صرح السفير الأمريكي في سوريا سابقا (روبيرت فورد) في مقابلة لقناة العربية في 17/5/2013: (نتمنى على الوفود السورية وبمساعدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن توافق على كيفية تأسيس حكومة انتقالية جديدة، انتقالية مع وجوه جديدة في رأينا، لا يمكن لبشار الأسد أن يشارك في هذه الحكومة الانتقالية، ولكن في نهاية المطاف، يبقى الموضوع (خاضعا) للنقاش بين السوريين وليس قرارا أميركيا، وجهة نظرنا واضحة منذ عامين؛ ندعم فكرة أن الحكومة الانتقالية يجب أن تكون لديها الصلاحيات كاملة وخصوصا في الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية.."
يتبع....
حمد طبيب