الأحد، 20 صَفر 1446هـ| 2024/08/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

لماذا حزب التحرير ح13 النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة للمشكلة الاقتصادية

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين.


أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم مستمعينا الكرام، مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، وحضورنا الأفاضل، حضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات:


لماذا حزب التحرير؟


إنه صاحب النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة،


وحلقة اليوم عن النظرة الصحيحة إلى المشكلة الاقتصادية.


للمالِ أهميةٌ في حياةِ الإنسانِ، فهو أساسُ تقديرِ السلعِ والمنافعِ والخدمات، ونظراً لهذهِ الأهميةِ، ولأنَّ الإنسانَ عاجزٌ بعقلِهِ أن يحسِّنَ أو يقبِّح، ولا أن يحلِّلَ أو يحرمَ، ولكونِ الحكمِ والتشريعِ الذي لا يملكُهُ الإنسانُ لكونِهِ لا بد أن يكونَ من عندِ اللهِ تعالى، فقد تفرعَ عن العقيدةِ الإسلاميةِ النظامُ الاقتصاديُّ، وأنزلَ الله سبحانَه وتعالى أحكامَ هذا النظامِ؛ كغيرِهِ من الأنظمةِ، على رسولِهِ صلى الله عليه وسلمَ، وبلَّغنا إياه، فجزاه الله عنا وعن الأمةِ خيرَ ما جزى نبياً عن أمته.


ولكنّ الذي لا يقلُّ أهميةً عن الأحكامِ التشريعيةِ الاقتصاديةِ أو غيرِها، هو النظرةُ، أي المفاهيمُ المبنيةُ على العقيدةِ، التي تحدِّدُ للإنسانَ نظرَتَه في الحياةِ، وهذه المفاهيمُ حتى تكونَ شرعيةً لا بدَّ من بنائِها على العقيدةِ الإسلامية.


وحتى لا يلتبسَ الأمرُ على السامعِ والقارئِ، فإنَّ المفهومَ أصلُهُ فكرةٌ، والفكرةُ حكمٌ على واقع، أما الحكمُ الشرعيُّ فهو معالجةٌ لواقع، فتحليلُ شيءٍ أو تحريمُهُ هو تحديدُ موقفٍ تجاهَ ذلك الشيءِ، ومعالجةٌ لسلوكِ الإنسانِ تجاهَه. أما الفكرةُ فهي الحكمُ على الواقعِ، فالقولُ إنَّ الكونَ والإنسانَ والحياةَ مخلوقاتٌ للخالقِ سبحانَه فكرةٌ، أي حكمٌ على واقعِ الكونِ والإنسانِ والحياةِ بكونها مخلوقات لخالقٍ.


والفكرةُ تتحولُ إلى مفهومٍ في ذهنِ حاملِها إذا أدركَها وصدّقَها.


ونعودُ إلى المفهومِ الصحيحِ، والنظرةِ الصحيحةِ إلى المشكلةِ الاقتصاديةِ.


فقد استنبطَ حزبُ التحريرِ بنظرتِهِ الثاقبةِ إلى الواقعِ، وباستقرائِهِ نصوصَ الشرعِ؛ استنبطَ النظرةَ الصحيحةَ للمشكلةِ الاقتصاديةِ، فالمشكلةُ الاقتصاديةُ في الإسلامِ تكمُنُ في سوءِ توزيعِ الثروةِ، وليس في عدمِ كفايتِها لحاجاتِ البشرِ الموجودين على الأرضِ في وقتٍ ما، خلافاً للمبدأِ الرأسماليِّ النابعِ من عقولٍ بشريةٍ، أبرزُ صفاتِها التناقضُ والتفاوتُ والاختلافُ والتأثرُ بالبيئةِ، فجرَّ على من يعتنقُهُ، وعلى من يُطَبَّقُ عليهِ الشقاءَ والويلاتِ والثبورَ، وها هيَ البشريةُ تعانيْ من ويلاتِ النظامِ الاقتصاديِّ الرأسماليِّ، الذي نظرَ إلى المشكلةِ الاقتصاديةِ على أنها عدمُ كفايةِ المواردِ والثرواتِ لحاجاتِ البشرِ، ونتجَ عن هذهِ النظرةِ العقيمةِ أنْ أفرطوا في الإنتاجِ واستخراج المواردِ والثرواتِ، والصناعةِ والتجارةِ، والتقدمِ التقنيِّ، لكنهم لم يحلُّوا المشكلةَ الاقتصاديةَ، فهم لِخَطَلِهم وخَطَلِ تفكيرِهم جعلوا جهازَ الثمنِ هو المتحكم في توزيعِ الثروةِ، فمن لا يملكْ الثمنَ فليَمُتْ جوعاً أو مرضاً أو عُرياً وتشرُّداً، فما فائدةُ فيضانِ الموادِّ في السوقِ مع عدمِ تمكّنِ كثيرٍ ممن يحتاجونَ إليها من الحصولِ عليها؟؟


قلنا إن النظرةَ الإسلاميةَ الصحيحةَ للمشكلةِ الاقتصاديةِ هي في سوءِ توزيعِ الثروةِ بين الناسِ، وقد استنبطَ حزبُ التحريرِ هذهِ النظرةَ الصحيحةَ من النصوصِ الشرعيةِ، منها قوله سبحانه وتعالى في سورةِ فصّلتْ عن الأرض: (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا)، فأقواتُ الأرضِ في كل مرحلةٍ زمنيةٍ تكفيْ الناسَ الموجودينَ على الأرضِ في تلك المرحلةِ، فالمسألةُ ليست مسألةَ كفايةِ، بل المسألةُ مسألةُ توزيعٍ، وتمكينِ كل إنسانٍ من البشرِ من الحصولِ على حاجاتِهِ الأساسيةِ، فإن عجزَ عنها تولّت التشريعاتُ مسألةَ كفايتِهِ بأحكامٍ شرعيةٍ.


وتأكيداً لصحةِ هذهِ النظرةِ يجدُ الناظرُ لأحكامِ الشرعِ المتعلقةِ بالنظامِ الاقتصاديِّ يجدُها تتعلقُ بعدالةِ توزيعِ الثروةِ بين الناسِ، وتحقيقِ الحدِّ الأدنى من العيشِ والحاجاتِ الأساسيةِ لكلِّ فردٍ من أفرادِ الرعيةِ، بوصفِهِ إنساناً لديهِ حاجاتٌ عضويةٌ وغرائزُ تتطلبُ الإشباعَ، بغضِّ النظرِ عن جنسِهِ أو دينِهِ أو لونِهِ أو غيرِ ذلك، وقليلاً ما تتعرضُ الأحكامُ الشرعيةُ إلى مسألةِ الإنتاجِ وكثرةِ المواردِ وقلّتها، معَ أنَّ اللهَ تعالى مَنَّ على الناسِ أن أنعمَ عليهم بكلٍّ ما يحتاجونَه في حياتِهِم الدنيا، وسخّرَ لهم ما في السموات والأرضِ: (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا)، (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ)، (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ).


حزبُ التحريرِ صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ إلى الواقعِ استنبطَ مفاهيمَ النظامِ الاقتصاديِّ، وأحكامَ النظامِ الاقتصاديِّ الشرعيةَ، نظّمَ كلَّ ذلك في كتابِهِ: (النظامُ الاقتصاديُّ في الإسلامِ) واستنبطَ نظرةَ الإسلامِ الصحيحةَ إلى المشكلةِ الاقتصاديةِ، ونقضَ نظرةَ المبادئِ الأخرى إلى المشكلةِ الاقتصاديةِ، وبيّنَ في هذا الكتابِ المفاهيمَ الاقتصاديةَ الصحيحةَ، والأحكامَ الشرعيةَ التي تعالجُ المشاكلَ الاقتصاديةَ عند الناسِ، أوليسَ هو الأولى بأنْ يحكمَ الناسَ بهذا النظامِ، وغيرِهِ من أنظمةِ الحياةِ المستنبطةِ أحكامُها من النصوصِ الشرعيةِ استنباطاً صحيحاً، بقيادةِ أميرِهِ عطاءِ بنِ خليلٍ أبو الرشتةَ، مع خِيرةِ الشبابِ والشابّاتِ الذينَ تشبّعوا هذه الثقافةَ، ووعَوْا هذه الأنظمةَ والمفاهيمَ والأحكامَ الشرعيةَ؟؟

 

فهل عرفت الأمةُ لماذا حزبُ التحرير؟


إنه صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ

 

اللهم نصرَك الذي وعدتَ لهذه الأمة، اللهم مكّن لهذه الأمة في الأرضِ على الأيدي المتوضئة من شباب حزب التحرير وشاباته، واعينَ على أحكامِ الإسلامِ، حاملينَ الأفكارَ العظيمةَ لإنهاضِ الأمةِ وإسعادِ البشريةِ، وعلى يد أميره عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه، وثبته على الحق واعياً عليهِ، صاحبِ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ، وانصره نصراً مؤزراً.


==========


قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلْقة من حَلَقات:


لماذا حزبُ التحرير؟


هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير.


وقاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع