الأحد، 20 صَفر 1446هـ| 2024/08/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

لماذا حزب التحرير ح15 النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة سياسة التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين.


أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم احبتنا الكرام، مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، وحضورنا الأفاضل، حضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات:


لماذا حزب التحرير؟


إنه صاحب النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة،


وحلقة اليوم عن سياسة التعليم.


ورد في مشروع دستور دولة الخلافة القادمة قريباً بإذن الله المادتان:


(المادة 170 -  يجب أن يكون الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية، فتوضع مواد الدراسة وطرق التدريس جميعها على الوجه الذي لا يحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس.


المادة 171 -  سياسة التعليم هي تكوين العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، فتوضع جميع مواد الدراسة التي يراد تدريسها على أساس هذه السياسة).


هاتان المادتان مع غيرهما من المواد الأخرى وردتا تحت بند (سياسة التعليم) في مشروع دستور دولة الخلافة القادمة قريباً بإذن الله، ففي هاتين المادتين أساس النظام التعليمي في دولة الإسلام، قيامُ مناهج التعليم على العقيدة الإسلامية، فتكون جميع مواد الدراسة في الدولة قائمة على العقيدة الإسلامية، وكذلك طرق التدريس، فلا يسمحُ فيهما بأي خروجٍ عن العقيدة الإسلامية أو مخالفة لها، بل لا يسمحُ بأي شيءٍ غيرِ مبنيٍّ على هذه العقيدةِ أن يكون في مناهج التعليم أو طرق التدريس، وسياسة التعليم في دولة الخلافة تنتجُ الشخصيةَ الإسلاميةَ، ذاتَ العقليةِ الإسلاميةِ، والنفسيةِ الإسلامية، إذْ إنَّ المكوِّنينِ الوحيدينِ لشخصيةِ الإنسان هما عقليتُهُ ونفسيتُه.


والعقليةُ كما وردت في كتاب الشخصية الإسلامية الجزء الأول: (فالعقلية هي الكيفية التي يجري عليها عقلُ الشيء، أي إدراكه. وبعبارة أخرى هي الكيفية التي يربط فيها الواقع بالمعلومات، أو المعلومات بالواقع بقياسها على قاعدة واحدة أو قواعد معينة. ومن هنا يأتي اختلاف العقليات كالعقلية الإسلامية، والعقلية الشيوعية، والعقلية الرأسمالية، والعقلية الفوضوية، والعقلية الرتيبة).


والنفسيةُ كما وردت في الكتاب المذكور: (هي الكيفية التي يجري عليها إشباع الغرائز والحاجات العضوية. وبعبارة أخرى هي الكيفية التي تربط فيها دوافع الإشباع بالمفاهيم. فهي مزيج من الارتباط الحتمي الذي يجري طبيعياً في داخل الإنسان بين دوافعه والمفاهيم الموجودة لديه عن الأشياء مربوطة بمفاهيمه عن الحياة).


فالمهمةُ الكبرى لسياسة التعليم هي إنشاءُ الشخصياتِ الإسلاميةِ، التي تجعلُ العقيدةَ الإسلاميةَ أساساً لتفكيرِها، وقاعدةً لمفاهيمِها التي تحملُها عن الحياةِ، فتنبني جميعُ المفاهيم لدى هذه الشخصية على العقيدة الإسلامية، ذاتِ الأساسِ الواحدِ المتجانسِ، غيرِ المضطربِ ولا المتفاوتِ ولا المتناقضِ، تسيرُ في هذه الحياةِ الدنيا في دربٍ منيرٍ، وتتمتع بأكبرِ قدرٍ ممكنٍ من وضوحِ الرؤيةِ، وتحدّدُ موقفَها الصحيحَ من كل ما يقعُ عليه الحِسُّ، مبنياً على العقيدةِ الإسلامية، فتتفجّرُ الطاقاتُ الإبداعيةُ لدى هذه الشخصية، وتنطلقُ في هذه الحياةِ الدنيا في طريق النموِّ والارتقاء كما قالَ النابغةُ الجعديُّ بحضرةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:


بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا


فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إلى أينَ المظهرُ يا أبا ليلى؟)، فقال: الجنة.


وهذه الشخصياتُ التي تنتجُها سياسةُ التعليمِ المشارُ إليها أعلاه، تتمتّعُ بنفسيةٍ إسلامية، تمتزجُ لديها الطاقةُ الحيويةُ بالمفاهيمِ الصحيحةِ، فتسيرُ في إشباعِ حاجاتِها العضويةِ وغرائزِها بحسب الأحكامِ الشرعيةِ، وتمتزجُ المشاعرُ بالمفاهيمِ الصحيحةِ، فيتحقَّقُ لديها القدرُ الأكبرُ من الطمأنينةِ والراحةِ والسكينةِ، وتتحركُ دوافعُ الإشباعِ لديها متفقةً مع المفاهيمِ التي تحملُها هذه الشخصية، فلا يثورُ لديها شعورٌ إلا منسجماً مع المفهومِ الصحيحِ، فلا تقعُ في فوضى الغرائزِ، ولا تجدُ أثراً للكبتِ أو الامتناعِ عن إشباعِ دافعٍ يثورُ بغيرِ سيطرةٍ، فلا تعاني المشاكلَ الناتجةَ عن القلقِ والتوترِ والاضطرابِ النفسيِّ، ذلك أنها تنتظرُ ما هو أكبرُ كما قال النابغةُ الجعديُّ.


وعليه فإنَّ هذا الأساسَ للتعليم الذي هو العقيدةُ الإسلاميةُ هو الأساسُ الوحيدُ الصحيحُ، وهو الأساسُ المتينُ، وهذه السياسةُ، سياسةُ التعليم، التي تقوم على تكوين الشخصيةِ الإسلامية بشقيها: العقليةِ والنفسيةِ، هي السياسةُ الصحيحةُ لإقامةِ مناهجِ التعليمِ عليها، بما يتناسبُ مع انتماء هذه الأمةِ لعقيدتِها ودينِها، وطاعتِها لربها سبحانه، وطاعتِها لرسولِه صلى الله عليه وسلم.


أوليسَ هذا الحزبُ؛ صاحبُ المفاهيمِ الإسلاميةِ العظيمةِ الراقيةِ؛ أوليسَ الأولى أن يقودَ الناسَ إلى طريقِ سعادتِهم، ورضوانِ ربهم، والفوزِ في الآخرةِ، وأن يحكمَ الناسَ بقيادةِ أميرِهِ العالمِ الجليلِ عطاءِ بن خليلٍ أبو الرشتةَ، وخيرةِ الشبابِ والشابّات الذين حملوا هذه المفاهيمَ الراقيةَ معه؟


فهل عرفت الأمةُ لماذا حزبُ التحرير؟


إنه صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ

 

اللهم نصرَك الذي وعدتَ لهذه الأمة، اللهم مكّن لهذه الأمة في الأرضِ على الأيدي المتوضئة من شباب حزب التحرير وشاباته، واعينَ على أحكامِ الإسلامِ، حاملينَ الأفكارَ العظيمةَ لإنهاضِ الأمةِ وإسعادِ البشريةِ، وعلى يد أميره عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه، وثبته على الحق واعياً عليهِ، صاحبِ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ، وانصره نصراً مؤزراً.


==========


قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلْقة من حَلَقات:


لماذا حزبُ التحرير؟


هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير


وقاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع