الأحد، 20 صَفر 1446هـ| 2024/08/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

لماذا حزب التحرير ح22 النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة التفكير

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين.


أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم احبتنا الكرام، وحضورنا الأفاضل، حضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات:


لماذا حزب التحرير؟


إنه صاحب النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة،


وحلقة اليوم عن التفكير


موضوع التفكير من أهم الموضوعات التي حاز فيها حزبُ التحرير قصَبَ السبق، ليس من جهة أنه بحثه، بل بحثه الكثيرون قبله وبعده، بل من جهة طريقته في البحث، ونظرته الصحيحة لواقع التفكير.


إن التعريف الصحيح للتفكير كما وضعه حزب التحرير هو: نقل الواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ وربطه بالمعلومات السابقة ثم تفسير الواقع والحكم عليه. هذا التعريف هو التعريف الصحيح المطابقُ لواقع التفكير، إضافة إلى أنه تعريفٌ جامعٌ مانعٌ، بخلاف التعريفات الأخرى، السابقةِ واللاحقةِ، فمنها ما هو ليس بجامعٍ، ومنها ما هو ليس بمانع، ومنها ما حام حولَ حمى التفكير ولم يقع فيه، ومنها ما وصف نشاطاً من أنشطة الدماغ، فليس من تعريف دقيق جامع مانعٍ للتفكير إلا تعريف حزب التحرير كما ورد في كتاب التفكير، وكتبٍ أخرى له، حيث صارَ هذا التعريف جزءاً من ثقافةِ حزبِ التحريرِ، بل أساساً من أسسه في أي بحث.


إن هذا التعريف يشترط وجودَ أربعةِ أركانٍ لعمليةِ التفكير، وهي: الواقع (موضع التفكير)، الحواس (لنقل الواقع إلى الدماغ)، الدماغ الصالح للربط، المعلومات السابقة، وتتم عملية التفكير بربط الواقع المنقول بالحواس إلى الدماغ مع المعلومات السابقة لتفسير الواقع بناء على ما لدى الإنسان من معلومات سابقة، وبدونها لا تتم عملية التفكير، بل بدون أي ركن من الأركان الأربعة لا تتم عملية التفكير.


وبهذا التعريف عُرِفت حدودُ العقلِ البشري، فلا يستطيع أن يفكّرَ في ما لا يقعُ عليه الحس، فلا يستطيع التفكير في الغيبيات إلا بمقدار الخبر الذي ورد فيها، ولا يستطيع التفكير بدون معلومات سابقةٍ، ومن هنا وجدنا آدمَ عليه السلام قد جاءته المعلومات السابقة ممن خلقه، فليس له من أب ولا أم يتعلم منهم، قال سبحانه وتعالى: (وعلم آدمَ الأسماءَ كلَّها)، ولا يستطيع الإنسانُ التفكيرَ في غيرِ واقع، وإنما تكون محاولاتُه خيالاً.


وقسّمَ حزبُ التحرير التفكير إلى أنواع ثلاثة من حيث مستوى التفكير، التفكيرُ السطحي، والتفكير العميق، والتفكير المستنير. ومع عدم جدوى التفكير السطحي إلا أنه واقعٌ محسوس عند بعض الناس. والتفكير العميق تفكيرُ العلماء والباحثين، أما التفكير المستنير فهو تفكير الساسةِ، وهو التفكيرُ اللازمُ لحلِّ العقدةِ الكبرى، لاقتضائه ربطَ الواقع بما حولَه، وليس مجرد التعمقِ فيه.


وفصّلَ حزبُ التحرير في عشرةِ أنواع من التفكير من جهة الموضوع، وفصّلَ في لوازمِ كلِّ نوع، فمنها التفكير السياسي، والتفكير التشريعي، والتفكير الأدبي، والتفكير بالعيش...


وفرّقَ بين طرقِ التفكير، فذكر الطريقة العلميةَ، والطريقةَ المنطقيةَ، وسمات كلٍّ منهما، وموضعَ استخدامِ كلٍّ منهما، وأنّ الطريقةَ العقليةَ هي أمُّ طرقِ التفكير.


وعرّفَ حزبُ التحرير الفكرةَ، والمفهومَ، وشرحَ كيفيةَ تحويلِ الفكرةِ في ذهنِ حاملها إلى مفهوم، وأن ما يتحكمُ في سلوكِ الإنسانِ وميولِه إنما هو المفاهيم، أما الأفكار التي يحملها فإنما هي معلومات مختزنة في ذهن صاحبها.


لقد تربّى شبابُ حزبُ التحريرِ وشابّاتُه على هذه المفاهيم، فتجدهم جميعاً ينطلقون من أساس واحدٍ، وبكيفيةِ بحثٍ واحدةٍ، ويصلون إلى نتيجةٍ واحدةٍ.. إنها وحدةُ الفكرِ والشعورِ.


لقد أثمرَ تعريفُ التفكيرِ هذا، وبحثُ التفكيرِ بهذه الكيفيةِ أثمرَ معرفةَ ما يبحثُ بالعقلِ وما لا يملكُ العقلُ بحثَه، وأثمرَ معرفةَ طريقةِ البحثِ اللازمةِ لأيِّ موضوعٍ، وأثمرَ كيفيةً معينةً لبحث أي موضوعٍ، فكانت النتائجُ صحيحةً دقيقةً، مطابقةً لواقعها، مما أكسبَ شبابَ حزبِ التحريرِ وشابّاتِه مصداقيةً بين الناس، وثباتاً على الحق، وتضحيةً في سبيله، ورضواناً من اللهِ أكبر.

 

أوليسَ هذا الحزبُ العظيم؛ صاحبُ المفاهيمِ الإسلاميةِ العظيمةِ الراقيةِ؛ أوليسَ الأولى أن يقودَ الناسَ كلَّ الناسِ، المسلمَ منهم وغيرَ المسلم، إلى طريقِ سعادتِهم، ورضوانِ ربهم، والفوزِ في الآخرةِ، وأن يحكمَ الناسَ بقيادةِ أميرِهِ العالمِ الجليلِ عطاءِ بن خليلٍ أبو الرشتةَ، وبمعاونة خيرةِ الشبابِ والشابّات الذين حملوا هذه المفاهيمَ الراقيةَ معه؟


فهل عرفت الأمةُ لماذا حزبُ التحرير؟


إنه صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ.

 

اللهم نصرَك الذي وعدتَ لهذه الأمة، اللهم مكّن لهذه الأمة في الأرضِ على الأيدي المتوضئة من شباب حزب التحرير وشاباته، واعينَ على أحكامِ الإسلامِ، حاملينَ الأفكارَ العظيمةَ لإنهاضِ الأمةِ وإسعادِ البشريةِ، وعلى يد أميره عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه، وثبته على الحق واعياً عليهِ، صاحبِ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ، وانصره نصراً مؤزراً.


==========


قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلْقة من حَلَقات:


لماذا حزبُ التحرير؟


هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير


وقاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع