الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".


حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد حدثنا أبو خالد الأحمر قال: سمعت مجالدا يذكر عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال: هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله".


قوله: ( هذا سبيل الله ) أي مثل سبيله الموصلة إليه المقربة السالك فيها، المراد بها الدين القويم والصراط المستقيم، وبتلاوة الآية بين لهم أن باقي الخطوط مثل للسبيل المعوقة عنه، والمطلوب بالتمثيل توضيح حال الدين وحال السالك فيه وأنه لا ينبغي له أدنى ميل عنه، فإنه بأدنى ميل يقع في سبيل الضلال لقربها واشتباهها والله تعالى أعلم.


لقد مثّل الرسول الكريم- صلوات ربي وسلامه عليه- للصحابة ولنا من بعدهم بهذه الخطوط الواردة في الحديث، ليبين لنا بشكل واضح لا لُبس فيه سبيل الله وسُبل الشيطان، فسبيل الله سبحانه وتعالى سبيل واحد، يعرفه كل مسلم، المتعلم والعامي، والفقيه وغير الفقيه، فهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.


أما سُبل الشيطان فهي كثيرة جدا. صدقت يا حبيبي يا رسول الله، فنحن نرى ما ذكرته قبل أكثر من ألفٍ وأربعمِائةٍ سنة اليوم بأعيننا، فالرأسمالية سبيل الشيطان، والشيوعية سبيل الشيطان، والقومية سبيل الشيطان، والديمقراطية سبيل الشيطان، والدولة المدنية سبيل الشيطان، والدولة العلمانية سبيل الشيطان، والدولة التكنقراطية سبيل الشيطان، والبرغماتية سبيل الشيطان، والقبول بالمجالس التشريعية سبيل الشيطان، والرضى بحدود سايكس بيكو سبيل الشيطان، والقبول ببقاء المسجد الأقصى تحت حراب يهود والمصالحة معهم وقبول وجودهم سبيل الشيطان، والسكوت على ما يفعله النطام السوري المجرم بالمسلمين في الشام سبيل الشيطان، والقبول بحكام المسلمين وقد باعوا البلاد والعباد للمستعمر سبيل الشيطان،... وبالجملة الرضا والاطمئنان والقبول بأن تحكم الأمة قاطبة بغير ما أنزل الله سبحانه سبيل الشيطان؛ بل وعدم العمل مع العاملين لإعادة حكم الله في الأرض سبيل الشيطان.


أيها المسلمون:


أرأيتم لماذا أصبح حالكم بغيضا بئيسا؟ أرأيتم لماذا سيطر الكفار على بلادكم وعلى ثرواتكم؟ أرأيتم لماذا صرتم في ذيل الأمم بعدما كانت تدور معكم حيث درتم؟ ها قد عدتم أدراجكم، إلى الجاهلية المقيتة بعدما أخرجكم الإسلام منها أربعة عشر قرنا من الزمان. ألم يخاطبكم ربكم بقوله سبحانه وتعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"؟ ألم يخاطبكم رسولكم الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقوله: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجذ"؟


أيها المسلمون:

 

عودوا إلى سبيلكم الواضح، عودوا إلى إسلامكم الناصع، عودوا إلى رسولكم الناصح، وكفاكم ما كان، فلعمري لا حياة لكم إلا بذلك، ولا يكون الخلاص من هذه الجاهلية إلا بما خلصت به الجاهلية الأولى، ألا وهو الدولة الإسلامية، التي طبقت شرع الله ورعت العباد رعاية لم يشهد لها التاريخ مثيلا.


اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 



كتبه للإذاعة: أبو مريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع