الأحد، 20 صَفر 1446هـ| 2024/08/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

من أروقة الصحافة أميركا تنفض يديها من مجلس الأمن في أزمة سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أعلنت الولايات المتحدة أنها تخلت عن محاولة العمل مع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، واتهمت روسيا باتخاذ المجلس رهينة والسماح لحلفاء موسكو في سوريا باستخدام الغاز السام ضد أطفال أبرياء، بحسب تقرير إخباري الجمعة.


ولم تترك تصريحات السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سمانثا باور، شكا في أن واشنطن لن تسعى لنيل موافقة المنظمة الدولية على ضربة عسكرية ضد سوريا، ردا على هجوم كيماوي يوم 21 أغسطس/آب قرب دمشق.


================


منذ أن بدأت ثورة الشام الكاشفة المباركة قبل عامين ونصف، وأمريكا تتمترس خلف الموقف الروسي متذرعة بالفيتو الروسي ضد أي قرار قد يدين النظام السوري، حيث كانت أوروبا قد قدمت عدة مشاريع إدانة للنظام، تكللت بالفشل دوما بسبب التعنت الروسي الصيني في تمرير أي قرار من ذلك النوع.


وقد عملت أمريكا طوال تلك المدة على عرقلة أي مجهود دولي أوروبي أو عربي قد يؤثر في اتخاذ أي قرار ضد النظام الحاكم، فسخرت جميع أدواتها لتكون تلك الأدوات هي العنوان الوحيد لأي تحرك، كي لا ينجح أي عمل سياسي دولي متعلق بهذا الملف خارج نطاق الأمم المتحدة، وكذلك منع أي تحرك إقليمي خارج نطاق الجامعة العربية وربطها مباشرة بالتنسيق الدائم مع الأمم المتحدة سواء بالمبادرات السياسية أو بالمبعوثين الدوليين أو فرق المراقبة، فكانت الأمم المتحدة والجامعة العربية وإفرازاتهما مسخرات تماما لتقويض أي مسعى يخالف مصالح أمريكا ونظرتها للحل في سوريا بما يخدم هيمنتها السياسية على نظام الحكم.


وبالطبع فلم تكن مساعي أوروبا وعملائها من حكام المنطقة إلا محاولة بائسة للتدخل في الشأن السوري بما يخدم المصالح الاستعمارية الأوروبية والتنافس مع أمريكا في بعض الملفات الساخنة، إلا أنها جميعها قد باءت بالفشل بسبب إمساك أمريكا بكافة الخيوط في سوريا ما عدا حبل الله المتين، مما جعل الصراع يتبلور ليكون بين مشروع أمريكا ومن خلفها أوروبا بموافقة الصين وروسيا متمثلا بجنيف ٢ لمصالحة النظام والتفاوض معه لإنتاج قيادة جديدة تسير على درب سابقتها، وبين مشروع الأمة الإسلامية متمثلا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


ولما رأت أمريكا تراجع مشروعها وتقدم المشروع الرباني، فلم تجد بُدًّا من الخروج للعلن بالتلويح بالعمل العسكري ضاربة بعرض الحائط مجلس الأمن وقراراته، لعلمها أن تلك المؤسسة ليست سوى أداة تخدم مصالحها الحيوية، وفي حال تعارضت معها، ألقت بها خلف ظهرها، وهذا ليس بالأمر الجديد على أمريكا، فهي صاحبة سوابق بهذا التصرف.


لقد كشفت ثورة الشام عقم النظام الدولي الغاشم، والحاجة الملحة لتقويض أركانه والقضاء عليه، وهذا لن يتحقق في ظل حكم الرأسمالية الاستعمارية للعالم، بل لا بد من دولة الإسلام العظيم حاملة لواء العدل بين الناس من أن تظهر وتقوم على أنقاض الملك الجبري لتدك حصون الكفر السياسية والاقتصادية والعسكرية والفكرية وتخرج الناس من ضنك الرأسمالية والمؤسسات الدولية التابعة لها إلى عدل الإسلام وسعته.


إن تبرؤ أمريكا من بيروقراطية مجلس الأمن في اتخاذ القرارات الحاسمة لهو خير دليل على كذبها وتمترسها خلف الفيتو الروسي لمدة عامين كاملين أملا في إيجاد البديل لعميلها في دمشق، ولكن الفشل كان وسيظل حليفها بإذن الله حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين في عقر دار الإسلام في الشام.


(وتلك الأيام نداولها بين الناس)

 

 


أبو باسل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع