مع الحديث الشريف باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله".
قوله: ( من أطاعني ) يريد أنه مبلغ عن الله فمن أطاعه فيما بلغ فقد أطاع الآمر الحقيقي ومثله المعصية وهذا مضمون قوله تعالى "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا"، لكن سوق الآية في نسق المعصية لإفادة أنه ليس على الرسول وبال معصيته؛ إذ ليس عليه إلا البلاغ لا الحفظ فوبال المعصية على ذلك العاصي.
الطاعة الطاعة، الطاعة لله ولرسوله الكريم- عليه أفضل الصلاة والتسليم-، هذا المفهوم الغائب عن سلوك الكثير من أبناء هذه الأمة في هذا الزمان، كم هو جميل أن نتحلى بما كان يتحلى به الصحابة رضوان الله عليهم؟ كانوا يتلقفون أمر الله ورسوله بكل لهفة ومحبة ورضا، فمجرد كلامه -عليه الصلاة والسلام- معهم، كانوا يلتزمون بما يقول، لا يفرقون بين طلب واجب أو مندوب عند قيامهم بالعمل، لأن محبتهم لله ولرسوله تدفعهم للقيام بالفرض والمندوب والنوافل ما دام هذا الفعل فيه مرضاة الله.
أيها المسلمون:
كيف نُفَعِّلَ مفهوم الطاعة في حياتنا اليوم بعدما أصبحت مفاهيم المعصية والتفلت والانفلات من كل قيد؟ لا شك أن الكثير من أبناء هذه الأمة الكريمة لم يعد يقيم وزنا للكلام وللغة الخطاب فضلا عن كون هذا الكلام كلام خالق الإنسان والكون والحياة، لم تعد أحكام رب العالمين تؤثر في النفوس والعقول كما كانت بالأمس، ذلك لبعدنا عن مفاهيم الإسلام الصريحة عن الدنيا والآخرة، فلم يعد للمسلمين تصور لليوم الآخر وما يلاقيه الإنسان من أهوال ساعة دنو الشمس من رؤوس الخلائق، وساعة تطاير الكتب وساعة ضرب الصراط وساعة نصب الميزان، ولم يعد للمسلمين تصور لمفهوم الجنة ولمفهوم النار حتى بات الرجل يسمع قوله تعالى: "والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إنَّ عذابها كان غراما" فلا يخشع ولا يتأثر؛ بل يصيح مُتنغما: "الله الله"، وكأنه يستمع لألحان حب وغرام. هكذا نفهم ما الذي حدث لأمة خير الناس، وبهذا ندرك أين هي من مفهوم الطاعة ولماذا لم تعد أوامر الله ونواهيه تؤثر فيها بعدما كانت هذه الأحكام تخلع القلوب عند المسلمين الأوائل ممن فقه لغة الخطاب، وكلام رب العباد.
أيها المسلمون:
ما كان لمفهوم الطاعة أن يغيض من حياة المسلمين لولا وجود حكام عليهم زرعوا فيهم من خلال أبواقهم وإعلامهم الفاسد المفسد مفاهيم رأسمالية عفنة تهتم بأمر الدنيا وتُنكر وتُهمل أمر الآخرة، ما جعلهم يبتعدون عن قرآنهم وسنة نبيهم-صلى الله عليه وسلم-، لذلك وجب على أبناء هذه الأمة العمل بكل جد وبأقصى طاقة للتخلص منهم ومن مفاهيمهم القذرة، ونقيم دولة الحق والعدل، دولة المفاهيم الصحيحة عن الطاعة وغيرها.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم