مع الحديث الشريف باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف"، في "باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان"
حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث حدثنا أبو التياح حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة، أن يُرفع العِلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا"
قوله صلى الله عليه وسلم: (من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل وتشرب الخمر ويظهر الزنا) هكذا هو في كثير من النسخ: (يثبت الجهل) من الثبوت، وفي بعضها (يبث) بضم الياء وبعدها موحدة مفتوحة ثم مثلثة مشددة، أي ينشر ويشيع. ومعنى (تشرب الخمر) شربا فاشيا، و (يظهر الزنا) أي يفشو وينتشر كما صرح به في الرواية الثانية. و (أشراط الساعة) علاماتها، واحدها شرط بفتح الشين والراء. و (يقل) الرجال بسبب القتل، وتكثر النساء، فلهذا يكثر الجهل والفساد، ويظهر الزنا والخمر. و (يتقارب الزمان) أي يقرب من القيامة. ويلقى الشح هو بإسكان اللام وتخفيف القاف أي يوضع في القلوب، ورواه بعضهم يلقى بفتح اللام وتشديد القاف أي يعطى، والشح هو البخل بأداء الحقوق، والحرص على ما ليس له.
أيها الكرام:
إننا نعيش اليوم رفع العلم وثبوت الجهل وشرب الخمر وظهور الزنا. ألا ترون علماء النفاق تعيث فسادا في بيوت الله؟ ألا ترون الجهل وقد عمّ وطمّ في ربوع المسلمين؟ ثم ألا ترون انتشار الخمر وقد أصبحت كالماء تشرب في بلادنا؟ وظهور الزنا وكأنه الزواج المجاني؟
فالواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم، يتحدث بما ينطق به الحديث الشريف، كيف لا وقد بات المسلمون والفجور بين ظهرانيهم، وهم لا يملكون إنكاره إلا من رحم الله؟ مصداقا لما قال عليه الصلاة والسلام: "ألا إنه سيكون عليكم أمراء مضلون، يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، إن أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم"
وهكذا أيها المسلمون كلما تطاول العهد بهؤلاء الحكام؛ كثر شرب الخمر، وكثر الزنا، وكثرت المعاصي؛ بسبب تهاون الناس بحكامهم وقلة الوازع في قلوبهم، واعتبارهم عند البعض ولاة أمر. فها هم ولاة الأمر يظهرون على حقيقتهم بأوضح الصور في قتلهم لشعوبهم، وارتكابهم أبشع المجازر في النساء والأطفال والشيوخ، كما في سوريا الموت، فمن لم يسقط سقف البيت عليه أثناء الدك بالمدفعية أو الصواريخ، وجد الموت ينتظره في الشوارع والأزقة. هؤلاء هم ولاة الأمور، أشد عداء من الأعداء. فإذا كان هذا هو استخدامهم للأسلحة الظاهرة للعيان بشكل واضح، فكيف بالأسلحة غير الظاهرة عند بعض الناس، كتشجيع الرذيلة وفتح بيوت الدعارة وتجهيل الناس، وإغراقهم بالموبقات كما ورد في هذا الحديث الشريف؟ نسال الله العفو والعافية، ونسأله الوعي والخلاص من هؤلاء الحكام الفجرة عما قريب. اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.