مع الحديث الشريف باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي" بتصرف" في " باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله".
حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا وَقَالَ الْآخَرَانِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ".
لقد أرسل الله تعالى رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - بهذا الإسلام ليظهره على غيره من الأديان. وفي الحديث دلالة على وجوب قتال الكفار على اختلاف أشكالهم ومللهم، حتى يدخلوا الإسلام. وفي هذا يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"، إلا أن هذا الحكم القرآني، في ظل حكام المسلمين العملاء، الذين باعوا البلاد والعباد للكفار، معطل تماما، ولا وجود له في حياة المسلمين، فلا هم يدعون الناس إلى الإسلام، ولا هم يُدخلون غيرهم من الكفار في الإسلام، حتى أصبحت دولهم ودول غيرهم من الكفار في الحرام سواء. وبهذا توقفت رسالة الإسلام عن أداء دورها، من إخضاع الناس لحكم الله، وتعبيدهم له، حتى غدت الأرض بالنسبة للمسلمين مكانا للسكن والعيش. فنسوا قوله تعالى:" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". فإليكِ أيتها الأمة الكريمة هذا الخطاب، وقد أمرتِ أن تقاتلي الناس لأجل ذلك. فها قد حان وقت العمل- أيها المسلمون-، وسار القطار، فلا أقل من أن نعمل مع العاملين لتغير واقع المسلمين، واقع الكفر والإلحاد، واقع الحكام الفجرة الذين ضلوا وأضلوا، فهنيئا لمن عرف ولزم، وهنيئا لمن كتب الله له أجر العمل بأربعين من أجر الصحابة الكرام. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم آمين آمين.
احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.