مع الحديث الشريف باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى" حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى ابن أزهر أنه قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء فصلى ثم انصرف، فخطب الناس فقال: " إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما، يوم فطركم من صيامكم والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم".
اتفقت كلمة الفقهاء والأئمة من السلف والخلف على أن صوم يومي الفطر والأضحى حرام لا يجوز لا يُعلم لهم مخالف، وهناك طائفة من الأدلة على ذلك، منها هذا الحديث الذي بين أيدينا. والحق أن هذا النهي في الحديث هو مجرد نهي، لا يُعلم إن كان نهيا جازما يفيد التحريم، أم كان نهيا غير جازم يفيد الكراهة، ولكن في الحديث الآخر الذي أورده أبو سعيد الخدري حيث قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لا يصلح الصيام في يومين، يوم الأضحى ويوم الفطر من رمضان". ففي هذا الحديث كلمة (لا يصلح)، الدالة على أن النهي هنا نهي جازم وأنه للتحريم. وهذا يشبه قول الرسول - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، حيث قال: " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس،..." أو كما قال عليه الصلاة والسلام. لذلك فعلى الأمة أن تتقيد بصومها وبإفطارها، وأن تتحرى الدقة في ذلك، خاصة وأنها تعيش أياما حالكة، حيث يتربص بها حكامها، الذين عبثوا في عباداتها وجعلوا لها العيد عيدين وثلاثة أعياد.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تجتمع الأمة في يوم عيدها على إمام واحد، يُوحد المسلمين وبلاد المسلمين، ويقضي على حدود سايكس بيكو التي رسمها الاستعمار. اللهم آمين آمين.
احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.