الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف إن الله كتب الإحسان

بسم الله الرحمن الرحيم


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


إن الله كتب الإحسان على كل شيء

 

روى مسلم في صحيحه قال:حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ:


"خَصْلَتَانِ سَمِعْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا"، قَالَ غَيْرُ مُسْلِمٍ يَقُولُ:" فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ".


قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّه كَتَبَ الْإِحْسَان عَلَى كُلّ شَيْء فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَة، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْح، وَلْيُحِدَّ أَحَدكُمْ شَفْرَته وَلْيُرِحْ ذَبِيحَته).


أَمَّا (الْقِتْلَة) فَبِكَسْرِ الْقَاف، وَهِيَ الْهَيْئَة وَالْحَالَة.


وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَأَحْسِنُوا الذَّبْح) فَوَقَعَ فِي كَثِير مِنْ النُّسَخ أَوْ أَكْثَرهَا (فَأَحْسِنُوا الذَّبْح) بِفَتْحِ الذَّال بِغَيْرِ هَاء، وَفِي بَعْضهَا (الذِّبْحَة) بِكَسْرِ الذَّال وَبِالْهَاءِ كَالْقِتْلَةِ، وَهِيَ الْهَيْئَة وَالْحَالَة أَيْضًا.


قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلْيُحِدَّ) هُوَ بِضَمِّ الْيَاء، يُقَال: أَحَدّ السِّكِّين وَحَدَّدَهَا وَاسْتَحَدَّهَا بِمَعْنًى: وَلْيُرِحْ ذَبِيحَته، بِإِحْدَادِ السِّكِّين وَتَعْجِيل إِمْرَارهَا وَغَيْر ذَلِكَ، وَيُسْتَحَبّ أَلَّا يُحِدّ السِّكِّين بِحَضْرَةِ الذَّبِيحَة، وَأَلَّا يَذْبَح وَاحِدَة بِحَضْرَةِ أُخْرَى، وَلَا يَجُرّهَا إِلَى مَذْبَحهَا . وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَة) عَامّ فِي كُلّ قَتِيل مِنْ الذَّبَائِح، وَالْقَتْل قِصَاصًا، وَفِي حَدّ وَنَحْو ذَلِكَ.


وَهَذَا الْحَدِيث مِنْ الْأَحَادِيث الْجَامِعَة لِقَوَاعِد الْإِسْلَام، وَاللَّهُ أَعْلَم.


في هذا الحديث يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع الأضحية حين ذبحها, فأن يبيح الله تعالى ذبحها لا يعني أنه أباح تعذيبها، وإنما شاء سبحانه أن يكون الذبح بأسرع الوسائل وأقلها إيلاما وأبعدها عن التعذيب، إن عملية الذبح شيء مهول وليس أمرا مسلياً, والتعامل معه يجب أن يكون بهذا المفهوم، بعيدا عن القسوة والهمجية, والحكم الشرعي في كيفية تنفيذ عملية الذبح أوضحه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف، فاستعمال السكين الحاد والسرعة في تنفيذ الذبح وعدم إطلاع الذبيحة على شحذ السكين وعدم ذبح أضحية أمام أختها، كلها لتدل على حرص الإسلام على إحسان القيام بالأعمال، وإن الإحسان هو أن يقام بالعمل وفق حكمه الشرعي, وأن يستشعر المسلم مراقبة الله له أثناء قيامه بأفعاله لأن هذا الشعور يبقيه ملتزما بأحكام الله متقياً مخالفته.


والإحسان مطلوب من المسلم في كل الأمور، أي مطلوب منه أن يستشعر مراقبة الله له في كل أحواله في صلاته وصيامه، في نومه وقيامه, في حله وترحاله، في عمله واستراحته، في تعامله مع أسرته وعائلته وقرابته، فمن كان محسنا في أعماله حمى نفسه من الزلات ونال أعلى الدرجات.


اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنك أنت السميع المجيب.

 

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع