مع الحديث الشريف النهي عن الحلف بغير الله
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم "بتصرف" في " باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى"
حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم". قال عمر: فوالله ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها ذاكرا ولا آثرا.
في ظل غياب الإسلام عن واقع الحياة، وحلول الرأسمالية النتنة مكانه، انتشرت بين الناس عادة القسم والحلف بغير الله تعالى، فتجد المسلم يحلف تارة بأولاده، وتارة بشرفه، وتارة بالكعبة، وتارة بالنبي وتارة بالأمانة وغير ذلك... فالحلف بغير الله أو بغير صفة من صفاته محرم وهو نوع من الشرك، وعلى هذا فيحرم على المسلم أن يحلف بغير الله سبحانه وتعالى. فهذا نوع من الشرك والعياذ بالله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من حلف بغير الله فقد أشرك " والحالف بغير الله كأن يحلف بالكـعبه وبالنبي أو بإبنه أو بأمه أو بأي شيء فإنه قد عظم هذا المحلوف به، وهذا التعظيم لا يصرف لغير الله، لأنه هو العظيم، وهذه من الأمور المنتشره بين الأمه، والتي اعتادت أن تحلف بها.
أيها المسلمون : بغياب الرعاية الصحيحة، والحاكم الحقيقي - خليفة المسلمين- الذي يزرع في الأمة المفاهيم الصحيحة، ظهرت هذه الأمور، فأصبح المسلمون يقومون بأعمال ويتفوهون بكلمات، وهم لا يدرون أنها من الشرك. لذلك، لزم أن تدرك الأمة هذه الأخطار، لتتجنبها، ولزم أن تدرك أيضا، أن ما وقعت فيه، إنما هو بسبب حكامها الذين تسلطوا على رقابها، وقتا طويلا، كان كافيا ليغيّر مفاهيمها الإسلامية، ويجعلها تسير وفق المفاهيم الغربية الرأسمالية، فأصبحت تتكلم بما يتكلمون تحلف بما يحلفون، والله المستعان على ما يصفون.
احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.