نفائس الثمرات الفتوة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يذكر أن جعفر بن محمد سئل عن الفتوة فقال للسائل: ما تقول أنت فقال: إن أعطيت شكرت وإن منعت صبرت فقال: الكلاب عندنا كذلك فقال السائل: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الفتوة عندكم فقال: إن أعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا. وقال الفضيل بن عياض: الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان. وقال الإمام أحمد رضي الله عنه في رواية ابنه عبد الله عنه وقد سئل عن الفتوة فقال: ترك ما تهوى لما تخشى. وسئل الجنيد عن الفتوة فقال: لا تنافر فقيرا ولا تعارض غنيا.
وقال الحارث المحاسبي: الفتوة أن تنصف ولا تنتصف. وقال عمر بن عثمان المكي: الفتوة حسن الخلق. وقال محمد بن علي الترمذي: الفتوة أن تكون خصما لربك على نفسك. وقيل: الفتوة أن لا ترى لنفسك فضلا على غيرك. وقال الدقاق: هذا الخلق لا يكون كماله إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كل أحد يقول يوم القيامة: نفسي نفسي وهو يقول: أمتي أمتي. وقيل: الفتوة كسر الصنم الذي بينك وبين الله تعالى وهو نفسك فإن الله حكى عن خليله إبراهيم عليه السلام: أنه جعل الأصنام جذاذا فكسر الأصنام له فالفتى من كسر صنما واحدا في الله. وقيل: الفتوة أن لا تكون خصما لأحد يعني في حفظ نفسك وأما في حق الله فالفتوة: أن تكون خصما لكل أحد ولو كان الحبيب المصافيا. وقال الترمذي: الفتوة أن يستوي عندكم المقيم والطارىء. وقال بعضهم: الفتوة أن لا يميز بين أن يأكل عنده ولي أو كافر وقال الجنيد أيضا: الفتوة كف الأذى وبذل الندى. وقال سهل: هي اتباع السنة وقيل: هي الوفاء والحفاظ وقيل: فضيلة تأتيها ولا ترى نفسك فيها وقيل: أن لا تحتجب ممن قصدك. وقيل: أن لا تهرب إذا أقبل العافي يعني طالب المعروف وقيل: إظهار النعمة وإسرار المحنة. وقيل: أن لا تدخر ولا تعتذر.
مدارج السالكين
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته