خبر وتعليق مقتل آخر مسلم في مبايكي أفريقيا الوسطى
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
إنا لله وإنا إليه راجعون. ذبحت عصابات الأنتي بالاكا الأخ صالح ديدو التاجر المسلم ورئيس بلدية مبايكي في جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك بعد أن رفض ترك المدينة مع المسلمين المغادرين الفارين بأرواحهم من عمليات التطهير العرقي الجارية هناك، وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية 2014/3/3. وقد أتت هذه الحادثة بعد أقل من ثلاثة أسابيع من تعهد كل من رئيس بلدية مبايكي، ريمون مونغباندي والقوات الفرنسية بحماية صالح ديدو في المدينة التي رغبت السلطات وفرنسا في أن تكون مثالاً للمصالحة وللتعايش بين جميع العرقيات.
التعليق:
اعترفت الأمم المتحدة أخيرا أن العنف في أفريقيا الوسطى يشابه ما تعرض له المسلمون في البوسنة والهرسك وتواترت أخبار بشاعة حملة التطهير العرقي التي تقوم بها دولة أفريقيا الوسطى ضد مسلميها على يد الغوغاء والهمجيين من الأنتي بالاكا مستخدمة أبشع الأساليب لترويع المسلمين العزل ودفعهم لمغادرة البلاد.
لقد رحل المسلمون من أفريقيا الوسطى وأفرغت معظم المدن ما بين كاميرون وبانغي من مسلميها، ولم يعد هناك مسلم واحد في باولي أو بلدة بالوكا التي سكنها عشرات الآلاف من المسلمين وكان بها ثمانية مساجد يُذكر فيها اسم الله. نجحت سياسة إفراغ المدن والقرى من المسلمين ولم يبقَ من المسلمين سوى بعض التجمعات المحاصرة التي تنتظر فرصتها للخروج من البلاد، ولم يبقَ شيء لمسلمي أفريقيا الوسطى سوى مستقبل مجهول في مخيمات اللاجئين.
لقد أدت أعمال القتل والنهب إلى فرار عشرات الآلاف من المسلمين من قراهم في فترة وجيزة وبشكل لافت للنظر، ولعل مقتل الأخ صالح ديدو يثير التساؤل لماذا ظل صالح ديدو وحيدا وآثر المسلمون الخروج السريع؟ لعل الإجابة على هذا التساؤل تكمن في فهم مسلمي أفريقيا الوسطى لحقيقة الصراع وحجم المؤامرة وأنهم لا يواجهون عصابات بل يواجهون دولتهم التي أعلنت الحرب عليهم بمباركة قوات السنجريس الفرنسية، ويظهر هذا في رفع المسلمين المحاصرين في أفريقيا الوسطى للوحات كتب عليها "لقد سمحت فرنسا بارتكاب المجازر في رواندا فلا تكرروا الشيء ذاته هنا" أو شعارات "لا لفرنسا .. لا لهولاند" خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي لأفريقيا الوسطى.
قتل صالح ديدو في مدينة المفترض أن تؤمّنها قوات حفظ السلام الفرنسية سنجريس وبتعهد من الحكومة، ذبح لأنه أصر على البقاء وتحدى تهديدات الأنتي بالاكا ومن يقف وراءها. رحم الله أخانا صالح ديدو فقد ظن بالكفار وعهودهم خيرا ونسي أن هؤلاء لا عهد لهم ولا ميثاق، وقد أثبتت التجارب أن دم المسلم رخيص بنظرهم ولا قيمة له عندهم، ينادون للمصالحة والتعايش بين العرقيات وحوار الأديان من جهة ويشرفون على التطهير العرقي من جهة أخرى.
تتوالى هذه الأحداث لتؤكد للأمة أن المسلم لا يأمن على نفسه إلا بأمان الإسلام العظيم ودولة الإسلام؛ ولهذا كان شرطًا من شروط الدولة التي تمثل المسلمين عبر العالم أن يكون أمانها بأمان الإسلام والمسلمين. نسأل الله أن يمن علينا بنصره وتمكينه، فنقوم بنصرة وحماية المستضعفين ونغيث الملهوفين.
﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد