مع الحديث الشريف باب ما جاء لا صيام لمن لم يعزم من الليل
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تُحْفَةِ الأَحْوَذِيِّ، في شرح جامع الترمذي "بتصرف" في" باب ما جاء لا صيام لمن لم يَعْزِمْ من الليل"
حدثنا إسحاقُ بنُ منصورٍ أخبرنا ابنُ أبي مريمَ أخبرنا يحيى بنُ أيوبَ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ عن ابنِ شِهابٍ، عن سالمِ بنِ عبدِ اللهِ عن أبيه عن حفصةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ لم يُجْمِعِ الصيامَ قبلَ الفجرِ فلا صِيامَ له".
أيها المستمعون الكرام:
هل تجبُّ النيةُ في رمضانَ لكل يوم كما يُفهم من ظاهرِ الحديث، أم أن الصائمَ تُجْزِئُهُ نيةٌ واحدةٌ لجميعِ الشهر؟
الحقيقة أن النيةَ تَجِبُ في رمضانَ لكل يوم، وليس صحيحا أن نيةً واحدةً تُجزئُ لجميعِ الشهر، وذلك لأن صومَ كلِّ يومٍ عبادةٌ مستقلةٌ، فإنه لا بد له من النيةِ حتى يَصِحَّ، وهذا ما عليه الجمهورُ، وهو بخلافِ صومِ التطوعِ، الذي يصحُّ عَقْدُ نيتِهِ في النهارِ في أي جزءٍ منه، ولو كانَ ذلك قبلَ الغُروبِ بساعةٍ، فقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- في الحديثِ الذي روته عائشةُ أمُّ المؤمنينَ رضيَ الله عنها،حيث قالت: " دخلَ عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل عندَكم شيءٌ؟ فقلنا: لا، قال: فإني إذنْ صائمٌ، ثم أتانا يوما آخرَ فقلنا: يا رسول الله، أُهْدِيَ لنا حَيْسٌ، فقال: أرِيْنِيْهِ، فلقد أصبحتُ صائما، فأكلَ". وهنا يظهرُ الفرقُ في النية بين صيامِ الفرضِ وصيامِ التطوعِ. فصيامُ الفرضِ لا بدَّ له من نيةٍ مُبَيَّتَةٍ في الليلِ، وصيامُ التطوعِ يجوزُ عَقْدُ نيتِهِ في النهارِ.
مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركات.